دشنت مؤسسة الأزهر الشريف منارة العلوم الإسلامية فى شتى بلدان العالم العربى والإسلامى، خلال الفترة الماضية العديد من المؤتمرات التى حملت عناوين مناهضة للأفكار المتطرفة، ونجحت تلك المؤتمرات فى تجميع كلمة المفتين ورجال الدين على مستوى العالم الإسلامى من خلال مشاركتهم على توحيد الكلمة فى مواجهة الأفكار المتطرفة.
وأكد مفتون من بعض الدول العربية أن مواجهة الأفكار المتطرفة مسئولية مشتركة بين المؤسسات الدينية ومختلف الهيئات، وأن مواجهة الأفكار الشاذة تكون من خلال مشاركة الشباب ونشر ثقافة السلام والتعايش، وأن الحرب على الإرهاب حرب علمية، وأن هناك دورا تاريخيا للأزهر وعلمائه فى مواجهة غزو الأفكار المتشددة عبر التاريخ.
قال الدكتور أحمد تميم مفتى أوكرانيا إن مكافحة التطرف والإرهاب تستوجب تفكيك التطرف الفكرى واقتلاع جذوره استنادا على استراتيجية واضحة مبنية عقائديا على قاعدة الإجماع الدينى وخبرة مدارس أهل العدل عبر التاريخ ودعم الحاكم بسلطته التنفيذية.
وتابع: لا بد من الإقرار أن الحل الوحيد لتفكيك الحركات المتطرفة واقتلاع جذور فكرها المتطرف يتم بالتعاون بين السلطة الحاكمة والعلماء العاملين وذلك من أجل تسليط الضوء على القضايا الكبرى وأساليب حلها بما يرضى خالق العباد فعلاقة الحاكم والعالم فى حل القضايا الكبرى ورفع الأذى عن الناس سبيل لنشر العدل والإحسان.
موضحاً أن هناك دوراً واضحاً وتاريخياً للأزهر الشريف من خلال علمائه ومشايخ مدرسته بوسطيتها واعتدالها عبر التاريخ للحفاظ على عقيدة الأمة.. فالدعاة المعتدلون هم خط المواجهة الأول وخط الدفاع الأقوى الذى فى حال سقوطه يصبح الطريق أمام هؤلاء المتطرفين معبداً وتصبح أهدافهم سهلة للتحقيق.
من جانبه، قال الدكتور أحمد النور محمد الحلو مفتى تشاد إنه ليس كل داعية يصلح لمواجهة أصحاب التيارات المتشددة وإنما الذى يصلح لهذه المهمة المصيرية هم العلماء الربانيون الذين وضعهم الله تعالى فى المرتبة الثالثة عندما شهد لنفسه بالوحدانية وهم ورثة الانبياء. مضيفا: أن أصحاب الأفكار المتشددة ليسوا مستقلين؛ بل لهم أئمة وعلماء يوجهونهم ويستخرجون لهم من الأدلة ما يتكئون عليه ويبنون عليه أفكارهم الهدامة ومثل هذا لا يواجه؛ إلا بمن عرف التعامل مع الأدلة والنصوص التى يستدلون بها ويضعونها فى غير أماكنها المناسبة، فانه لا يستطيع معالجة المرض وتشخيصه إلا الطبيب العارف الناصح. فيما أكد الدكتور محمد أحمد حسين مفتى القدس، أن هناك عدة طرق لمواجهة الإرهاب والأفكار المتطرفة، منها مناشدة الحكومات العربية والإسلامية السعى الجاد لتوفير فرص عمل للشباب على أوسع نطاق، من خلال مشروعات ضخمة للقضاء على البطالة واحتواء الشباب وإبعادهم عن سلوك طرق الإرهاب والتطرف، وفتح أبواب الحوار والنقاش لأطياف المجتمع كلها. مؤكدا أن المرحلة الحالية التى تموج بالفتن تتطلب تضافر جهود الدول الإسلامية والعربية للوقوف صفا واحدا مع شعوبها ضد جميع الكيانات المتطرفة والإرهابية بما يحقق الأمن والأمان، وتوسيع رقعة الحديث عن أهمية الأمن فى حياة الناس من خلال خطب الجمعة ودورس المساجد ووسائل الإعلام كافة.
واستكمل: يجب على علماء المسلمين حيثما كانوا من خلال المجامع الفقهية ومجالس الافتاء الشرعية على مستوى العالم بيان موقف الإسلام من إرهاب الأفراد والجماعات والدول من الأديان والملل كافة والأسباب التى تؤدى إليه وطرق الحل وسبل المواجهة وبيان آثاره ومخاطره وأبعاده على مستوى العالم بأسره.
وأكد الدكتور عبداللطيف دريان مفتى لبنان أن على المؤسسات الدينية دوراً كبيراً فى مواجهة الصعوبات التى تواجه العالم العربى والإسلامى اليوم من الإرهاب والتشدد والتطرف ويتمثل دورهم فى عقد المؤتمرات لتبادل الخبرات فى تأصيل الخطاب الداعى لثقافة السلام مع حفظ الثوابت والاصل وتبادل المعلومات والاحصاءات عن التجارب التى تظهر حقيقة الواقع العالمى لاختيار الخطاب الناجح.
ونوه مفتى لبنان بأن المسئولية تشمل مواجهة الظلم بكافة اشكاله سواء ظلم الأفراد أو الدول، ومناظرة أصحاب الأفكار المتشددة فى مفهوم السلام ورد الشبه والاشكالات الفكرية التى تزرع الحقد بين الناس.
نعمات مدحت