قال الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، إن التراث تركة قيمة تساعدنا فى البناء واستشراق آفاق المستقبل، وعلاج القضايا العصرية التى تطرأ بين الحين والآخر، لافتاً إلى أن المؤسسات الدينية فى العالم لم تدخر جهداً فى مواجهة فكر التطرف خاصة مؤسسة الأزهر الشريف التى تتقدم الركب فى مواجهة جميع أفكار الظلام وتحصين المجتمع والشباب.
جاء ذلك خلال رئاسته للجلسة الثانية لمؤتمر «التطرف وأثره السلبى على مستقبل التراث الثقافى العربى» الذى عقده الأزهر الشريف بالتعاون مع جامعة الدول العربية، والتى ناقشت «دور المؤسسات الرسمية ومنظمات المجتمع المدنى فى مواجهة التطرف والإرهاب».
من ناحية أخرى ثمن المشاركون الجهود التى يبذلها الأزهر خاصة عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعى فى نشر التوعية الدينية الصحيحة والنابعة من وسطيته، مؤكدين أن المؤسسات الدينية قامت بمجهودات كبيرة فى الحفاظ على التراث الإسلامى والاستفادة منه فى إنتاج المادة العلمية المعاصرة التى تعين الناس على فهم دينهم وتطبيقه تطبيقاً موافقاً لجوهره، مما يتطلب تفعيل دور شباب الأزهر من الدعاة والوعاظ لتحصين أقرانهم الشباب من خطورة التطرف والإرهاب وأثره السلبى على المجتمع.
وحذر المشاركون من خطر الإرهاب الفكرى باعتباره أخطر أنواع الإرهاب، حيث يسعى المتطرفون لفرض أنفسهم وأفكارهم الضالة على المجتمعات بالقوة، مستبيحين بذلك الدماء والأعراض والأموال، ويعملون على الاغتيال المادى والمعنوى وكلها مخاطر ينبغى مواجهتها بكل السبل والوسائل الممكنة. داعين بضرورة تحليل أفكار الشباب من قبل العلماء المتخصصين ودراسة أبعادها.
وانتهى المشاركون إلى التوصيات التالية: ضرورة استنهاض همم المعنيين بالتراث للحفاظ على هويتنا وأصالتنا وحمايتها من الاندثار أو التزييف. والعمل على تطوير خطط العمل المناهضة للتطرف الفكرى الباعث على الإرهاب والهادم للتراث بما يتناسب مع مستجدات العصر. وتثمين الدور الذى يضطلع به الأزهر الشريف وجامعة الدول العربية فى الحفاظ على الهوية والتراث. وتقدير قيمة التنوع الثقافى والتعدد الفكرى فى التراث العربى، واستدعاء تجلياته ودوره وتوظيفها فى المجتمع العربى المعاصر. واستحداث مادة «الحضارة العربية» تحت إشراف الأزهر الشريف وجامعة الدول العربية لتتناول السطور المضيئة فى تراثنا الثقافى العربى، وتبرز الجوانب الخلقية والقيمية فيه، وتدرس على المستويين الإعدادى والثانوى فى الدول العربية. وتهيئة بيئة إعلامية آمنة وواعية بقيم تراثنا العربى وأهميته فى تشكيل وعى الإنسانية وتعميم مادة «الثقافة الإسلامية» التى استحدثها الأزهر، لتدرس بالمعاهد والمدارس بالدول الأعضاء بالجامعة، ودعوة المجتمع إلى أخذ العلم من منابعه، وخاصة الفتاوى، ويمكن أن تحذو المؤسسات الدينية الرسمية فى الدول العربية حذو الأزهر فى مسألة «تقنين الفتوى». والعمل على صون التراث العربى المخطوط من خلال تصويره ورقمنته «إلكترونياً»، ليكون لدى جامعة الدول العربية نسخة منه عل الأقل. تفعيل عمل اللجنة الدولية للحفاظ على التراث التاريخى والإنسانى. ومخاطبة الجهات المعنية بالتعليم فى الدول العربية للعمل على تنظيم زيارات تبادلية للشباب للتعريف بأهمية التراث فى الوطن العربى. وتنظيم دورات تدريبية فى مجال التراث وحمايته والحفاظ عليه. عرض توصيات المؤتمر على الاحتفال بيوم التراث الثقافى العربى المقرر عقده فى 27 فبراير المقبل بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية. ودعوة العالم للاستجابة لقرار اليونيسكو الأخير الخاص بالتأكيد على أن القدس العربية عاصمة دولة فلسطين ورفض التهديدات الأخيرة للاعتراف بها كعاصمة للمحتل.
محمد الصباغ – مصطفي هنداوي