فى لقاء أخوى، التقى الرئيس عبد الفتاح السيسى، الملكَ سلمان بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين، فى إطار حرص الجانبين على استمرار التنسيق المشترك؛ بما يسهم فى تعزيز العَلاقات المتميزة بين البلدين فى مختلف المجالات، والتباحث بشأن سبل التعامل مع التحديات التى تواجهها الأمة العربية.
ويُدرك الملك سلمان أن بلاده ومصر هما دعامتا الأمن والاستقرار فى المنطقة، وعلى أكتافهما تقع مسئولية دفع العمل العربى المُشترك، ومن هُنا كان البَلدان دائمًا على حالة من التنسيق والتعاون فيما بينهما لمواجهة التحديات التى تموج بها المنطقة العربية.. ومن هذا المُنطلَق كان هناك حرص من الملك سلمان على التواصل المستمر مع الرئيس السيسى، خصوصًا بعد التطورات الأخيرة التى شهدتها مصر.. وقد اكتمل تاج التقارب والوحدة بين المملكة ومصر بإعلان القاهرة التاريخى. ففى فبراير عام 2015 أكد خادم الحرمين فى اتصال مع الرئيس السيسى أن "موقف المملكة تُجاه مصر واستقرارها وأمنها ثابت لا يتغير، وأن علاقة المملكة ومصر أكبر من أى محاولة لتعكير العلاقات المميزة والراسخة بين البلدين الشقيقين".. وفى مارس عام 2015 كانت أول زيارة للرئيس السيسى للمملكة، وكان خادم الحرمين فى مقدمة مستقبليه بمطار "الرياض"، حيث أكد الزعيمان خلال اجتماعهما على تعزيز العمل الاستراتيجى وتطوير العلاقات.. وكانت الوجهة الأولى لزيارات الملك سلمان لمصر فى مارس عام 2015، وترأس خلالها وفد المملكة فى القمة العربية السادسة والعشرين التى عُقدت فى مدينة "شرم الشيخ".
وجاءت زيارة الرئيس السيسى الأخيرة إلى "الرياض" بعد فترة شهدت ترويجًا للشائعات والأخبار المغلوطة حول العَلاقات المصرية السعودية، وهى مساحة الضباب التى تم تبديدها فى لقاء الرئيس السيسى والملك سلمان الخاص على هامش القمة العربية التى استضافتها المملكة الأردنية نهاية الشهر الماضى، وتأتى هذه الزيارة تأكيدًا لاستراتيجية العَلاقات بين البلدين، وعمق الروابط القائمة بين القيادتين، وبعد جلسة قصيرة فى صالة التشريفات بالمطار عقب وصول "السيسى"، توجّه "الرئيس" و"سلمان" فى موكب رسمى إلى الديوان الملكى، لإجراء جلسة المباحثات الرسمية، وقد تناولت القمة المصرية السعودية، سبل تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، والتشاور حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب، الذى بات يُمثّل تهديدًا كبيرًا وخطيرًا لأمن واستقرار الأمة العربية، بل والمجتمع الدولى بأكمله.
من جانبه، قال سامح شكرى وزير الخارجية: إن القمة المصرية السعودية حملت رسالة قوية وواضحة بإنهاء الجدل غير الدقيق، الذى أثارته أطراف إقليمية تعمل وَفق أجندات خاصة، حول العلاقات بين القاهرة والرياض، التى تتسم بالخصوصية الشديدة، وتدفع فى اتجاه دعم الأمن والاستقرار فى المنطقة.
وأضاف السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، أن الزعيمين عقدَا جلسة مباحثات بحضور وفدى البلدين، استهلها خادم الحرمين الشريفين بالترحيب بالرئيس السيسى، مؤكّدًا عمق ومتانة العَلاقات التاريخية التى تجمع البلدين والشعبين الشقيقين، مشيرًا إلى حرص بلاده على تعزيز التشاور والتنسيق مع مصر؛ بما يُحقق مصالح الأمتين العربية والإسلامية وشعوبهما، مؤكّدًا وقوف المملكة إلى جانب مصر، لاسيما فى حربها ضد الإرهاب.
وأضاف المتحدث باسم الرئاسة، أن الرئيس أكد اعتزازه بالعلاقات الاستراتيجية التى تجمع البلدين الشقيقين، وحرصه على تدعيم أواصر العَلاقات الثنائية فى شتى المجالات، بما يُسهم فى تعزيز العمل العربى المشترك، فى مواجهة مختلِف التحديات التى تشهدها الدول العربية فى الوقت الراهن.
موضحًا أن المباحثات تناولت التحديات التى تواجهها المنطقة، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب، إذ اتفق الجانبان على أن المرحلة الراهنة، والواقع الذى تعيشه المنطقة العربية، يستوجبان مزيدًا من تنسيق الجهود، وتكثيف التشاور بين كل الأطراف المَعنيّة على الساحة الدولية، لصياغة استراتيجية متكاملة؛ لمواجهة تلك الظاهرة التى باتت تهدد العالم بأسره.
وأكد الزعيمان، أهمية مجابهة كل محاولات التدخل فى الشئون الداخلية للدول العربية، وقطْع الطريق على المساعى التى تستهدف بث الفرقة والانقسام بين الأشقاء، حفاظًا على الأمن القومى العربى، باعتبار ذلك الضمانَ الوحيد لتحقيق أمن واستقرار الدول العربية.
فى غضون ذلك، وجّه "الرئيس" الدعوة للملك سلمان لزيارة مصر، وهو ما رحب به الملك سلمان، ووعد بحصوله فى أقرب فرصة.
من جهته، قال وزير الخارجية السعودية عادل الجبير: إن العَلاقات بين المملكة العربية والشقيقة مصر تاريخية، يَسودها الوُدّ والاحترام والروابط الأُسَريّة ووَحدة المصير والحرص على تعزيز التعاون فى العديد من المجالات.