انتفض الأزهر الشريف لنصرة المسجد الأقصى، معرباً فى الوقت نفسه عن تقديره لصمود الشعب الفلسطينى. وأعلنت هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف أن كل الإجراءات التى أقدمت عليها سلطات الاحتلال الصهيونى فى الحرم القدسيِّ باطلةٌ شرعاً وقانوناً، ولا تستندُ إلى أيِّ مبدأ إنسانيٍّ أو حضاريٍّ، ومن ثَمَّ فإن الأزهر الشريف وباسمِ مليار وسبعمائة مليون مسلم فى العالم يرفضُ هذه التصرُّفات اللامسئولة والمستَفِزَّة، والتى درج الاحتلال الصهيونى على ممارستها متحدِّياً كل القرارات الدولية.
وقالت الهيئة فى بيان لها بشأن الأحداث الأخيرة فى القدس، إن القدسَ الشَّريف والمسجد الأقصى الذى بارك الله حوله كما ورد فى القرآن الكريم، هو أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسول الإسلام والمسلمين صلى الله عليه وسلم، وأحد المساجد التى لا تشدُّ الرِّحالُ إلَّا إليها.
وتابع البيان: يطالبُ الأزهرُ الدول العظمى ومنظمة اليونيسكو والهيئات الإسلامية والعالمية ومنظمات حقوق الإنسان بالقيام بواجبها نحو تحرير بيوت الله فى القدسِ وفلسطين وسائر أماكن العبادة فى العالم من التحكمِ والسيطرة السياسية والعنصرية.. ويُحَذِّرُ الأزهرُ العالَم كله من السكوتِ عن هذه الممارسات العدوانية التى تفتح الأبواب من جديدٍ للحروب الدينية، وتُهَدِّدُ سلام العالَم وتأتى على الأخضرِ واليابس.
ودعا الأزهرُ الشريف الهيئات العلمية والتعليمية ووزارات الأوقاف فى كل بلاد المسلمين إلى زيادة الاهتمام بقضية القدسِ وفلسطين فى المقررات الدراسية والتربوية وخطب الجُمعة فى المساجِدِ والبرامج الثقافية والإعلامية.
وأضاف البيان أن الأزهر يقدر كل التقدير تضامنَ الكنائس مع المساجد فى الأراضى المُحتلَّة، ورفْعِ الأذان منها، رغم فرض الصمت والحظر على مآذن المساجد، انتصاراً من المسيحيين للقيم الروحية ومبدأ حُسْنِ الجِوار والاحترام المتبادل بين المؤمنين بالأديان السماوية.
وأوضح بيان الهيئة أن الأزهر الشريف قرر عقد مؤتمرٍ عالَميٍّ عن القُدسِ فى أواخر شهر سبتمبر المقبل - إن شاء الله - لبحث قرارات مهمة بشأن القضية الفلسطينية، ويسبقه التواصل مع المؤسسات والهيئات ذات الشأن.
واختتم البيان: لا ينسى الأزهر أن يُذَكِّر الجميع بعاقبة المتغطرسين، وأن الله مهما أمهلهم فإنه لن يهملهم، وستبقى القدس والأقصى فى قلب المسلمين ويمثل قضيتهم الأولى.
وكان الأزهر قد تابع بقلق بالغ تصعيد قوات الاحتلال الإسرائيلى ضد المسجد الأقصى المبارك، محذراً من استمرار الانتهاكات الصهيونية بحق أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، التى من شأنها استفزاز مشاعر المسلمين حول العالم وتهديد استقرار المنطقة بأسرها.
وأكد الأزهر فى بيان له رفضه القاطع لجميع الإجراءات الاستفزازية التى اتخذتها قوات الاحتلال الإسرائيلى تجاه المصلين الفلسطينيين الراغبين فى أداء شعائرهم الدينية فى المسجد الأقصى المبارك، وما تبعها من اعتداءات وحشية عليهم، ما أسفر عن إصابة الشيخ عكرمة صبرى مفتى القدس السابق وخطيب المسجد الأقصى المبارك، إضافة إلى عشرات الفلسطينيين المرابطين أمام المسجد الأقصى.
وحيا الأزهر الشريف صمود الشعب الفلسطينى المناضل بشبابه وشيوخه ونسائه وأطفاله ومرابطيه، كما يطلق نداءً عاجلاً إلى قادة العالم العربى والإسلامى وأحرار المجتمع الدولى والمنظمات الإقليمية والدولية للتحرك فوراً لإنقاذ المسجد الأقصى من غطرسة الاحتلال الإسرائيلى، ووقف مخططاته الخبيثة الرامية إلى تهويد القدس والسيطرة على المسجد الأقصى.