استنكر الإمام الأكبر الحادث الإرهابى الأليم الذى وقع فى مدينة مانشستر الأسبوع الماضى، وأسفر عن إصابة ومقتل العشرات، معرباً عن خالص تعازيه عن الحادث الإرهابى.
وأضاف الإمام الأكبر فى حواره مع التليفزيون الألمانى «ZDF» على هامش زيارته للعاصمة الألمانية برلين، أن هناك من المذاهب ما يميل إلى الاحتياط وأخرى تميل إلى الوسطية وثالثة تميل إلى السهولة والتمييع، مضيفاً أن هذه المذاهب موجودة من قديم الزمان ولم تقم حروب ولم نشاهد مثل هذا الإرهاب الأسود، جاء ذلك رداً على سؤال له حول إذا كان الفكر الوهابى مسئولاً عن الإرهاب فى العالم.
وأشار الدكتور الطيب إلى أن الفكر الإرهابى انتشر نتيجة تفشى بعض التفسيرات الخاطئة للنصوص الدينية لتنفيذ خطط معينة وتحقيق مكاسب شخصية واهية وتريد لمنطقتنا أن تبقى فى وضع سياسى واقتصادى وجغرافى معين، متابعاً: «هناك أموال طائلة وقنوات تفتح النار على المسلمين صباحاً ومساءً ومعلوم من يقفون وراءها ولكننا لا نقول إنها مسئولة عن هذه الحروب، ولكن ينبغى أن نبحث عن سبب هذا الإرهاب خارج إطار الأديان». وأوضح الإمام الأكبر أن الإرهاب يستهدف الأبرياء فى شتى أنحاء العالم، وأنه يسعى عبر الأزهر الشريف إلى نشر ثقافة التعايش والسلام، ودحر التعصب والكراهية والتطرف لتخليص العالم من الفكر المتطرف، مشيراً إلى أن ضرورة تضافر الجهود العالمية، وأنه يتطلع إلى أن تحيا الشعوب حياة آمنة وعيشاً كريماً بعيداً عن التفجير وترويع الآمنين، لافتاً إلى أن الأزهر الشريف لديه خطة واضحة للانفتاح على الغرب وبخاصة المؤسسات الدينية، مبدياً استعداد الكيان الشريف لتدريب الأئمة فى رحاب الأزهر الشريف، مشيراً إلى أن هناك برامج مخصصة للأئمة الغربيين لتأهيلهم للتعامل مع القضايا المستحدثة والأفكار الغريبة وتوعيتهم بمخاطر الفكر المتطرف. وتابع الإمام الأكبر: «إن التحديات والظروف العالمية الراهنة أفرزت الإرهاب الأسود، وأن خريجى وعلماء وأساتذة الأزهر الشريف المنتشرين فى جميع أنحاء العالم يقودون جهوداً حثيثة من أجل ثقافة الوسطية والسلام، إضافة إلى مرصد الأزهر الشريف باللغات الأجنبية الذى يقوم برصد كل ما تبثه الجماعات المتطرفة وترجمته وتحليله والرد عليه لدحر التفسيرات المغلوطة عن الدين الحنيف». وشدد فضيلة شيخ الأزهر على أن الاعتداءات الواقعة على الكنائس المصرية فى صدارة اهتمامات المصريين كلهم وليس الأزهر الشريف أو الكنيسة المصرية وحسب، مشيراً إلى أن المصريين يقفون على قلب رجل واحد ضد هذه الهجمات الغاشمة، وأن الأزهر الشريف عقد مؤتمر المواطنة بحضور ممثلى الكنائس المصرية، رافضاً إطلاق لفظة أقلية على أشقاء الوطن لتحقيق المواطنة الكاملة، نافياً أية دعوات من شأنها إحداث توترات اجتماعية بصدد الحديث عن اضطهاد المسيحيين فى مصر.
وتعليقاً على سؤال حول ارتباط تهمة الإرهاب بالإسلام، أوضح الإمام الأكبر أن التجديد والإصلاح فى الفكر الإسلامى وأن الأديان الأخرى تعرضت لهذه الأحداث، وعلى رأسها الدين المسيحى واليهودى فهناك من قتلوا باسم الصليب والحروب الصليبية، متسائلاً: هل كان الإنجيل أو التوراة التى قال عنها القرآن هدى ونور، بحاجة إلى إصلاح.
وأضاف شيخ الأزهر أن الخطاب الدعوى يجب تجديده عبر وعى كامل بالنصوص ومقاصدها، وإلا فسوف يتم تأويل النصوص الدينية بشكل فاسد عن معناها لتبرير أفعالها الغاشمة التى تقتل، ويدّعى أنها باسم الدين، موضحاً أن هؤلاء المجرمون هم المنحرفين وهم من يحتاجون إلى إصلاح وليس الأديان التى نزلت من عند الله سبحانه وتعالى.