| 04 مايو 2025 م

متابعات

مدير معهد الدراسات الشرقية للآباء الدومنيكان: شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان يجمعهما هدف مشترك لخدمة الأوطان

  • | الأربعاء, 27 سبتمبر, 2017
مدير معهد الدراسات الشرقية للآباء الدومنيكان: شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان يجمعهما هدف مشترك لخدمة الأوطان

قال جون درويل مدير معهد الدراسات الشرقية للآباء الدومنيكان، إن الإمام الأكبر سعى لترسيخ مفهوم المواطنة وتعزيز التعايش السلمى من خلال جولاته، مشيراً إلى أن هناك ثلاثة مستويات لطبيعة علاقة  المعهد مع الأزهر بشكل رسمى وعلى المستوى الشخصى، مضيفا خلال حواره لـ«صوت الأزهر» أن زيارة الإمام الأكبر إلى الفاتيكان وزيارة البابا إلى مصر ساعدت على توطيد العلاقة بين الطرفين..

الكثير لا يعرف معهد الآباء الدومنيكان للدراسات الشرقية.. ماذا عنه؟

فى عام ١٩٢٨ شهدتْ القاهرة تأسيس دير الدومنيكان على يد الأب أنطونين جوسان (١٨٧١‒١٩٦٢) وكان الهدف آنذاك أن يكون الدير امتداداً لمدرسة القدس للكتاب المقدس لدراسة الآثار المصريّة فى ضوء الدراسات الكتابيّة. ولسوء الحظّ وقفت الأحداث العالمية آنذاك عائقا فى وجه المشروع حتى جاء عام ١٩٣٧ وجاء معه ثلاثة رهبان دومنيكان قرروا تكريس حياتهم لدراسة الإسلام وبدتْ القاهرة من وجهة نظرهم مقراً نموذجيا فهنا جامعة الأزهر الشريف ناهيك عن المكانة المتميزة للثقافة المصرية وسط كل العرب. وكان أن التقت رغبة هؤلاء الثلاثة جورج قنواتى وجاك جومييه وسرج دى بوركى مع دعوة الفاتيكان لأتباعه بأخذ دراسة الحوار مع الإسلام على محمل الجد بعيداً عن أى أهداف تنصيرية وإنما من أجل فهم أفضل للإسلام وتقدير أبعاده الدينية والروحية. وما لبث هؤلاء الثلاثة أن بدأوا عملهم عقب نهاية الحرب العالمية الثانيّة فى مطلع خمسينيّات القرن العشرين.

لماذا تعد مكتبة المعهد الدومنيكى من أبرز المكتبات المتخصصة فى الدراسات العربية والإسلامية عالمياً؟

لأنها تضم أكثر من ١٢٥٠٠٠ كتاب ونحو ١٨٠٠ مجلة ودورية علمية، وتهدف المكتبة إلى تغطية كل المجالات فى الدراسات الإسلامية مثل اللغة العربية والتفاسير القرآنية وعلم الكلام والشريعة والفقه والتاريخ والفلسفة والتصوف وتاريخ العلوم. وتحتوى المكتبة على أكثر من عشرين ألف نص من التراث العربى  الإسلامى القديم.

نود أن نتعرف على طبيعة التعاون بين معهد الدراسات الإسلامية الشرقية وبين الأزهر؟

يتم بشكل رسمى دبلوماسى وهذا يكون بين شيخ الأزهر والبابا فرنسيس داخل المجلس البابوى، والمستوى الثانى: أكاديمى بين قسمى اللغة الفرنسية والدراسات الإسلامية باللغة الفرنسية بكلية اللغات والترجمة وقسم اللغة الفرنسية بكلية الدراسات الإنسانية جامعة الأزهر، ويشتمل على لقاءات علمية ومناقشات أكاديمية حول قيم المواطنة والتعايش السلمى ومواجهة الفكر المتطرف من خلال الحوار بين الأديان. وتمت هذه الاتفاقيات عن طريق دعوة الدكتور خيرى صالح شعراوى أستاذ الدراسات الإسلامية باللغة الفرنسية، والدكتور عبدالرحمن خضرى.

