| 05 مايو 2025 م

متابعات

خبراء أمنيون: دعوة وكيل الأزهر لتشكيل "الناتو الإسلامى" مفيدة فى مكافحة الإرهاب

  • | الجمعة, 12 مايو, 2017
خبراء أمنيون: دعوة وكيل الأزهر لتشكيل "الناتو الإسلامى" مفيدة فى مكافحة الإرهاب

طالب الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف خلال مؤتمر صحفى على هامش افتتاح مؤتمر الوسطية العالمى بماليزيا الأسبوع الماضى، بتحقيق التكامل العسكرى بين الدول الإسلامية وتوقيع اتفاقات للدفاع المشترك بينها ضد أى اعتداء يقع على أى دولة إسلامية، مع تكوين تحالف على غرار «حلف الناتو» تشارك فيه جميع الدول الإسلامية وتحدد اتفاقياته كيفية تعامله وتدخله عند حدوث الأزمات دون تعقيدات ومفاوضات قد لا يحتملها الوقت عند حدوث الأزمة، وإزالة أسباب الاحتقان بين مكونات وأنسجة الشعوب فى دولنا الإسلامية لنتوحد جميعاً ضد هجمات ومؤامرات تحاك لبلادنا.

 

دعوة وكيل الأزهر قوبلت بالترحاب من قبل علماء الدين، مثمنين المبادرة التى سوف تساهم فى إذابة الفواصل بين الدول الإسلامية، وترد بشكل عملى على المعتدين على المقدسات الدينية،  وتساهم فى دحر الإرهاب والتطرف، بينما وضع الخبراء الاستراتيجيون شروطا عملية لتطبيق المبادرة على أرض الواقع.

من جانبه، أكد اللواء حسن الزيات الخبير العسكرى أن الفكرة الأزهرية جيدة وتسعى إلى دحر الإرهاب والتطرف من العالم الإسلامى، ولكن تطبيقها على أرض الواقع يتطلب عدة شروط أهمها تصفية الخلافات السياسية بين بعض الدول العربية، وإنهاء عصر النزاعات بين جميع القادة وبدء صفحة جديدة من التعاون الجاد فى المجال العسكرى على غرار حلف الناتو، موضحاً أن التحالف العسكرى ليس مستحيلاً شريطة تضافر الجهود والتعاون فى شتى المجالات المعرفية كنوع من التمهيد لهذه الخطوة الهامة، مناشداً بتقوية دور الجامعة العربية والانطلاق من خلالها بمبادرات تمهيدية للتطرق إلى مباحثات جادة فى هذا الصدد، لافتا إلى أن التعاون لو تم سوف يكون القضاء على داعش والجماعات الإرهابية سهلا للغاية إذا تم بشكل أعمق وبصورة متكاملة أقوى من التحالف العربى فى اليمن الذى شمل مجموعة من القوات الجوية للقضاء على الحوثيين، نظراً لأن القوة العسكرية تتطلع إلى قيادة وتحالف على أرض الواقع للسيطرة على مواقع والقضاء على الإرهاب والتعاون من أجل واقع أفضل للأمة الإسلامية.

وقال اللواء جمال مظلوم الخبير الاستراتيجى والعسكرى إن الفكرة ممتازة ونتطلع إلى تشكيلها بين الدول العربية والإسلامية، نظراً لتعدد مناطق التوتر فى شتى أنحاء الوطن العربى والإسلامى، مشيراً إلى أن السعودية عقدت اتفاقا مع رئيس الأركان الباكستانى ليكون قائد هذه القوة فى وقت سابق، وهناك صورة مصغرة لها فى التحالف الذى عقد فى عاصفة الحزم، عبر 11 دولة عربية لإعادة الشرعية فى اليمن، لافتاً إلى أن الدول العربية ناقشت المقترح منذ 4 سنوات ولم ير النور حتى الآن، أما على مستوى العالم الإسلامى فإن تحالف ما يزيد على 50 دولة إسلامية سوف يكون صعبا نسبياً من حيث النواحى السياسية والاقتصادية والسيادية، فعلى الصعيد السياسى هناك العديد من الدول غير المتفقة مع موقف بعضها البعض، وعلى الصعيد السيادى، قد يكون من الصعب أن تسمح دولة ما بوجود قوات أخرى على أراضيها، أما على الصعيد الاقتصادى فإن العديد من القوات تريد تجاوز المشكلات المالية، وتحتاج إلى تكاليف كبيرة قد يخصم من ناتجها القومى سنوياً، لصالح الدول المشاركة فى التنظيم، موضحاً أن الفكرة جوهرية، فى ظل حاجة الدول العربية والإسلامية لزيادة مستواها العلمى والفكرى والتكنولوجى وتعميق التعاون المثمر فيما بينهما، لافتاً إلى أن أوروبا حاولت من قبل تشكيل تحالف قوى ولكنها لم تستطع واعتمدت على حلف الناتو.

فى ذات السياق، أكد الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء ورئيس جامعة الأزهر الأسبق، أن الأمة العربية والإسلامية يجب أن تتوحد على قلب رجل واحد، بهدف رفع الظلم عنها ضد المحاولات الغاشمة التى تتعرض لها، وأنه حان الوقت للتحرك الميدانى لرد العدوان ورفع الظلم عن أبناء الأمة الإسلامية، مضيفاً أن تأسيس قوة عسكرية يجب أن يقابل بالترحاب من قادة الدول الإسلامية، خاصة إذا كان هدفه رد العدوان، مصداقاً لقول المولى تعالى: «وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ»، لافتاً إلى أن هذه المبادرة لو تم تطبيقها على أرض الواقع سوف تعيد للأمة أمجادها، مناشداً حكام الأمة الإسلامية التوحد ونبذ الخلافات لمواجهة التحديات الخطيرة التى تحاك بنا.

وأضاف الدكتور محمود مهنى عضو هيئة كبار العلماء أنه يجب استعادة الأمة أمجادها العسكرية كما كان فى عهد النبى الكريم،  وأن نداء الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف فى هذه المبادرة لم يأت من خارج الشريعة الإسلامية، ولكنه استقاه من قول المولى تعالى: «وَجَاهِدُوا فِى اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِى الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ»، وقال أيضاً فى محكم التنزيل: «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلَا تَفَرَّقُوا»، مشيراً إلى أن هذه النصوص يجب تفعيلها على أرض الواقع، خاصة فى القوة العسكرية التى ترد الاعتداء على المقدسات الدينية على غير المسلمين، وأن الأمر الإلهى ناشد حفاظ المسلمين عن البشرية وأعراضها وأموالها ومقدساتها، بناء على ما فعله النبى الكريم فى حمايته لليهود والمسيحيين الذين عاشوا مسالمين فى عهده، فى حنين وفى فتح مكة، وجميع الغزوات الحربية التى دافع فيها عن القيم والعقائد واحترام مقدسات الآخرين وأماكن العبادات، موضحاً أن أهم أسباب بقاء الأمة الإسلامية دفاعها عن الآخرين ورد الاعتداء عن الناس أجمعين، لأن الإسلام نظر إلى المجتمع البشرى بأنه مُكرم، انطلاقاً من قوله تعالى: «ولقد كرمنا بنى آدم»، لافتاً إلى أن النبى أمر برفع  المظالم عن البشر باختلاف ألوانهم وألسنتهم وعقائدهم، وامتدت سماحة وعطف الشريعة إلى الحيوان والطير والنبات، موضحاً أن المبادرة سوف تساهم فى القضاء على الجماعات الإرهابية بلا رجعة، وبمثابة رد عملى على الدول الصانعة والداعمة للإرهاب فى مقتل.

محمد فرج

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2025 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg