قال الدكتور أحمد الطيب إن الدين الإسلامى منفتح على كل الأديان الإلهية، لافتاً إلى أن حضارة المسلمين لم تخرج عن المؤاخاة مع أبناء الأديان السماوية، وأن رسالة الإسلام لم تكن خاصة بالبشرية فقط، ولكنها امتدت إلى كونها رسالة سلام للبشر والحيوانات والنباتات والطبيعة كلها.

وأضاف الإمام الأكبر فى خطابه عن «التعايش السلمى والحوار بين الحضارات» فى احتفالية حركة الإصلاح الدينى فى أوروبا أن الدين له أهمية قصوى فى حياة الناس، مشدداً على أن التدين نزعة خالدة لدى الجميع، وشعور متجذر فى أعماق الإنسان، موضحاً أن المشاركة فى هذه الاحتفالية تأتى فى إطار جهود الأزهر لنشر السلام وثقافة الحوار ومد جسور المؤاخاة والتعارف والتواد مع أشقاء الأديان السماوية الأخرى.

وشدد فضيلة شيخ الأزهر على أن الشريعة الإسلامية تؤكد حماية المسلمين وضمانة أمنهم وسلامتهم، منتقداً من يربط بين الإسلام والإرهاب، رغم أن الغالبية العظمى من ضحايا الإرهاب مسلمون، داعياً رجال الدين فى الدول الغربية للاسهام فى تصحيح الصور المغلوطة فى الأذهان عن الدين الإسلامى الذى يدعو إلى السلام ودحر الإسلاموفوبيا، موضحاً أنه آن الأوان لأن تتجاوب أجراس الكنائس فى الغرب ونداء المآذن فى الشرق لتقول إن هذا العبث باسم الأديان يجب ألا يعود مجدداً بين الجميع.

وفى معرض رسالة الإمام الأكبر للشباب، طالبهم بأن يقدم دوراً فاعلاً فى نشر ثقافة الإسلام والإخاء وإقامة جسور التفاهم والحوار، نظراً لأنه لا يوجد حل لأزمة العالم المعاصر وانتشاله من مآسيه التى تكاد تعود به إلى فوضى القرون الوسطى إلا بالرجوع إلى تعاليم الأديان الإلهية، لأن الدين له أهمية قصوى فى حياة الناس وما أحوج الإنسانية إلى تعاليمه أكثر من أى وقت سابق، وأن علاقة المسلمين بغيرهم قائمة على البر والانصاف، فى ظل فرض شريعة الإسلام على ولاة أمور المسلمين حماية غير المسلمين.