| 05 مايو 2025 م

متابعات

علماء الدين: رسائل الإمام في "مغردون" تدق ناقوس الخطر للقادة العرب وتُقوِّم الشباب

  • | الثلاثاء, 6 يونيو, 2017
علماء الدين: رسائل الإمام في "مغردون" تدق ناقوس الخطر للقادة العرب وتُقوِّم الشباب

بعث فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف العديد من الرسائل الهامة فى ملتقى «مغردون».. وخصّ فضيلة الإمام الأكبر الشباب بالعديد من الرسائل الهامة التى تؤكد مساعيه الدؤوبة لمواجهة موجات التطرف الفكرى، وحماية الشباب من براثن الإرهاب، وتحصين الجيل الصاعد من المفاهيم الخاطئة التى تنتشر عن طريق الخطأ فى بعض الوسائل التعليمية واتخاذ منها أقاويل يتم تحريفها لأغراض مغرضة تكفر من يخالف قادة الإرهاب فى آرائهم المتطرفة.

من جانبه، قال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف إن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر دعا خلال كلمته فى مؤتمر مغردون إلى مواجهة الإرهاب وظواهره الحقيقية، لافتاً إلى ضرورة العمل على تنفيذ كلمة الإمام الأكبر بشكل سريع وفعال لتخليص المنطقة من الإرهاب والتطرف، مطالباً القوى الكبرى بالتحرك الجاد والاعتراف بالفهم الخاطئ لبعض النصوص الموجودة فى تراثنا الإسلامى، والمواجهة الحقيقية للكشف عن أسباب ودوافع الجماعات التكفيرية.

وقال الدكتور محيى الدين عفيفى، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وجه رسائل مهمة للشباب تقوم على الانفتاح المعرفى والتآلف وعدم الفرقة والذود عن الأطماع العالمية والإقليمية، لافتاً إلى أن رسائل الإمام الأكبر تحدثت عن واقع الاطماع والهيمنة على الصعيد العالمى والمحلى، وصد ثقافة الكراهية والتعصب بين الشباب، مشيراً إلى أن الدكتور الطيب يبحث عن تشخيص الدواء لأزمات التعليم فى العالم العربى والإسلامى القائمة على الغلو والتشدد.

ناقوس خطر

وأوضح الدكتور عبدالفتاح العواري عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر أن رسائل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف جاءت فى وقتها، نظراً لأن العالم يعيش موجة من القلاقل والاضطرابات والجميع يتوجس خيفة من ويل التطرف والإرهاب، فكانت رسائلة مكثفة بمثابة دق ناقوس الخطر ليوقظ البشرية النائمة فى سباتها ليتحمل كل إقيلم وشعب ودولة من دول العالم مسئوليته تجاه هذا الخطر الداهم الذى تفشى فى البشرية شرقاً وغرباً، مشيراً إلى أن الإمام الأكبر نبه كثيراً خلال جولاته الأوروبية والآسيوية والأفريقية وفى خطاباته المتعددة التى أرسلها إلى شعوب وملوك وأمراء ورؤساء العالم على هذا الخطر ونادى بشحذ الهمم من أجل أن تقف الإنسانية موقفاً واحداً بلا فرار من المسئولية، موضحاً أن كلماته تذكير بما كرره من قبل برسائل سلام أرسلها إلى الغرب والشرق.

مؤامرات وهجوم

وأضاف العوارى أن الرسائل تضمنت إيمان شيخ الأزهر بالشباب، لأنهم عدة الحاضر ورجال المستقبل، فوجه لهم رسالة تحذرهم مما ينشر ويذاع على مواقع التواصل الاجتماعى التى تبث سموم وتدعو إلى فكر دخيل وتستغل عواطف الشباب الإيمانية من أجل أن توقعه فى براثن الإرهاب والفكر المتطرف، وبيّن لهم أن الإسلام الحق يدعو إلى الرحمة والسماحة، بهدف إعادتهم إلى الإنسانية والإيمان بالتعايش مع الآخر وحب الأوطان الذى يؤدى إلى رقى الحضارة وبناء البشرية والعمران، فضلاً عن كلماته التى تعكس انشغاله بحال التعليم بعدما أعلنها صراحة بأن العملية التعليمية تحتاج إلى إعادة نظر، لأن هناك الكثير من المناهج تحمل فكراً متشدداً يلهب مشاعر الشباب فيقعون فى التبديع والتكفير والتفسيق الذى يؤدى إلى التفجير الناجم عن الغلو ولى النصوص وفقاً للأهواء، مناشداً بوضع مفردات مناهج تتسم بسماحة الإسلام لرفع الهجوم عن الإسلام، كما خاطب ملوك وأمراء وحكام العالم بألا تكون العلاقة بين الشعوب والأمم مبنية على السيطرة على مقدرات الشعوب واستخدام القوة الغاشمة من أجل عودة المستعمر مرة أخرى إلى أوطان حاربت من أجل أن تنال استقلالها وحريتها، والتحذير مما يحاك من وراء البحار من مؤامرات وتخطيطات يقوم بترتيبها أعداء الأوطان باسم الإسلام والدين من أفعال ينفذون بها أجندة خارجية هدفها السيطرة على مقدرات الشعوب بهدف دعم وسلامة أوطاننا وحدودنا لينطبق قول المولى علينا فى محكم التنزيل: «كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ».

أطماع عالمية

وأضافت الدكتورة إلهام شاهين أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر أن رسائل الإمام الأكبر شخصت داء الأمة الإسلامية من حمى الإرهاب والتطرف باسم الدين، والتى أصابت العالم فى حالة من الضعف والخواء الدينى، وأن فضيلته بعث رسائله من منطلق المسئولية الدينية والريادة العلمية للتعليم الإسلامى الصحيح والمعتدل أن يقدم العلاج من خلال التوعية بأسباب الداء، فقام  بتبصير الشباب بما يدور حوله من مغالطات وتفسيرات خاطئة وتأويل منحرف للنصوص الدينية، ملمحاً إلى أهمية رب الماضى بالحاضر فى محاولات مستمرة لضرب الأمة العربية والإسلامية من خلال بث الفرقة ونشر الكراهية، موضحة أن أهم أسباب الانحراف نسيان الأوامر الإلهية تدعو إلى عدم الفرقة والاختلاف، واستدعاء كل ما يساعد على تفرق هذه الأمة، ما دفع الأطماع العالمية والإقليمية على التوسع فى تحقيق تلك الأطماع باستغلال الشباب الموهوم بالفكر المغلوط والأحلام الطامحة إلى التوسع والانتشار والهيمنة  ما أدى إلى انتشار ثقافة الكراهية والتعصب بين الشباب من خلال طوفان المواقع الإلكترونية التى تبث المفاهيم المغلوطة وتخاطب عواطف الشباب لاستقطابه للتعاون مع تيارات العنف والتكفير والإرهاب ليصب الأمر برمته فى النهاية إلى تشويه صورة الإسلام.

تعاون هادف

وأضافت أستاذ العقيدة أن من أهم الرسائل التى وجهها للشباب، يؤكد على متابعته لكل قضاياهم وكل ما يؤثر فى شباب الأمة بالسلب والإيجاب، لذا حذرهم كما يحذر الأب الرحيم أبناءه ما يضرهم وهم مقبلون عليه فقال لهم: كن سيد نفسك ولا تكن عبدا لما تتلقاه من وسائل التواصل الاجتماعى من أباطيل وأضاليل واعلم أنك مسئول يوم القيامة عن عقلك، هل ميزت به بين الحق والباطل أو رهنته لآخرين يعبثون به كما يريدون ووقتما يشاءون.

محمد فرج

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2025 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg