شارك الدكتور على جمعة عضو هيئة كبار العلماء، ومفتى الجمهورية السابق، ببحث فى مؤتمر دار الإفتاء المصرية، حيث أكد خلاله أن ضرورات العيش فى حياتنا المعاصرة تدور حول محورين الأول محور الأمن المادى، والثانى الأمن الروحى.
فالأول يتعلق بتوفير احتياجات الإنسان من المأكل والمشرب والمسكن والملبس وما شابه من ضروريات الحياة، والثانى يتعلق بتوفير الاطمئنان والهدوء والسكينة وما يدفع الحزن والكرب والفزع والروع والخوف وما شابه، فهو أمن الروح ويتحقق بالأمن الفكرى والدينى، فمن بات فى جماعته غير مكره على اعتقاد يخالف ضميره وغير مكره فى دينه ومعتقده ولا مفتون به فهو فى سعة وحرية وقد تحقق له الأمن الروحى.
وأوضح جمعة أنه انطلاقا من هذه الاحتياجات التى يسعى الإنسان إليها، فإن التفتيش عن المصالح والمفاسد التى يقوم بها المفتى فى عمله من توجيه الناس وإرشادهم إلى ما يصلح أحوالهم فى حياتهم ومعيشتهم، فالمفتى هو المرشد والموجه لعموم الناس وهو أقرب إليهم من الحاكم والفقيه والعالم والقاضى في مسألة التربية لاحتكاكه المباشر بقضاياهم وهمومهم ومشاكلهم وما يتعرضون له من صعوبات الحياة.
وتابع مفتى الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء: إن المفتى أحد أهم عناصر المجتمع المنوط به حفظ أمن الناس الروحى والفكرى والدينى، وذلك لأن الأديان هى القادرة على تغيير السلوك الإنسانى وتحقيق التوازن والانضباط فيه؛ لأنها تباشر القلوب والأفئدة وتخاطب الأرواح والعقول فى آن واحد،ونوه عضو هيئة كبار العلماء إلى أنه لن يتحقق الأمن الحضارى بدون أمن روحى، ولن يتحقق أمن روحى بدون أخلاق، ولا أخلاق بدون دين، وأن الدين هو أيقونة التكامل بين الروحى والمادى، والعقلى والوجدانى، والدنيوى والأخروى، أو كما عرف فى الإسلام عنه بالشريعة الحقيقية.