استقبل فضيلة الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف، وفداً من الدارسين بكلية الدفاع البريطانى، بمقر مشيخة الأزهر الشريف، مؤكداً لهم أن التعددية الفكرية هى السمة الرئيسية لفكر الأزهر الشريف، ومناهجه فى كافة التخصصات العربية والشرعية تقوم على هذا المبدأ وهذه التعددية هى التى تثقف الطلاب الدارسين وتجعل لديهم الاستعداد لتقبل الآخر.
وأوضح أن «تعدد المذاهب الفقهية لا يمثل مشكلة، لأن هناك أساسيات متفقاً عليها بين كافة المذاهب الفقهية والخلاف لا يكون إلا فى المسائل الفرعية، التى لا تضر بل تيسر على الناس أمور حياتهم»، مشيراً إلى أن الدراسة فى الأزهر بهذه الطريقة تعلم الطلاب التعددية بأنواعها الدينية والفكرية والثقافية، مضيفاً: «كل شخص من حقه أن يؤمن بما يشاء لكن ليس من حقه أن يفرض ذلك على غيره، لذا لا يجد الأزهر مشكلة فى التعامل مع الكنائس الشرقية والغربية، فالأزهر يؤمن أن أصحاب الديانات يستطيعون أن يعملوا معاً لتحقيق السلام، ويبقى الحساب والمعتقد لله وليس لأحد من البشر أو لدين دون آخر».
وكشف فضيلة الأستاذ الدكتور عباس شومان، عن أن «الأزهر لديه عمل مشترك مع الكنيسة، فعندنا كيان فريد اسمه بيت العائلة أسسه فضيلة الإمام واستجابت إليه الكنائس، ونتيجة لنجاح هذه التجربة فإن هناك بعض الدول طلبت من الأزهر الاطلاع عليها لدراستها ونقلها إلى بلادهم، ونسعى حالياً لإنشاء بيت للعائلة العالمية بعد نجاح التجربة محلياً»، مؤكداً أن هذا ما دعا إليه بالفعل مؤتمر الأزهر العالمى للسلام.
وأكد أن الأزهر واضح وصريح فى وقوفه ضد كل صور التطرف والإرهاب ومن يدعمهما فكرياً ومادياً، كما يواجه هذه الظاهرة بقوة من خلال المواجهة الفكرية المباشرة بحصر الشبهات وتفنيدها وإبطال مزاعم أصحابها، مشيراً إلى أن الأزهر أنشأ مرصداً إلكترونياً يعمل بـ11 لغة من اللغات الحية يقوم بهذا الدور، كما أطلق مؤخراً مركزاً عالمياً للرصد والافتاء، فضلاً عن القوافل الدعوية التى يرسلها الأزهر من مجموعة من الشباب، خاصة للدول الغربية، لنشر الفكر الوسطى للتعريف بالإسلام الصحيح.
وتابع وكيل الأزهر: «أجرينا تعديلات على مناهجنا، خاصة قبل الجامعية، لإدخال معالجات على القضايا حتى تحصن أبناءنا من الوقوع فى براثن هؤلاء المتطرفين، لذا لا تجد أحداً من خريجى الأزهر ينضم لمثل هذه الجماعات المخربة والمتطرفة، والأزهر لديه رؤية واضحة فى محاربة التطرف لكن على الجميع أن يتكاتف وأن نتحدث عن الأسباب الحقيقية للإرهاب والتصدى للداعمين له».
هذا، وقد توجه الوفد لزيارة مرصد الأزهر، وأشادوا به، معبرين عن كامل سعادتهم بهذا الحصن العظيم الذى يحارب أصحاب الفكر المتطرف بالحجة والدليل.