وكيف ستكون طبيعة التعاون خلال الفترة المقبلة؟

زيارة الإمام الأكبر إلى الفاتيكان، وزيارة البابا فرنسيس إلى مصر شجعتا على إعادة بناء علاقات عميقة بين الطرفين، كما تم إعادة تشكيل اللجنة المشتركة، وسيكون هناك لقاءان سنوياً، وستشهد الفترة المقبلة تكثيف اللقاءات العلمية على المستوى الأكاديمى على مدار اليوم بدلا من ساعتين، كما سيتم توسيع العلاقات والأنشطة مع الكليتين السالف ذكرهما.

وإن بدا أن الهدفين مختلفان ولكن فى النهاية لا أحد يستطيع أن ينكر أن شيخ الأزهر والبابا فرنسيس يجمعهما  هدف مشترك يصب فى خدمة الأوطان والأديان وهو أن كل الأديان تدعو للسلام والتسامح والعيش المشترك والوقوف صفاً واحداً ضد التيارات المتشددة والجماعات المتطرفة والإرهابية.

عودة الحوار بين الفاتيكان والأزهر تمت بشروط.. ما هى؟

الحوار بين الأزهر والفاتيكان بناءًا على ثلاثة شروط هى: احترام عقيدة الآخر، والشرط الثانى: إعمال العقل والمنطق فى الحوار مع الآخر، والشرط الثالث: الإيمان التام بأن العيش المشترك وعمارة الأرض سوياً وحماية حقوق الإنسان هى المقصد الأسمى للأديان السماوية.

برأيك هل الأديان هى التى تتحاور.. أم أتباع الأديان؟

لابد من القول أن من يتحدثون على الساحة هم أتباع الأديان وأى حوار يتم فهو لأتباع الأديان، ولكن هناك بعض الأشخاص الذين تحاوروا معنا لم ولن يقتنعوا بآداب الحوار.

برأيك لماذا يعتقد البعض أن الحوار بين الأديان يتمثل فى إقناع أحد الطرفين بالدخول فى دين الآخر؟

هذا ليس حوارا وإنما دعوة أو تبشير، ومثل هذه الحوارات هدفها مختلف وشروطها مختلفة، فالحوار غير التبشير وغير الدعوة.

كيف ترون دور الأزهر فى ترسيخ مفهوم المواطنة؟

تعمل مؤسسة الأزهر فى أكثر من جهة لترسيخ مفهوم المواطنة منها: «بيت العائلة المصرية» الذى يعمل على ترسيخ مفاهيم الوحدة الوطنية والتعايش السلمى وبث روح الإخاء بين المسلمين والأقباط، كما تقوم لجنة المصالحات بوأد الفتن الطائفية وإطفاء نار من يعملون على تكدير السلم العام وبث روح الكراهية بين أبناء الوطن الواحد.

جولات شيخ الأزهر العالمية.. كيف تراها؟

أرى أن جولات شيخ الأزهر فى أوروبا كانت موفقة بشكل كبير ونناشد فضيلته تكرارها حتى يرى الرأى العام الأوروبى أن الإسلام يدعو إلى السلام العالمى وقبول الآخر أياً كانت ديانته. ولابد أن نعرف أن الإسلام  فى أوروبا يعيش فى بيئة غير البيئة العربية، فالمسلمون فى فرنسا مثلا يعيشون فى مناخ علمانى وهذا يعنى أن احتياجاتهم وظروفهم تختلف تماما عن المسلمين فى الدول الإسلامية والعربية. لذا يتوجب على الأزهر أن يقوم بدور كبير فى تقديم خطاب دينى وفكر وتعليم  إسلامى يتماشى مع متطلبات العصر من خلال آليات جديدة ومعاصرة وغير تقليدية  حتى تظهر وسطية الأزهر ورسالته العالمية. وخير مثال على ذلك هو تفعيل دور أقسام الدراسات الإسلامية باللغات الأجنبية داخل جامعة الأزهر، بالإضافة إلى إرسال أساتذة من الأزهر إلى المراكز الإسلامية فى أوروبا .

نعمات مدحت

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2025 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg