جولة أوروبية جديدة تضاف إلى مساعى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف لنشر أغصان الزيتون فى العالم، بهدف مد جسور التعاون بين الشرق والغرب، لتصحيح المفاهيم الخاطئة، وبناء مزيد من اللبنات الذهبية فى صرح التآخى السلمى والتضافر الدينى، وتوجيه القادة الدينيين للتعاون، لإفراز مناخ إيجابى بين دول العالم يساهم فى القضاء على الإرهاب الأسود الذى يأتى على الأخضر واليابس ويستغل الفهم الخاطئ للنصوص الدينية لتجنيد الشباب.

جولة تاريخية انطلق فيها إمام الوسطية، نحو استكمال جهوده فى السلام، والتعايش السلمى والحوار بين الحضارات فى احتفالية حركة الإصلاح الدينى فى أوروبا التى أقامتها الكنيسة البروتستانتية فى برلين بمناسبة مرور 500 عام على تأسيسها، بدعوة رسمية من الحكومة الألمانية، قدم فيها العديد من الفعاليات والحوارات لشتى الوسائل الإعلامية واستقبله العديد من المسئولين الذين تشاوروا مع فضيلته حول كيفية ترسيخ ونشر جهود الأزهر فى بلادهم لتكون نبراساً يستنيرون به.

قام فضيلة الإمام الأكبر بزيارة إلى موقع حادثة الدهس التى شهدتها العاصمة الألمانية برلين ديسمبر الماضى وراح ضحيتها عدد من الأشخاص الذين كانوا يحتفلون بأعياد الميلاد، وأصيب آخرون، حيث قام فضيلته بوضع إكليل من الزهور فى موقع الحادث.

وفى بداية الزيارة أعرب فضيلة الإمام الأكبر عن خالص تعازيه لألمانيا حكومةً وشعباً ولأسر الضحايا والمصابين، مؤكداً أن كافة الأديان بريئة من الإرهاب الذى لا يراعى حرمة الدماء المعصومة، محذراً الشباب من الانجرار وراء الجماعات الإرهابية التى تروج للعنف باسم الدين. وقال شيخ الأزهر: جئتكم هنا معبراً عن رفض الأزهر ومصر السلام والمحبة والأمان مصر الأزهر، التى تقف فى وجه الإرهاب والتطرف، مستنكراً لهذا العمل الإرهابى الجبان، الذى ترفضه كل الأديان.

ووجه الإمام الأكبر رسالة إلى الشباب فى جميع أنحاء العالم، قائلاً: رسالتى إلى الشباب أن هؤلاء المجرمون لايمثلون الإسلام ولا المسيحية ولا الدين اليهودى، فهذه الأديان ما جاءت إلا لإسعاد البشرية ولم تكن أبداً لقتل وترويع الآمنين وسفك الدماء بل هى رسالات أمن وعيش وسلام. وأضاف فضيلته، أنصح الشباب وأقول لهم كن سيِّد نفسك ولا تترك عقلك للآخرين يبيعون لك الجنة والنار، بل ابتعد عنهم وعن ما تروج له هذه العصابات التى تسئ للإسلام ومبادئه السمحة.

كما وجه شيخ الأزهر نداء لأحرار العالم والقادرين على وقف هذا الإرهاب أن يبادروا اليوم وقبل الغد للعمل الجاد على إنقاذ البشرية من هذا الوباء.

وفى نهاية الزيارة، التف عدد من أبناء الجالية المصرية والمواطنين الألمان حول فضيلة الإمام الأكبر مؤكدين حبهم وتقديرهم للأزهر الشريف ورسالته الوسطية التى تنبذ العنف والإرهاب.