| 04 مايو 2025 م

متابعات

الشهيد "الكفراوي".. دافع عن الأرض ورحل بطلاً

  • | الخميس, 4 يناير, 2018
الشهيد "الكفراوي".. دافع عن الأرض ورحل بطلاً

فى الوقت الذى نالت فيه قوى الشر الغاشمة بأيد ملطخة بالدماء استهداف كنيسة مارمينا بحلون وإثارة الذعر بين المدنين، ما أسفر عن استشهاد 9 مواطنين وإصابة آخرين، يطل من الجانب الآخر وفى اليوم  ذاته، الوجه القبيح للإرهاب عن جنودنا الأبرار الذين يستشهدون دفاعاً على الأرض والعرض، ومنهم البطل العقيد أحمد الكفراوى الذى استشهد كالأسد المدافع عن عرينه جراء عبوة ناسفة أثناء استهداف إحدى المركبات العسكرية عدة بؤر إرهابية بشمال سيناء.

وفى مشهد مهيب، شيع أهالى محافظة الشرقية جنازة العقيد أحمد الكفراوى مسئول منطقة بئر العبد فى العريش، من مسقط رأسه بقرية صفط زريق مركز ديرب نجم فى جنازة عسكرية، تقدمها عدد من القيادات واللواءات وآلاف الأهالى، وسط هتافات هزت أرجاء المحافظات المجاورة كان أبرزها: «نموت.. نموت وتحيا مصر».

وعلى الفور، توجه وفد من الأزهر الشريف لتقديم العزاء فى شهيد الواجب إلى مسقط رأسه، ناقلين تعازى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف لأسرته، مشددين على أن مصر لن تنسى شهيد الواجب أحمد الكفراوى الذى ضحى بروحه فداء للوطن، متحدثين عن فضل الشهيد والشهادة بما ورد ذكره فى القرآن والسنة، مصداقاً لقول الله تعالى: «وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ».

وقال المستشار محمد عبدالسلام مستشار شيخ الأزهر فى تدوينته على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»: «بمزيد من الرضا بقضاء الله وقدره أنعى قائدا مغواراً وبطلا جسوراً من أبطال قواتنا المسلحة البواسل الشهيد البطل العقيد أحمد الكفراوى الذى استشهد جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت إحدى المركبات العسكرية خلال مداهمة إحدى البؤر الإرهابية فى شمال سيناء، والتى أسفرت أيضاً عن إصابة آخرين».

وأضاف عبدالسلام أن العقيد الكفراوى كان أحد قادة قوة تأمين الزيارة التى قام بها فضيلة الإمام الطيب شيخ الأزهر إلى قرية الروضة قبل أسابيع، وأنه لمس فيه عن قرب حبه لوطنه واستعداده للتضحية بحياته من أجل رفعة مصر والذود عنها، متمنياً أن يرحم المولى شهداء الواجب الوطنى ويسكن الفقيد فسيح جناته ويلهم ذويه الصبر والسلوان، متابعاً: «صامدون فى مواجهة قوى الشر والإرهاب، حفظ الله مصر وشعبها وجيشها من كل مكروه وسوء، وإنا لله وإنا إليه راجعون».

من جانبه، أعرب اللواء خالد سعيد محافظ الشرقية عن تعازيه لأسرة الشهيد أحمد الكفراوى الذى عاش بطلاً ورحل عن دنيانا شهيداً، مؤكداً أن دماء الشهداء من أبناء الوطن لن تضيع هباء، وأن الحوادث الإرهابية لن تزيدنا إلا إصراراً وعزيمة على ملاحقة الإرهاب واستئصاله من جذوره، لافتاً إلى أن خير أجناد الأرض مواصلون أسس البناء والدعم والتواصل من أجل الدفاع عن الأرض وتطهير مصر من الإرهاب الغاشم الذى يطول المدنيين الأبرياء والجنود البواسل. من جهته، أوضح محمود مهنى عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف إن الجهاد الذى تجلى فى مشهدى الدفاع عن الكنيسة من جهة، وحماية الأرض والعرض من قبل الشهيد أحمد الكفراوى فرض على كل مسلم من أجل رد الاعتداء الخارجى، مشيراً إلى أن الجهاد الحقيقى فى الدفاع عن الأرض وصيانة العرض وعدم الاعتداء على الآخرين، مصداقاً لقوله تعالى: «واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل»، موضحاً أن المولى تعالى أمر المسلمين بالدفاع عن القيم وعن العقيدة والأخلاق والوطن وحماية أصحاب العقائد الأخرى حتى الرمق الأخير كما فعل الأوائل، بالإضافة إلى أن تكريم النبى الكريم لجند مصر لم يأت من فراغ، ولكن لعلمه صلى الله عليه وسلم أنهم سوف يكونون فى رباط إلى يوم القيامة، وأن الإرهاب الغاشم لن يستطيع النيل من وحدتهم الأبية وحبهم لأرضهم ودفاعهم عنها حتى نيل الشهادة.

وأضاف مهنى أن المولى أمرنا أن نعيش أمة واحدة فى وطن واحد نجاهد جميعاً من أجل الدفاع عن العقيدة ونحمى العقائد الأخرى دون تفريق، موضحاً أن التاريخ المصرى منذ عهد عمرو بن العاص وإلى الآن اثبت أن المعدن المصرى أصيل، وأنه ما بدأ مصرى واحد بالاعتداء علينا من قبل الذين يفهمون الدين ظاهرياً كفهم الفرق والجماعات الإرهابية الذين يأخذون فكرهم من أعداء الأمة إلى أن يذيقه الله نفس الكأس أو يمهله دون أن يهمله، مشدداً على أن الدول التى تمول الإرهاب وتصدره إلينا جاء إليها اليوم التى اكتوت بناره، وأن الأمة المصرية تجاهد فكراً وبدنا ومالاً، وتسعى إلى تطبيق القاعدة الإسلامية التى حوصر من أجلها النبى أعوام حتى أكل ومن معه أوراق الشجر، مشدداً على أن المصريين مستعدون لأن يفعلوا الأمر نفسه ثقة فى القيادة وحفاظاً على المقدرات والأعراض ونصرة الإسلام ودفاعاً عن العقائد الأخرى وأن نفتدى روحنا أسوة بالعقيد الكفراوى وغيره من الجنود البواسل الذين ضحوا دفاعاً عن الوطن وحماية لمقدراته فى شتى أنحاء البلاد ببركة النبى الكريم الذى شهد لخير أجناد الأرض بلا منازع.

محمد فرج

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2025 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg