| 04 مايو 2025 م

متابعات

المشاركون بمؤتمر الإفتاء العالمي يشكرون الإمام الأكبر: الفتاوى الشاذة.. سم قاتل ينتشر في جسد الأمة

  • | السبت, 28 أكتوبر, 2017
المشاركون بمؤتمر الإفتاء العالمي يشكرون الإمام الأكبر: الفتاوى الشاذة.. سم قاتل ينتشر في جسد الأمة

وجه المشاركون بالمؤتمر العالمى الثانى للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم والذى عقد الأسبوع الماضى على مدار ثلاثة أيام، تحت عنوان: «دور الفتوى فى استقرار المجتمعات»، بالقاهرة، الشكر إلى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب على افتتاحه للمؤتمر، وإلقاء كلمة تاريخية لاقت استحسان المشاركين فى المؤتمر من كافة دول العالم الإسلامى.

 وقد أسفر المؤتمر عن خمسة مشاريع، هى:  تدشين حزمة من البرامج التدريبية عبر الفضاء الإلكترونى للتواصل وصقل مهارات الإفتاء للمتصدرين للفتوى حول العالم، وإصدار مجلة إلكترونية باللغة الإنجليزية تحت عنوان «The Muslim Bond» تعنى بالخلفية الفكرية والدعوية للإفتاء فى قضايا الجاليات المسلمة حول العالم، وإصدار موسوعة جمهرة المفتين حول العالم، التى تقدم نماذج للاستنارة والاسترشاد من المفتين حول العالم، وإطلاق منصة إلكترونية للتعليم الإسلامى الصحيح، وإصدار تقرير حالة الفتوى حول العالم، يرصد الفتاوى ويحلل مضمونها ويفسره ويقومه، ويخرج بنتائج وتوصيات تفيد الجميع.

توصيات المؤتمر

وأوصى المشاركون فى المؤتمر بضرورة استمرار الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم فى عقد مثل هذه المؤتمرات والندوات، داعين المفتين والعلماء المسلمين والمنظمات الإسلامية إلى التعاون مع الأمانة لتحقيق تلك الأهداف الكبرى، مؤكدين على وجوب نشر ثقافة الإفتاء الرشيد بالنسبة إلى المفتى والمستفتى كليهما، كما أكدوا على أن الفتوى إذا ضبطت كانت من أعظم مفاتيح الخير والإصلاح والاستقرار والأمن، كما أوصوا بضرورة إنشاء قاعدة بيانات ومركز معلومات يجمع فتاوى جهات الإفتاء المعتمدة فى العالم لخدمة الباحثين والعلماء والمستفتين.

وحث المشاركون فى توصياتهم، دور الفتوى وهيئاتها ومؤسساتها بأنواعها، على الاستفادة من الوسائل التكنولوجية الحديثة، وإحياء نظام الإجازات العلمية للمفتين، وضرورة التجديد فى قضايا الإفتاء شكلا وموضوعا واستحداث آليات معاصرة للتعامل مع النوازل والمستجدات، مؤكدين على أن الفتوى الجماعية تعاون علمى راق، وهى أمان من الفتاوى الشاذة، وبخاصة فى قضايا الشأن العام، مشددين على ضرورة استنفار العلماء المؤهلين وتصدرهم للفتيا فى مختلف المواقع والفضائيات وقيامهم بواجبهم والعهد الذى أخذه الله عليهم، والتكوين المستمر للمتصدرين للإفتاء والعناية بإعدادهم إعدادا علميا دائما وشاملا، والتأكيد على أن كل فتوى أو فكرة تخرج عن مقصد الشريعة هى فتوى شاذة ينبغى أن يتصدى لها بكل السبل والوسائل الوقائية والعلاجية وفق سيادة القانون، مطالبين بضرورة التأكيد على وجوب التواصل العلمى بين دوائر العلوم المختلفة وبالأخص بين العلوم الإنسانية والاجتماعية من ناحية وبين المعنيين بالإفتاء -دراسة وممارسة وبحثا- من ناحية أخرى، والدعوة إلى الإسراع لوضع ميثاق عالمى للإفتاء يضع الخطوط العريضة للإفتاء الرشيد والإجراءات المثلى للتعامل مع الشذوذ فى الفتوى، ودعوة جهات الإفتاء للالتزام ببنود هذا الميثاق.

ودعا المشاركون كافة الجهات والدوائر المعنية بوسائل الإعلام بمختلف صوره وأشكاله إلى الاقتصار على المتخصصين المؤهلين، وعدم التعامل مع غير المؤهلين للإفتاء فى الأمور العامة والخاصة، والتأكيد على أن التطرف بكل مستوياته طريق للفوضى، وأن إحدى كبريات وظائف المفتى فى الوقت الحاضر هى التصدى للتطرف والمتطرفين، مشددين على ضرورة أن تكون فتاوى الأسرة منظومة متكاملة تدعم الأسرة المسلمة فى العالم المعاصر، والرد على الأسئلة والشبهات المعاصرة التى تلح على العقل البشرى المعاصر؛ هو جزء رئيس من مهمة المفتى، يلزم عنايته بها والتدرب للرد عليها، كما اوصى المؤتمر بإدراج مادة أصول الإفتاء باعتبارها مادة مستقلة تدرس ضمن مقررات الكليات الشرعية بالأزهر الشريف وغيره من المعاهد العلمية الشرعية، مطالبين بضرورة سرعة إصدار تشريع لضبط الفتوى وتقنينها.

جهات رسمية

أكد الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، خلال كلمته بالجلسة الأولى، أنه لا ينبغى تداول الفتاوى الشاذة والغريبة وتناقلها بين الناس، لأنها تنشر القلاقل فى المجتمعات، ولا تساعد على استقرارها، مضيفا: «كيف يفتى أحد بمعاشرة المرأة بعد وفاتها وقد أنهى الله العلاقة بين المرأة وزوجها بانتهاء حياتها؟ فهذا مخالف لأنه جمع بين أحكام الموت والحياة فى وقت واحد».

 وشدد على ضرورة أن تصدر الفتاوى التى تتعلق بعموم المجتمعات من خلال جهات رسمية من خلال متخصصين، مطالبا مجلس النواب واللجنة الدينية بأن يصدر تشريعا ينظم الفتوى ويحدد مصدرها، ومواصفات المفتى واختصاصاته، وعقوبات رادعة ترد على المخالفين، إن أردنا القضاء الحقيقى على عشوائية الفتوى فى المجتمع المصرى.

نزيف الفتوى

من جهته، أعلن الدكتور أسامة العبد عن اقتراب مجلس النواب من إصدار قانون يمنع نزيف الفتوى وفوضى الفتاوى التى تصدر من غير أهلها؛ سواء كان ذلك عن طريق الصحافة أو المحطات المرئية والمسموعة، حتى ينضبط الأمر وتنقطع الفتن مراعاة لكتاب الله وسنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فى أرض مصر والأزهر الشريف وللخوف من الله عز وجل؛ من خلال إلزام الفضائيات بالكف عن نشر الفتاوى الشاذة، أو الصادرة عن جهات غير مؤهلة، أو التى تؤجج الصراعات بين المسلمين، والتصدى لظاهرة فتاوى التكفير والتطرف والإرهاب والآراء المتشددة والمتسيبة فى مختلف وسائل الإعلام، وتفعيل ودعم دور المجامع الفقهية والمؤسسات الإسلامية لتؤدى رسالتها فى المحافظة على سلامة الفتاوى ومنع التطرف.

سند الضعفاء

من جهته، قال الدكتور مصطفى سيريتش، مفتى البوسنة الأسبق: «ليس لنا سند بعد الله إلا الأزهر الشريف الذى دائما ينصف الضعفاء، وأن الأزهر منارة الإسلام، مشيدا بدور فضيلة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب فى التصدى للفكر المتطرف»، مضيفا أن الإسلام برىء من الإرهاب والتطرف لأن رسالته سمحة تدعو إلى التعايش مع الآخر، داعيا علماء الأمة إلى التصدى ومعالجة الإرهاب التى أوقعت علينا ظلما وزورا وشوهت صورة الإسلام تحت مسمى الإسلاموفوبيا، وكشف أنه أحد الناجين من الإبادة الجماعية التى تعرض لها الإقليم بسبب دينى.

 وقال الدكتور محمد الشحات الجندى عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن الفتوى استخدمت رأس حربة لأدعياء الدين، مضيفا أنه لا بد للمفتى أن يكون عالما بالواقع المعاش، فلا يكفى علم الرواية بل لا بد من علم الدراية معه، مرجعا أسباب ظهور الفتاوى الشاذة إلى نتيجة تبنى المتطرفون إسلام مغلوط مخالف للإسلام الصحيح قائم على استقطاب الشباببأفكار الشهادة والحور العين والجهاد، مشددا بضرورة إسناد الفتاوى العامة والمصيرية إلى الجهات ذات الرصيد الشرعى والفقهى.

 أكد الشيخ أبوبكر أحمد، الأمين العام لجمعية علماء أهل السنة والجماعة بالهند، ورئيس جامعة مركز الثقافة السنية الإسلامية بالهند، أن العلماء وأصحاب الفتاوى خلفاء الله تعالى بين عباده، وهم يخبرون الناس عن الله وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم قدوة للعوام والجماهير، فإذا اعوج الغصن فلا محالة يعوج الظل أيضاً، فعليهم أن يكونوا نماذج حية لتعاليم القرآن والسنة السمحة فى حياتهم الشخصية والاجتماعية، وفى أقوالهم وخطاباتهم وفتاويهم، وما إلى ذلك.

مرسوم دينى

من جانبه، قال الدكتور أحمد عطية وزير الأوقاف والإرشاد اليمنى، إن ضبط الفتوى وتنظيمها أصبح واجب الوقت ومهمة العقلاء والربانيين من علماء ودعاة وقادة مخلصين، فالفتوى ليست سوطا مسلطا على الرقاب والأعناق، وهى كذلك ليست صكوك عفو وغفران للمتلاعبين والعابثين بالمبادئ والقيم، لهذا كان من أوجب الواجبات إعادة الاعتبار للفتوى ابتداء باقتصارها على أهلها الشرعيين، ثم تطوير وظائفها من خلال اعتماد الهيئات والمؤسسات الخاصة بها، وإعداد الدراسات والبحوث المطورة لها، وعقد المؤتمرات والملتقيات والندوات المنظمة لشئونها على المستوى القطرى والإقليمى والدولى.

واختتم كلمته بقوله: لقد آن لفوضى الفتاوى أن تتوقف وآن للمتصدرين لها أن يتقوا الله فى شعوب قد أعياها التعب وأنهكها القتل والتشريد والحرب، آن لخوارج العصر أن يعتبروا بما حل بالأمة فى القديم والحديث جراء الفتاوى الخاطئة والمنبثقة عن رغبة الانتقام والتسلط، لقد حان الوقت أن تمسح أمتنا عن جبينها غبار الزمن وضبابية الفتوى، وتسوى خلافاتها مع فكرها وتصوراتها، وتحزم أمرها، وتسند فتاواها إلى أهلها الشرعيين من أصحاب الدين والعقل والحكمة.

مراعاة الواقع

من جهته دعا الدكتور محيى الدين عفيفى، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية إلى ضرورة مراعاة واقع الناس والنظر فى أحوالهم ومعيشتهم بما يقتضى تكييف الفتوى لتناسب تلك الأمور، وحتى ترفع الحرج عنهم، لأن الشريعة جاءت لرعاية مصالح الناس ورفع الحرج عنهم، مضيفا أن الفتوى تضطلع بدور كبير فى مواجهة الإفساد والتخريب من خلال النظر فى تلك المتغيرات، وما أصاب العالم والمجتمعات من انتشار موجات التكفير والإرهاب واستباحة الدماء مما يلقى بالمسئولية الكبيرة على المفتين ودور الفتوى فى مواجهة هذا البلاء والتخريب الذى بات يهدد أمن واستقرار المجتمعات.

وأشار إلى أن علماء الأزهر أكدوا أن الجرائم التى يرتكبها تنظيم «داعش» وغيره من التنظيمات الإرهابية تتناقض مع قدسية الحياة التى أقرها القرآن الكريم، والإسلام بعقيدته السمحة والسهلة والميسرة التى جاءت لإشاعة الرحمة والأمن والسلام فى هذه الدنيا.

 وشدد على أن الإسلام حرم الاعتداء على النفس أيا كانت ديانتها، ونظرا لخطورة الفتوى يجب أن يعلم المفتى أنه يبلغ عن الله ويبين أحكام الله تعالى، إنه يبين حكم الله فيما يعرض عليه من رسائل، فتخريب الممتلكات وقتل النفس ليس جهادا فكل ما يجرى بالعالم الإسلامى ليس من الجهاد فى شىء بل هو إرهاب وعنف، فكل الجماعات المتطرفة التى رفعت السلاح ليست من الإسلام.

الأزهر.. كعبة العلم

وقال الدكتور مرزوق أولاد عبدالله رئيس جامعة أمستردام الحرة بهولندا، إن مصر تتعرض منذ فترة للإرهاب فمصر بلد الأزهر كعبة العلم، فلقد عشنا فى مصر وتعلمنا فى الأزهر وسيحفظ الله مصر وستنتصر على الإرهاب، فدول الغرب من أسباب انتشار الإرهاب والتطرف فى العالم، وما زرعوه الآن يحصدونه، لكن الأفكار الشاذة التى انتشرت فى الغرب لها آثار سلبية على المسلمين وتنامى العنصرية ضد الإسلام، فمع وقوع أى عملية إرهابية تتجه الأنظار نحو المسلمين، فلقد أحدثت تلك العمليات الإرهابية زلزالا بين المسلمين وغيرهم.

 وأضاف أن مصر قادرة على مواجهة التحدى والتصدى للإرهاب، لما لها من تاريخ طويل، وما تمتلكه من مؤسسة الأزهر الضاربة بجذورها فى أعماق التاريخ، فالإسلام يمر اليوم بمرحلة من أخطر وأصعب مراحل تاريخه الطويل، وما لم ينتبه المسلمون قادة وشعوبا وعلماء وأهل العلم والفكر إلى حقيقة هذا الخطر الذى يحدق بالأمة الإسلامية، سواء داخل العالم العربى والإسلامى وعند الأقليات المسلمة فى الغرب، فإن هذا الخطر سيتضاعف مما سيتسبب فى فوضى دينية واجتماعية عارمة، وذلك لأسباب متنوعة منها فوضى الفتاوى الخاطئة والمنحرفة والتفسير الخاطئ والمنحرف لآيات القرآن الكريم، وحرص البعض على التكفير وسفك دماء كل من يعارضهم فى كل فتوى، وغيرها من الأسباب.

مفاسد عظيمة

من جهته قال الشيخ حافظ جمالى مجو مفتى مدينة كوموتينى بشمال اليونان، إن الشذوذ فى الفتوى له مفاسد جسيمة، وأخطار عظيمة لا تقل خطورة عن العولمة، ومما يزيد خطورته، أنه يمس جميع الأبواب الفقهية، فيدلس على المتلقين دينهم، ويهدد أمنهم واستقرارهم من خلال التغرير بهم وتحريضهم على الإفساد وإعطائه صبغة شرعية فى ظل استمرار سكوت العلماء، وتضخيم وسائل الإعلام.

 وأشار إلى أن الفتاوى الشاذة سم قاتل ينتشر فى جسد الدول ويشلها تمهيدا للقضاء عليها سياسيا واجتماعيا واقتصاديا من خلال العبث بمقدراتها واستغلال مواردها، ويتجلى ذلك فى استنزاف ثرواتها فى إعادة بناء ما خربه التدمير بدل انفاقها فى مجالات التقدم والتطور، مطالبا بضرورة ضبط الفتوى وتضييق دائرتها، حتى لا يتصدر لها هواة التميز والباحثون عن الشهرة وخدام الأنظمة، حتى نحافظ على أمن واستقرار مجتمعاتنا والعالم كله من العبث.

الجلسة الثالثة

 وأكد الدكتور محمد الياقوتى، وزير الأوقاف السودانى الأسبق، أن الإسلام يسعى لصنع السلام تحت كل الظروف، ففى أثناء الحروب وعندما يحمى الوطيس ويميل العدو للسلام تحت قهر السيوف، ومع توفر احتمالية الكيد وعدم الصدق فى إرادته للسلام، فإن القرآن يأمر النبى صلى الله عليه وسلم أن يجنح للسلم حتى عند عدم أمن مكرهم، قال تعالى: «وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذى أيدك بنصره وبالمؤمنين».

مجتمع الصحابة

من جانبه أكد الدكتور محمد الخلايلة، مفتى الأردن، أن بعض الفتاوى اليوم تنشر ثقافة متطرفة ومتشددة بين المسلمين، وعلينا أن نحصن مجتمعاتنا من الذين يصدرون تلك الفتاوى.

من جهته، وجه الدكتور صلاح مجييف، مفتى الشيشان، عددا من التوصيات لمؤتمر دار الإفتاء، وهى التأكيد على أهمية مراعاة المقاصد الشرعية ودورها المحورى فى عملية إصدار الفتوى، لتكون الفتوى محققة للمصالح الشرعية التى وضعها وأرادها المشرع الحكيم، والتأكيد فى نفس الوقت على أن معرفة المقاصد الشرعية لها أهمية بالغة فى بيان الإطار العام للشريعة، وتحديد أهدافها السامية، والمعاونة على الدراسة المقارنة والترجيح، وإبراز هدف الدعوة، والإنارة فى الاجتهاد والاستنباط.

 كما أوصى بتدرج مصالح الإنسان على درجات، أهمها المصالح الضرورية، وهى حفظ الدين، وحفظ النفس، وحفظ العقل، وحفظ النسل أو العرض، وحفظ المال، ثم تأتى المصالح الحاجية التى ترعى المقاصد الخمسة، ثم المصالح التحسينية التى تكمل المقاصد، وتصونها فى أحسن أحوالها، والحض على مضاعفة الجهود والإكثار من الأبحاث والدراسات حول المقاصد الشرعية لإبراز أهميتها لأصحاب التخصص فى مجال الفتوى وللباحثين ولطلاب العلم ولعامة الناس على حد سواء، لأنها تتصل بهم جميعا، والعمل على الاستفادة من التراث العلمى القيم الذى تركه لنا علماؤنا، وجعله فى المرتبة الأولى فى عمليات البحث والتأصيل والشرح والتوضيح والتبيين لكل جديد.

وجهان لعملة واحدة

وأكد الدكتور نصر فريد واصل، مفتى الجمهورية الأسبق، أن الإسلام جاء لعموم الناس، لقوله تعالى: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، مضيفا أن العالم أخطأ فى لصق الإرهاب بالإسلام مما خلق الإسلاموفوبيا منوها أن الإسلام والسلام وجهان لعملة واحدة، ونافيا ما يسمى الآن ما يعرف بدار الحرب مؤكدا أنه لا يوجد إلا دار سلام، مؤكدا أن الإسلام من حيث مفهومه العام كدين سماوى يكمل كل واحد منهما.

 وشدد على أن الحرب شرعت فى الإسلام للدفاع عن الإسلام وكلياته الخمس الضرورية للحياة، فشرعت الحرب للضرورة القصوى فقط إذا تعين القتال بضوابطه وشروطه الشرعية لحماية كليات الحياة الضرورية أو إحداها، سواء كان ذلك شخصيا أم اجتماعيا، وذلك لقوله تعالى: «وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله».

الجلسة الرابعة

أكد الدكتور يوسف أدعيس، وزير الأوقاف الفلسطينى، أن العنف إنما هو نتيجة لفتاوى ضالة وشاذة ترتدى رداء الإسلام والإسلام منها براء وكانت سببا فى تحويل الوجهة عن المسجد الأقصى الذى يتعرض لانتهاكات يومية من الاحتلال.

وقال الشيخ محمد حسين، مفتى القدس، إن فتاوى جماعات الإرهاب الذين يخربون فى ديار الإسلام وهم إنما يحاربون بالوكالة لتفريق المجتمعات الإسلامية والسيطرة على مقدرات تلك الأمة، ولا أدل على ذلك من العراق وسوريا واليمن وليبيا، فتلك حروب داخلية ركب الموجة فيها الإرهاب من خلال الفتاوى التى يحاولون أن ينطلقوا منها لتبرير أفعالهم واستباحة دماء المسلمين، والحمد لله قد أدركت شعوبها والأمة أن هذه هى من خطر الإرهاب.

 وشدد الدكتور عبداللطيف دريان، مفتى الجمهورية اللبنانية، على حرمة الإفتاء بغير علم، مؤكدا على أن المتجرئ والمتهاون فى ذلك يدخل فى التهديد والوعيد المذكورين فى الكتاب والسنة، والأدلة على حرمة الإفتاء بغير علم كثيرة، منها قوله تعالى: {ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون}، لافتا أن هذه الآية الكريمة تشمل بمعناها من زاغ فى فتواه، فقال فى الحرام: هذا حلال، أو قال فى الحلال: هذا حرام، أو نحو ذلك.

 من جهته، قال الدكتور محمد البشارى، الأمين العام للمؤتمر الإسلامى الأوروبى، إنه يجب دعم العلاقة بين المراصد الإسلامية وممثلى الأقلية المسلمة فى مختلف دول العالم، بما يتيح لأفراد هذه الأقليات الاتصال بالمراصد، وإبلاغها بأى معلومات يمكن الحصول عليها بهذا الشأن، وتكثيف الاتصال بوسائل الإعلام الغربية، ومراكز البحوث والجامعات فى الدول غير الإسلامية، لتصويب ما يصدر عنها بشأن الإسلام والمسلمين.

أحمد نبيوة

طباعة
الأبواب: متابعات
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2025 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg