| 05 مايو 2025 م

متابعات

حكماء الشرق والغرب: الأزهر يواجه آلات الموت بثقافة المحبة

  • | الخميس, 4 مايو, 2017
حكماء الشرق والغرب: الأزهر يواجه آلات الموت بثقافة المحبة

على هامش الجولة الخامسة لحوار مجلس حكماء الشرق والغرب الذى عقدته مشيخة الأزهر الشريف تحت عنوان «دور القادة الدينيين فى تفعيل مبادرات المواطنة والعيش المشترك» والذى ترأسه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، بمشاركة مجلس الكنائس العالمى أجرت «صوت الازهر» عددًا من الحوارات السريعة مع عدد من الوفود المشاركة الذين ثمّنوا مجهودات الإمام الأكبر وسعيه المستمر فى نشر السلام وترسيخ ثقافة التعايش.. وإليكم ما قالوه.

 

قال الأنبا بولا ممثل قداسة البابا تواضروس الثانى على هامش الجولة الخامسة لحوار مجلس حكماء الشرق والغرب: إن استضافة مصر والأزهر الشريف لبابا الفاتيكان بابا السلام فى أرض السلام وتواجد كافة قادة الأديان تأكيد بأن هناك رغبة قوية من قادة الأديان جميعًا لنشر السلام.

وأكد أن الحوار الذى يتبناه الأزهر ينم عن أن هناك إرادة قوية من الأزهر الشريف لترسيخ القيم النبيلة الموجودة بالأديان ونشر ثقافة قبول الآخر والعيش المشترك والعمل على وجود آلية على أرض الواقع ينتج عنها ترسيخ تلك المفاهيم.

وتابع: ما يقوم به الأزهر من مؤتمرات وملتقيات حوارية يشير إلى أن الأزهر بإمامه الأكبر يعى مدى حاجة المجتمعات لنشر تلك المفاهيم فى مصر ودول الجوار؛ بحيث تكون هناك رسالة سلام ممتدة للعالم أجمع والتى من شأنها مواجهة آلات الموت بنشر ثقافة السلام والمحبة فى قلوب الناس امتثالًا لأوامر الله فى كتبه السماوية وكما طالبنا الكتاب المقدس أن نصلى فى كل صلواتنا من أجل السلام «يا ملك السلام أعطنا سلامك، فالله هو مصدر السلام وصانع السلام».

واسترسل الأنبا بولا: السلام صناعة إلهية موطنها السماء ولكن تعم الأرض إذا طلبناها وسعينا إليها وما يقوم به الأزهر بقيادة فضيلة الإمام الأكبر بمشاركة قادة الأديان أداة حية لنشر السلام بين الشعوب فـ «طوبى لصانعى السلام».

مشيرًا إلى أن تجفيف المنابع التى ينهل منها الإرهاب ضرورة تتطلبها المرحلة، الأمر الذى وُضع على عاتق القيادات الدينية المختلفة ولعلها الرسالة التى يؤكد عليها بابا الفاتيكان.

من جهته قال الشيخ على الأمين المرجع اللبنانى عضو مجلس حكماء المسلمين: إن ما يقوم به الأزهر الشريف من أجل نشر السلام وثقافة الحوار هو عمل جبار وإن اجتماع القيادتين الدينيتين الأزهر الشريف وبابا الفاتيكان دلالة على أن مصر أرض التعايش بين هذه الرسالات السماوية والتسامح، خاصة إذا انطلقت تلك الرسالة للعالم كله.

وأوضح الأمين أن دور القيادات الدينية مؤثر وفاعل فعندما يلتقون ويتحدثون ويتناقشون فيما يخدم البشرية ممّا من شأنه إغلاق الطريق على دعاة التطرف والإرهاب باعتبار أن العيش بسلام بين الأمم والشعوب هو ما يجب السعى لتحقيقه، فى ظل تعاظم الأخطار التى تهدد الإنسان على الأرض، بسبب الحروب وثقافة التطرف والإرهاب التى تزرع الكراهية والبغضاء بين الشعوب، وهذا ما يهدد السلام العالمى والمجتمع البشرى.

وتابع: إن اجتماع القيادات الدينية يبرز أهمية دور المصلحين والمفكرين ورجال الدين، والقيادات المؤتمنة على رسالات السماء، حيث يشتركون جميعًا فى الدعوة للإصلاح وإرساء قواعد السلام بين الأمم والشعوب مصداقًا لما جاء فى قول الله: {يا أيها الذين آمنوا ادخلوا فى السلم كافّة} ولما ورد فى الإنجيل عن السلام «طوبى لصانعى السلام، لأنهم أبناء الله يدعون».

واسترسل عضو مجلس حكماء المسلمين على هامش الجولة الخامسة من الحوار بين حكماء الشرق والغرب موضّحًا أن الرسالات السماوية شجعت على الإصلاح بين الناس، واعتبرت الانتهاء من العداوات والنزاعات نعمة من الله يجب التمسك بها والمحافظة عليها، كما جاء فى قوله سبحانه: {واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانًا} مما يضع المسئولية الكبرى عن نشر هذه التعاليم بين الناس وتجسيدها بالدرجة الأولى على القيادات الدينية باعتبار أن العلماء هم ورثة الأنبياء، وهم مدعوون قبل غيرهم للاستجابة للنداء. لافتًا أنه كلما تجسدت الدعوة إلى الخير فى أعمالهم ولقاءاتهم، انتشرت تلك التعاليم بين الناس مما يؤدى لانتشار ثقافة التسامح والسلام فى المجتمعات وبين الشعوب، وفى الوقت نفسه يضعف خطاب الكراهية وممارسة العنف والتطرف.

داعيًا الشباب وكافة المجتمعات للرجوع للتمسك بالعقل والاعتدال والرجوع إلى الدولة ومؤسساتها وقوانينها والاحتكام إليها فهذا الذى يصون الأوطان والبلاد من الفتن والصراعات والنزعات. آملًا أن تتكلل جهود الأزهر فى نشر ثقافة التسامح والحوار والمحبة -ليس فى مصر فحسب، وإنما فى العالم كله- بالنجاح.

محمد الصباغ

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2025 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg