واصل الأزهر الشَّريف عطاءه وجهوده فى عام 2017، انطلاقا من مسئوليته الدينية والعلمية والاجتماعية، وتفعيل دوره التاريخى فى مواجهة التطرف والإرهاب ونشر ثقافة السلام، مقدما رؤية ونشاطا يرتكز على التطوير الذاتى، وتطوير التعليم والدعوة وتجديد الخطاب الدينى، وتدريب الأئمة الوافدين، وعقد لقاءات حوارية مع الشباب فى مختلف المحافظات، وإرسال القوافل الدعوية والتوعوية والتكافلية للمناطق النائية، وإنهاء عدد من الخصومات الثأرية، وضبط الفتاوى، والمشاركة فى عدد كبير من المؤتمرات والندوات داخل مصر وخارجها لتحقيق الهدف الأكبر الخاص بمكافحة التطرف ونشر الصورة الصحيحة للإسلام.
وشكل ملف «تجديد الخطاب الدينى» صدارة اهتمامات الأزهر الشريف فى 2017، لا سيما فى ظل ما تشهده دول العالم من عمليات إرهابية، ومحاولة إلباس هذه العمليات عباءة الدين الإسلامى.
مؤتمرات
من بين المؤتمرات والفعاليات التى عقدها الأزهر الشريف فى عام 2017، يَبرُز مؤتمر «الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل» الذى عقد فى فبراير الماضى، تحت رعاية السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، وصدر عنه «إعلان الأزهر للمواطنة والعيش المشترك»، الذى شدد على حتمية العيش المشترك فى ظل المواطنة والحرية والمشاركة والتنوع.
ونظَّم الأزهر الشريف بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين مؤتمرا عالميا للسلام فى أبريل الماضى بحضور البابا فرنسيس الثانى، بابا الفاتيكان، ونخبة من علماء ورجال الدين والساسة بالعالم، جرى خلاله التأكيد على رسالة الإسلام التى تحمل إلى العالم قيم السلام والتعايش والحوار، كما تم تنظيم مؤتمر «التطرف وأثره السلبى على مستقبل التراث الثقافى العربى» بالتعاون مع جامعة الدول العربية، فضلا عن توقيع بروتوكول تعاون مع المركز الثقافى البريطانى لتوصيل رسالة الإسلام الصحيحة إلى الناس فى مختلف أنحاء العالم.
واستكمالاً لما تم إنجازه فى العام الماضى، واصل الأزهر جلسات الحوار المجتمعى مع الشباب فى 2017م، من الإسكندرية شمالا وأسوان جنوبا وكذلك جنوب سيناء، بهدف إرساء قيم الحوار وتحصين الشباب والاستفادة من مقترحاتهم وأفكارهم، والمساهمة فى بناء المجتمع دينيا وأخلاقيا وثقافيا واجتماعيا، وذلك بمشاركة مختلف الفئات العمرية مع التركيز على الشباب، ويبرز فى هذا السياق المؤتمر الدولى الذى نظمته كلية الدراسات الإسلامية والعربية تحت عنوان «تجديد الخطاب الدينى بين دقة الفهم وتصحيح المفاهيم».
ولمكافحة الكراهية، شكَّل فضيلة الإمام الأكبر لجنة لإعداد مشروع قانون لمكافحة الكراهية والعنف باسم الدين، بهدف تجريم الحض على الكراهية ومظاهر العنف التى تمارس باسم الأديان، وتم الانتهاء من مشروع القانون وتسليمه إلى رئاسة الجمهورية، ليأخذ مساره التشريعى.
جولات
شهد عام 2017م نشاطا مكثفا لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشَّريف، على المستوى المحلى والإقليمى والعالمى، وارتكزت كل زياراته وتحركاته الداخلية والخارجية على أهداف رئيسية، تتمثل فى نشر السلام العالمى، ومواجهة التطرف، ونصرة القضايا الإنسانية العادلة، وقد شهد العالم بأهمية دور فضيلة الإمام الأكبر وتأثيره فى الحد من التطرف، والإسهام فى إرساء السلام، وهو ما أكدته العديد من الشخصيات والقيادات والمؤسسات السياسية والدينية العالمية.
وقد تجلى هذا التأثير الكبير لفضيلة الإمام الأكبر فى اختياره الشخصية الإسلامية الأكثر تأثيرا فى العالم للعام الثانى على التوالى، وبات العالم يدرك الدور المحورى للأزهر فى مواجهة الإرهاب وترسيخ السلام العالمي؛ ولذلك شهدت مشيخة الأزهر الشريف توافد العديد من الشخصيات والقيادات السياسية والدينية فى العالم، بما يؤكد الدور المحورى والمهم للأزهر الشَّريف على مختلف المستويات.
وقد كان لقاء فضيلة الإمام الأكبر مع البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، مرتين الأولى فى القاهرة والثانية فى روما هذا العام، هما اللقاءين الأبرز والأهم خلال هذا العام، باعتبارهما يمثلان أكبر مؤسستين دينيتين فى العالم، وخلال اللقاءين كان العنوان الرئيس هو التأكيد على العمل المشترك من أجل السلام الشامل بين جميع البشر.
وفى ضوء الانخراط القوى والبارز للأزهر الشريف فى محاربة الإرهاب، حرصت العديد من الدول الأوروبية على توثيق علاقاتها بالأزهر الشَّريف، وشهدت مشيخة الأزهر بالقاهرة توافد العديد من الشخصيات والوفود الغربية للقاء فضيلة الإمام الأكبر، من أبرزهم: المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ووفد من مجلس الشيوخ الإيطالى، ومسئولون معنيون بمكافحة الإرهاب من أستراليا، وألمانيا، بولندا، وقد أكدت كل هذه الوفود حرصها على التعاون مع الأزهر الشريف فى مجال مكافحة التطرف، ونشر مفاهيم الوسطية والاعتدال.
أما لقاء فضيلة الإمام الأكبر برئيس وزراء بريطانيا الأسبق تونى بلير نهاية 2017م، فقد ركز الإمام الأكبر فيه على رفضه للقرار الأمريكى باعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيونى واستنكاره نقل السفارة الأمريكية إليها، وتأكيده أن هذا القرار سيقود إلى عدم الاستقرار فى المنطقة والعالم أجمع.
بالإضافة إلى زيارة إيطاليا، توجه الإمام الأكبر إلى ألمانيا مرتين خلال هذا العام، الأولى كانت فى شهر مايو؛ لحضور احتفالية حركة الإصلاح الدينى بمناسبة مرور 500 عام على تأسيسها، وخلال هذه الزيارة التقى فضيلته بالعديد من القيادات الألمانية، أما الزيارة الثانية فتمت فى سبتمبر الماضى، والتقى خلالها فضيلة الإمام الأكبر مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، كما ألقى الكلمة الرئيسية فى مؤتمر «طرق السلام».
وفى إطار حرصه على ترسيخ علاقاته بالدول الأفريقية، باعتبارها تمثل العمق الاستراتيجى لمصر وأحد معاقل الإسلام الكبرى فى العالم، حرص الأزهر خلال عام 2017 على تقديم الدعم العلمى والدعوى لدول القارة، ومساعدتها على مواجهة الإرهاب، كما استقبل فضيلة الإمام الأكبر العديد من الوفود الأفريقية الرسمية، وكذلك الأمر بالنسبة للقارة الآسيوية، حيث زارت عدة وفود من دولها مشيخة الأزهر الشريف، لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك فى المجالات الدعوية والتعليمية.
كما كان تأثير فضيلة الإمام الأكبر على الساحة العربية واضحا، وقصدته الوفود من دول عربية عديدة، هذا فيما زار فضيلة الإمام الأكبر المملكة العربية السعودية مرتين خلال 2017م: إحداهما لحضور الملتقى العالمى «مغردون» حيث وجه فيه كلمة إلى شباب الأمة، كما زار فضيلته دولة الإمارات العربية المتحدة، لترؤس الجولة الرابعة للحوار بين الشرق والغرب فى أبوظبى.
مواجهة الإرهاب
فى ضوء ما واجهته مصر خلال 2017م من أحداث إرهابية أليمة، كان موقف الأزهر الشريف وإمامه الأكبر واضحا فى إدانة تلك العمليات ووصف منفذيها بـ«الخوارج»، الذين يجب على مؤسسات الدولة محاربتهم، كما أكد الأزهر ضرورة اصطفاف الشعب المصرى خلف مؤسساته من أجل القضاء على تلك الجماعات الإرهابية، فيما حرص فضيلة الإمام على زيارة المصابين فى معظم هذه الأحداث.
وشكلت زيارة فضيلة الإمام الأكبر إلى قرية الروضة، بشمال سيناء، نقطة تحول فاصلة فى مواجهة الأزهر للإرهاب، حيث تحدى الإمام الأكبر كل المحاذير الأمنية وأصر على المرور على بيوت القرية لتعزية أهلها ومواساتهم بنفسه، واتخذ عدة قرارات مهمة لصالح القرية، من بينها صرف معاش شهرى لذوى الشهداء والتكفل برحلات حج مجانية لهم وبناء مجمع أزهرى متكامل لخدمة أبناء القرية.
مأساة الروهينجا
منذ تصاعد موجات العنف بحق المسلمين الروهينجا فى ميانمار سعى فضيلة الإمام الأكبر إلى إنهاء هذه المأساة الإنسانية من خلال الحوار، فعقد فى بداية يناير 2017م مؤتمرا للسلام بين أبناء ميانمار، واستمع إلى رؤية الجميع؛ بغية الوصول إلى تفاهم مشترك، وبعد استمرار السلطات فى ميانمار فى ارتكاب المجازر بحق المسلمين فى البلد.. خرج الإمام الأكبر فى بيان متلفز تناقلته وسائل الإعلام العالمية، دعا فيه المجتمع الدولى إلى التصدى بكل السبل لسلطات ميانمار التى ترتكب أبشع أشكال الإبادة الجماعية والتهجير القسرى بحق المسلمين فى بورما.
وقاد فضيلته تحركات عالمية لإنهاء هذه المأساة، حيث تواصل مع الدول المعنية بهذه القضية، وأطلق فضيلته قافلة إغاثية كبيرة برعاية الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين، إلى مخيمات اللاجئين الروهينجا فى بنجلاديش.
القدس
احتل الملف الفلسطينى بصفة عامة والقدس بصفة خاصة حيزا كبيرا من اهتمام الأزهر الشريف وإمامه الأكبر، الذى ندد وأدان الانتهاكات الصهيونية بحق الفلسطينيين، ورفض قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بنقل سفارة بلاده إلى القدس، محذرا من التداعيات الخطيرة المترتبة عليه، ومشدّدا على أن القدس المحتلة، وهويتها الفلسطينية والعربية، يجب أن تكون قضية كل المنصفين والعقلاء فى العالم، رافضا طلبا رسميا من نائب الرئيس الأمريكى، مايك بينس، للقاء فضيلته قائلا: «كيف لى أن أجلس مع من يزيفون التاريخ ومن منحوا ما لا يملكون لمن لا يستحقون، ويجب على الرئيس الأمريكى التراجع فورا عن هذا القرار الباطل شرعا وقانونا».
بيت الزكاة
شهد عام 2017م توسعا كبيرا فى أنشطة بيت الزكاة والصدقات المصرى، الذى يشرف عليه شيخ الأزهر بما يبرهن على حجم الثقة التى يحظى بها لدى عموم المصريين، وقد تحمل بيت الزكاة تكاليف إجراء العمليات لقوائم انتظار مستشفى أطفال أبوالريش، وتم توسيع دائرة علاج قوائم الانتظار بمعهد القلب ومعهد ناصر، وإنشاء مركز لعلاج الفيروسات الكبدية بمستشفى الأزهر التخصصى، وعلاج 26 ألف مريض بفيروس (سى)، كما أطلق بيت الزكاة حملة «صحتك هتنور حياتك» حيث قام بعمل مسح ميدانى على أكثر من 20 ألف مواطن، وإجراء التحاليل الطبية بالمجان وتحويل الحالات التى يتم اكتشافها دون تحميل المرضى أية أعباء مالية.
وقدم البيت إعانات شهرية استفاد منها نحو 80 ألف شخص، إلى جانب قيامه بتوزيع أكثر من 750 ألف كرتونة رمضانية. كما أنشأ بيت الزكاة مبنى للأطفال بلا مأوى لتدريبهم على المهن الحرفية، وأطلق حملة «تيسير الزواج» كمشروعٍ وقائى للقضاء على ظاهرة الغارمين، والمشاركة فى الإفراج عن الغارمين.
حكماء المسلمين
جسدت أنشطة مجلس حكماء المسلمين، الذى يترأسه فضيلة الإمام الأكبر، فى عام 2017م انعكاسا لدوره فى تعزيز السِّلم فى المجتمعات المسلمة، وتنوعت أنشطة المجلس ما بين عقد المؤتمرات والندوات وقوافل السلام التى تجوب مختلف أرجاء المعمورة، أو البيانات التى يسجل من خلالها المجلس مواقفه تجاه الأحداث والتطورات الجارية.
وحرص المجلس خلال عام 2017م على إرسال قافلة سلام إلى فرنسا بتاريخ 14 يونيو، بمشاركة عدد من علماء الأزهر، كما أطلق قافلة سلام إلى جمهورية كولومبيا فى 30 يوليو، تم خلالها إلقاء عدد من المحاضرات التى توضح جوهر الإسلام ورسالته السامية، والحديث عن ثقافة السلام ونبذ العنف.
مركز الرصد
«تصحيح المفاهيم وكشف زيف الجماعات الإرهابية».. شعارٌ انطلق منه مركز الأزهر العالمى للرصد والفتوى الإلكترونية فى 2017م، حيث حمل على عاتقه مسئولية محاربة التطرف والإرهاب وتجديد الخطاب الدينى، وشهد هذا العام تطويرا كبيرا فى آليات عمل المركز واستحداث آليات أخرى بهدف الوصول لأكبر قطاع ممكن من المستهدفين، كما شهد افتتاح أقسام جديدة، هى: وحدة رصد اللغة العربية، وحدة رصد اللغة الإيطالية واللغة اليونانية، وحدة رصد اللغة الصّينية، وحدة رصد اللغة التركية، وذلك بجانب ثمانى لغات أجنبية حية يعمل بها المرصد منذ إنشائه هى (الإنجليزية- الفرنسية- الألمانية- الإسبانية- الأوردية- الفارسية - اللغات الأفريقية).
وأصدر المرصد عددا من الإحصائيات الشهرية التى تناولت أنشطة الجماعات الإرهابية عبر العالم، إضافة إلى التقارير ربع السنوية والسنوية، والمتابعات باللغات المختلفة، وهو ما كان محل إشادة واهتمام المتخصصين فى مجال مكافحة التطرّف والإرهاب، فضلا عن المشاركات البحثية لعددٍ من باحثى المرصد فى المؤتمرات والندوات الدولية.
ويقوم قسم الفتاوى باللغات الأجنبية بتقديم الفتاوى بثلاث لغات - كمرحلة أولى - وهى الإنجليزية والفرنسية والألمانية.
تطوير المناهج
نجح قطاع المعاهد الأزهرية فى تحقيق نقلة نوعية خلال عام 2017 م، جمع خلالها ما بين الإنجاز النوعى، فيما يتعلق بتطوير المناهج الدراسية وجودة العملية التعليمية، وبين الطفرة الكمية، من حيث تطوير المعاهد وزيادة عدد الفصول الدراسية ورفع كفاءة المبانى التعليمية وتزويدها بأحدث الوسائل والمستلزمات التعليمية، ولتحقيق ذلك شارك قطاع المعاهد الأزهرية ضمن لجنة إصلاح التعليم الأزهرى قبل الجامعى فى إعداد مقررات دراسية عصرية اتسمت بلغتها السهلة وأسلوبها البسيط وإخراجها الفنى الجذاب، ودُمجت فيها فروع اللغة العربية فى مقرر واحد وهو كتاب «اللغة العربية»، والعلوم الشرعية فى مقرر واحد وهو كتاب «أصول الدين»، وحُذفت منها الموضوعات التى لا تناسب العصر ومستجداته، واستُبدلت فيها نصوص صريحة فى مفهومها ودلالتها بالنصوص التى كانت تؤول بما يخدم أهدافا معينة، كل ذلك من أجل تيسير العلوم دون تحريفها، والتخفيف على الطلاب دون تسطيح عقولهم.
وتم تطوير نظم المكتبات والكتب الدراسية، وإنجاز مقرر للثقافة الإسلامية وتطبيقه منذ العام الدراسى الماضى على طلاب المرحلة الإعدادية والثانوية كمقرر جديد تحت عنوان «الثقافة الإسلامية»، وتم إعداد محتوى هذه المادة إعدادا علميّا وفقهيّا منضبطا يأخذ بعدا ثقافيا اجتماعيا، يهدف إلى توعية الطلاب بمخاطر التطرف والإرهاب ويحصنهم من الوقوع فى براثن الجماعات التى تنتهج العنف، ويرسى مبادئ المواطنة والتسامح والعيش المشترك وقبول الآخر.
وضمانا لجودة التعليم قام قطاع المعاهد الأزهرية بإنشاء 54 مقراً تدريبيّا لأعمال الجودة يتسع لعدد 2200 متدرب فى الوقت ذاته لنشر ثقافة الجودة بالمعاهد الأزهرية وتطوير قدرات أعضاء هيئة التعليم.
جامعة الأزهر
شهدت جامعة الأزهر فى عام 2017 انطلاقة علمية وتعليمية متميزة، ونجحت فى تسجيل إنجازات عدة، سواء فيما يتعلق بتطوير العملية التعليمية، وإضافة المزيد من البرامج والشراكات العلمية المتقدمة، أو على صعيد حصد العديد من الجوائز والتكريمات، داخل وخارج مصر، وفيما توسع الدور المجتمعى للجامعة بشكل غير مسبوق، شهدت المؤتمرات والندوات التى نظمتها الجامعة، بمختلف فروعها وكلياتها، نقلة نوعية، كما وكيفا.
وانطلاقا من دور الأزهر الشريف فى التجديد والتطوير وافقت جامعة الأزهر على إدراج مادة علوم البيئة والتنمية المستدامة فى كافة كليات الجامعة وعددها 81 كلية، كما تم توقيع اتفاقية تعاون مع جامعة واركستر، بهدف تطوير برامج الماجستير فى التغير المناخى والأمن الغذائى.
وأعلن فريق الخبراء الدوليين ضمن آلية تصنيف الجودة الأفريقى عن اختيار جامعة الأزهر ضمن 15 جامعة أفريقية لتمثيل مصر ضمن فعاليات مبادرة تنسيق جودة التعليم العالى بأفريقيا التى أطلقها الاتحاد الأوروبى مع اتحاد الجامعات الأفريقية، وقد حصلت الجامعة على نسبة 85.5% لتقع الجامعة فى قمة المستوى الثانى.
الرواق الأزهرى
تميز عام 2017م بتحقيق تطور نوعى فى نشاط الأروقة الأزهرية، فقد نظم رواق القرآن الكريم 10 فعاليات كبرى كلها لخدمة كتاب الله من تحفيظ وتجويد ومسابقات لتحفيز الطلاب على الحفظ، وقدم رواق العلوم الشرعية والدعوة عددا من البرامج العلمية تجاوزت 50 برنامجا، بينما بلغ عدد الدروس العلمية أكثر من 120 درسا أسبوعيّا فى العلوم الشرعية والعربية والعقلية، كما نظم رواق المتون العلمية الكثير من المسابقات لتشجيع الطلاب على الاهتمام بالمتون العلمية وإحيائها، بينما نظم رواق اللغة العربية للناطقين بغيرها 12 برنامجا، بعضها خاص بإعداد معلم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وبعضها الآخر استهدف الطلاب الناطقين بغير العربية.
ولتجديد الفكر والخطاب الدينى عقد رواق الفكر والثقافة ندوات متعددة كان من أبرزها: «تجديد الخطاب الدينى»، و«العطاء الحضارى للأزهر الشريف فى مصر والعالم»، و«دور الأزهر الشريف فى مكافحة التطرف»، وعقد رواق اللغات الأجنبية العديد من البرامج التنفيذية، التى تنوعت ما بين محاضرات عامة، وندوات تثقيفية باللغات الأجنبية فى مجالات متعددة.
وشهد عام 2017 توسع الرواق الأزهرى فى افتتاح فروع فى المحافظات، وقد وصل عدد الفروع حتى الآن إلى سبعة هى: الإسكندرية، الدقهلية، دمياط، القليوبية، حدائق الأهرام، كرداسة، أسيوط.
مجمع البحوث
قام المجمع بدور محورى فى تجديد الثقافة الإسلامية وتنقيتها من الشوائب وآثار التعصب السياسى والمذهبى، وتجليتها فى جوهرها الأصيل الخالص، وتوسيع نطاق العلم بها لكل مستوى وفى كل بيئة، وقد أجابت لجان الفتوى الرئيسية والفرعية على نحو (405822) فتوى خلال عام 2017م، كما أطلق المجمع 2789 قافلة تنموية ودعوية، لكافة محافظات الجمهورية، وقام بإطلاق 20 حملة توعوية وأخلاقية بالتعاون مع كافة مؤسسات الدولة، وتنظيم 39 دورة تدريبية لتأهيل الوعاظ علميا وإداريا، واستقبل المجمع 6259 طالبا وافدا من جميع أنحاء العالم بالدراسة بالأزهر فى عام 2017م، وذلك فى مراحل التعليم الابتدائى والإعدادى والثانوى والجامعة، كما جرى إرسال 406 مبعوثين إلى جميع أنحاء العالم ليبلغ إجمالى المبعوثين 642 مبعوثا بواقع 450 مبعوثا إلى أفريقيا، 174 إلى آسيا، 18 إلى أوروبا والأمريكيتين.
تكريم المرأة
تبنى الأزهر الشَّريف خلال عام 2017م تكريم المرأة وانصافها، إيمانا من هذه المؤسسة، التى تقدم تعاليم الإسلام للعالم كله، بدور المرأة الفاعل فى المجتمع، وأنها نصف المجتمع، حقيقة لا عددا، وحرصا من الأزهر الشَّريف على النهوض بمكانة المرأة تم تخصيص عامٍ كامل بغرض النهوض بدور المرأة فى جميع المجالات الحياتية والدينية، مع التأكيد والتذكير الدائم بأن تعاليم الإسلام جعلت لها ذمة مالية مستقلة عن الرجل وسبقت جميع الحضارات فى منحها حقوقها كاملة بعد أن كانت تهمش وتمتهن.
ومن أبرز الملفات التى دافع فيها الأزهر عن حقوق المرأة خلال العام مسألة زواج القاصرات، والطلاق الشفهى، الذى تم حسم الجدل حوله بقرارٍ من هيئة كبار العلماء التى ارتأت أن وقوع الطلاق الشفوى المستوفى أركانَه وشروطَه هو ما استقرَّ عليه المسلمون منذ عهد النبيِّ.
كما دافع الأزهر الشَّريف خلال عام 2017م عن حقوق الأسرة والزوجين، إذ خصص فضيلة الإمام الأكبر عدة حلقات من برنامج «حديث شيخ الأزهر» على الفضائية المصرية وبرنامج «الإمام الطيب» المذاع فى رمضان الماضى، للتأكيد على أن الزواج غاية سامية مؤسسة على الأخلاق وتحقق الوعد الإلهى ببقاء النوع الإنسانى، وأن الأسرة مشروع إلهيٌّ مقنن بأنظمة وقوانين وآداب وسلوكيات، وهى ليست مشروعاً مدنياً.
وشدد فضيلته على أن إجبار الفتاة على الزواج ممن لا تريده مسألة لا أخلاقية؛ لأنها حكم بما يشبه الإعدام على حياة كاملة لفتاة، ويجب على العلماء أن يقضوا على مثل هذه المشكلات من منطلق الشريعة، وأن يكون فى قانون الأحوال الشخصية ما يعطى البنت التى أجبرت على الزواج أن ترفع أمرها إلى القاضى، وعلى القاضى استناداً لأحكام الشريعة أن يحمى هؤلاء البنات.
وبالنسبة لزواج القاصرات.. أكد الإمام الأكبر أنه مرفوض، والإسلام لم يُرَغِّب ولم يشجِّع على مثل هذا الزواج.
حماية الأسرة
شهد عام 2017م تعاوناً بين الأزهر والمجلس القومى للمرأة لتدشين حملات إلكترونية للنهوض بدور المرأة، ودورات أخرى للمقبلين على الزواج بعدة لغات، كما نظم مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، ندوة حوارية حول «المرأة بين انصاف الإسلام وظلم جماعات الاٍرهاب».
وأطلق الأزهر الشريف حملة شارك فيها مجمع البحوث الإسلامية والمجالس العلمية بأروقة الجامع الأزهر تحت عنوان: «الحياة الزوجية حقوق وواجبات» جابت المراكز والقرى والنجوع ، مع التركيز على المحافظات التى تكثر بها حالات الطلاق، وذلك بالتنسيق مع المجلس القومى للمرأة. كما تم تخصيص خطب الجامع الأزهر خلال شهر مارس 2017 م لموضوعات مثل: النساء شقائق الرجال، وعاشروهن بالمعروف، العفو بين الزوجين الفضيلة الغائبة.