| 05 مايو 2025 م

متابعات

الإمام الأكبر بمؤتمر حكماء الشرق والغرب: الإرهاب يقتل المسلمين قبل المسيحيين

  • | الخميس, 4 مايو, 2017
الإمام الأكبر بمؤتمر حكماء الشرق والغرب: الإرهاب يقتل المسلمين قبل المسيحيين

فى إطار جهود فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين من أجل نشر السلام وإحلاله فى ظل التحديات التى يواجهها العالم من عنف وتطرف، وسعى فضيلته لنشر القيم الدينية والتعاون بين أتباع الأديان باعتبار أن ذلك وسيلة لمكافحة التطرف، وبعث الأمل لدى الشعوب وتمتع الجميع بالحقوق والمسئوليات المتساوية باعتبارهم مواطنين فى بلدانهم.. ومن هذا المنطلق عقد الأزهر الشريف الاجتماع الخامس من جولات الحوار بين حكماء الشرق والغرب بمشيخة الأزهر الشريف تحت عنوان «دور القادة الدينيين فى تفعيل مبادرات المواطنة والعيش المشترك» والذى يكتسب أهميته بمشاركة الأزهر الشريف ومجلس الكنائس العالمى وهما أكبر مؤسستين دينيتين فى العالم.

وألقى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين كلمة افتتحها بترحيبه بالوفد الكريم والذى يمثل جميع الطوائف المسيحية فى العالَم مؤكدًا أن هذا اللقاء يأتى لمناقشة «دور القادة الدينيين فى تفعيل مبادرات المواطنة والعيش المشترك» والمرشح لأن يكون موضع اهتمام القادة الدينيين فى شرقنا العربى والإسلامي، بكونه التحدى الأكبر الآن فى ظل دعوات الإرهاب وتنظيراته التى تحاول أن تضلل عقول الشباب شرقًا وغربًا وترسخ فى أذهانهم وتصوراتهم أفكارًا خاطئة حول دولة الإسلام، ومحاولة استعادة مفاهيم ومصطلحات تجاوزها الفقه الإسلامى والشريعة الإسلامية منذ سقوط «الخلافة العثمانية».

وتابع فضيلته: إن نظام الخلافة الإسلامية فى الأزمنة الماضية كان يقضى بأحكام تشريعية معينة اقتضاها منطق العصر آنذاك فيما يتعلق بحقوق غير المسلمين فى دولة الخلافة، فمن المنطق، بل من فقه الإسلام نفسه أن هذا النظام السياسى حين يتغير فبالضرورة تتغير معه أحكام كثيرة أو قليلة، ارتبطت بهذا النظام وقامت على أساسها عَلاقة غير المسلمين بالدولة الإسلامية، لافتًا أنه فى ظل هذه التحديات تصبح قضية «المواطنة» هى القضية الأولى التى يجب أن يَتحدَّث فيها قادة الأديان؛ لأنها الرد العملى على هذه «الأوهام» التى تجد من الدعم المادى والأدبى ما خيّل لهؤلاء المتوهمين أن العمل على تحقيق هذه الأوهام جهاد فى سبيل الله وعود بالإسلام إلى عصور المجد والعزة.

وأوضح الإمام الأكبر فى كلمته أنه ليس هناك من شك فى أن المواطنة هى الضامن الأكبر لتحقيق المساواة المطلقة فى الحقوق والواجبات بين المسلمين وغير المسلمين، مستشهدًا بالمؤتمر الذى عقده الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين فبراير الماضى عن «الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل» والذى أُعلن فيه -لأول مرة فى تاريخنا الحديث- أن نظام المواطنة هو نظام إسلامى خالص، طبقه النبى صلى الله عليه وسلم فى أول دولة إسلامية وهى دولة المدينة المنورة.

وأضاف: ونظرًا لأن المواطنة وتساوى الحقوق والواجبات قائمة بالفعل فى المجتمعات الغربية كان التحدى الأكثر حضورًا هناك هو «التصدى» لظاهرة «الإسلاموفوبيا» وهى ظاهرة شديدة الخطر إذا ما تُركت تتدحرج مثل كرة الثلج ولم تواجه ببيان حقيقة الأديان وفلسفاتها ومقاصدِها فى إسعاد الإنسان والارتقاء به فى مدارج الكمال الروحى والعقلى والخلقي، وحذر شيخ الأزهر من أن تتطور ظاهرة «الإسلاموفوبيا» اليوم إلى ظاهرة «الدينوفوبيا» فى الغد القريب.

وشدد على أن مشكلة الأديان السماوية اليوم لا يمكن أن تُحل بالانشغال بالصراع فيما بينها، وإنما الخطوة الأولى للحل هى إزالة ما بينها من توترات، ومن مواريث تاريخية لا يصح أن نصطحب آثارها السلبية، أو نستدعيها فى الوقت الذى نواجه فيه نذر معركة طويلة مع أعداء الأديان.. وأمام وحش يُعدّ نفسه جيدًا لالتهام الجميع، ومن أجل هذه الغاية التى نضعها نُصب أعيننا، وأعنى بها: التعارف والتفاهم بين المؤسسات الدينية؛ كشف شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين سعْى الأزهر بنفسه للقاء قادة المؤسسات الدينية الكبرى فى أوروبا؛ فى الفاتيكان، ولندن، وجنيف، وفلورنسا، وباريس، وبرلين، وأوفد قوافل السلام التى طافت كثيرًا من عواصم العالم؛ فى آسيا وأوروبا وأفريقيا وأمريكا.

داعيًا فضيلته إلى الحذر من أكاذيب الإعلام التى تربط الإرهاب بالإسلام، وتتهم المسلمين باضطهاد مواطنيهم من إخوتهم المسيحيين، وأن الإسلام أو الأزهر فى أحدث مسرحياتهم المفضوحة، وراء التفجيرين الإرهابيين الأخيرين، فمثل هذه الأكاذيب لم تعد تنطلى على عاقل يقرأ الأحداث وما وراءها قراءة صحيحة، إذ إن الحقيقة التى يثبتها الواقع ثبوت أرقام الحساب هى أن الإرهاب يقتل المسلمين قبل المسيحيين، وستعلمون بعد ذلك أن الإرهاب لا دين له ولا وطن، وأنه لن يبالى فى تعطشه للدماء أدم مسلم هذا الذى يسفكه أم دم مسيحي؟ فالغاية عنده ضرب استقرار الأوطان، ولْتأتِ الوسيلة من مسجد أو كنيسة أو سوق أو أى تجمع للبسطاء الآمنين.

 على هامش اللقاء.. جولة تفقدية للوفد لمرصد الأزهر

على هامش اللقاء الخامس من جولات الحوار بين حكماء الشرق والغرب الذى عُقد بمشيخة الأزهر الشريف قام الوفد بزيارة مرصد الأزهر الشريف باللغات الأجنبية والذى يضم مجموعة من الشباب والباحثين الذين يجيدون ثمانى لغات أجنبية حية هى (الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، والإسبانية، والأوردية، والفارسية، واللغات الأفريقية، والصينية) لرصد كل ما تبثه التنظيمات المتطرفة وما يُنشر عن الإسلام والمسلمين فى العالم على مواقع الانترنت وصفحات التواصل الاجتماعى ومراكز الدراسات والأبحاث المعنية بالتطرف والإرهاب والقنوات التليفزيونية وإصدارات الصحف والمجلات باللغة العربية وثمانى لغات أجنبية حية، ويقوم المرصد بالرد عليها من خلال لجان متخصصة؛ ليغلق على الإرهابيين والمتطرفين وأصحاب الآراء المتشددة جميع المنافذ التى يتسللون منها إلى عقول الشباب، وفى الوقت نفسه يحث المسلمين فى الغرب على الاندماج فى مجتمعاتهم واحترام قوانين البلاد التى يعيشون فيها. وذلك انطلاقًا من رسالة الأزهر الذى ظل طَوال تاريخه العريق -وما يزال- حصنًا منيعًا يعمل على نشر صحيح الدين ووسطيته. ويُعدّ المرصد إحدى أهم الدعائم الحديثة لمؤسسة الأزهر العريقة، والذى وصفه فضيلة الإمام الأكبر بأنه «عين الأزهر الناظرة على العالم» وذلك لتتبعه ما يتم نشره بهذه اللغات عن الإسلام والمسلمين مع التركيز على ما ينشره المتطرفون من أفكار ومفاهيم مغلوطة. وتفقد الوفد أعمال المرصد بكل وحداته وعرض كل مشرف على الوحدة عملية الرصد اليومى لأشهر الصحف والمجلات والمواقع الإخبارية ووكالات الأنباء، والمراكز البحثية، وما تنشره الجماعات المتطرفة عن أنشطتها وأفكارها وأيدلوجيتها.

وقام الأمين العام لمجلس الكنائس العالمى الدكتور أولاف فيكس بالاطّلاع على إصدارات المرصد الشهرية ونصف السنوية والسنوية التى أصدرها المرصد خلال الفترة السابقة وما بذله من جهود فى هذا الإطار, مثنيًا على تلك الإصدارات وما تتضمنه من تقارير فى مواجهة الفكر المتطرف حول العالم.

وفى نهاية الجولة أعلن فيكس والوفد المرافق له، عن تقديره للجهود التى يبذلها مرصد الأزهر العالمى باللغات الأجنبية فى تعقب الأفكار المتطرفة على مواقع التواصل الاجتماعى والرد عليها، وتصحيح المفاهيم المغلوطة لدى الشباب، معلنًا كذلك عن تقديره لآليات عمل الوحدات داخل مرصد الأزهر.

مصطفي هنداوى ومحمد الصباغ

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2025 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg