بدأت الدولة تحركات فعلية على الأرض لتنفيذ مخطط شامل لتنمية سيناء يشمل إقامة مشروعات صناعية وخدمية، وهو ما يأتى بعد أيام من زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لسيناء للمرة الأولى منذ بدء العملية العسكرية لمكافحة الإرهاب «سيناء 2018».

وكشف الدكتور مصطفى مدبولى، وزير الإسكان للمرة الأولى عن ملامح استراتيجية تنمية سيناء، التى جرى عرضها على الرئيس عبدالفتاح السيسى فى اجتماعه معه أمس الأول، موضحاً أن هناك مقترحاً بإنشاء عاصمة اقتصادية جديدة فى سيناء تحمل اسم «سلام»، للاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية بهذه المنطقة، واستغلال الموقع الجغرافى المتميز.

وتعد تلك المحاولة هى الأولى من نوعها على المستوى العملى لتنمية وتطوير منطقة سيناء، حيث أعلنت الحكومات السابقة، والتى تلت فترة ما بعد يناير 2011 أكثر من مرة عن خطط لتنمية سيناء، لكن دون أن ينعكس ذلك على أرض الواقع.

وفى العام 2012 أصدر مجلس الوزراء قراراً بإنشاء الجهاز الوطنى لتنمية شبه جزيرة سيناء، ويعد الجهاز هيئة عامة اقتصادية تتبع رئاسة الوزراء، وتعتمد فكرة إنشائه على فصل آلية التخطيط والإشراف والمتابعة التى يقوم بها الجهاز عن آلية التنفيذ التى تقوم بها الوزارات والمحافظات.

ووفقا للخطة التى أفصح عنها «مدبولى» فى بيان، أمس الأول، فسوف يتم إنشاء مدارس وجامعات ومراكز بحثية، ومستشفيات بمواصفات عالمية، وتنفيذ منطقة ذات طابع عمرانى عالمى تجذب السكان للعيش بها، وتنفيذ شبكات مرافق وطرق ومواصلات بمعايير عالمية، وإنشاء مطار دولى محورى بمنطقة الشرق الأوسط والبحر المتوسط، وميناء تجارية على البحر المتوسط، ومراكز إبداعية منتجة قوامها 500 مركز قابلة للامتداد، ومشروعات للسياحة الشاطئية والترفيهية، وإحياء مسار العائلة المقدسة، مع توفير الخدمات اللازمة.

وأشار مدبولى إلى أن هناك صناعات مقترحة بالاستراتيجية تعتمد على الموارد التعدينية، باستثمارات 17 مليار جنيه، وستوفر 37 ألف فرصة عمل، بجانب مشـروعات لاستصلاح الأراضى، باستثمارات 9.3 مليار جنيه توفر نحو 92 ألف فرصة عمل، موضحاً أنه يجرى تنفيذ عدد من المشروعات منها إنشاء سحارة «المحسمة» بتمويل من الصندوق السعودى بقيمة 46 مليون دولار، وإنشاء سحارة «سرابيوم» بتمويل هيئة قناة السويس بقيمة نحو 195 مليون جنيه، واستصلاح وتنمية مساحة «13680» فداناً ببئر العبد بتمويل وزارة الزراعة بقيمة نحو 380 مليون جنيه، ويتم أيضاً إنشاء محطة معالجة متقدمة على مصرف بحر البقر، بتكلفة 20 مليار جنيه، ومحطة معالجة تحسينية بجانب سحارة المحسمة، بتكلفة 1.6 مليار جنيه. ولا تتضمن الموازنة الحالية للدولة أية بنود انفاق على تنمية سيناء، لكن بحسب تصريحات لوكيل لجنة الخطة والموازنة ياسر عمر لموقع «اليوم السابع»، فإن الدولة تخطط  بعد «تطهير سيناء» لعمل مسح كامل وشامل للمنطقة، على أن تبدأ خريطة التنمية ببداية العام المالى المقبل 2018 / 2019، مؤكدا أنه ستدرج بالموازنة العامة الجديدة مخصصات بشأن هذه الخطة. وأعلن الرئيس السيسى خلال زيارته لسيناء أن «تكلفة تنمية وتطوير سيناء ستصل إلى 275 مليار جنيه»، موضحاً أن التكلفة تمثل «رقما ضخما يستلزم تكاتف كل المصريين من أجل المساهمة فى توفيره». ويتضمن اقتراح مدبولى تنفيذ مشروعات سياحية بـ5 مليارات جنيه، بجانب تنفيذ مشـروعات التجارة واللوجيستيات، وتنفيذ عدد من محطات تحلية مياه البحر.

وقال الوزير: «يجرى حالياً تنفيذ مدينة شرق بورسعيد الجديدة لاستيعاب 1.15 مليون نسمة، كما تتولى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، تنفيذ مدينة الإسماعيلية الجديدة لاستيعاب 250 ألف نسمة، ومدينة رفح الجديدة لاستيعاب 150 ألف نسمة، ومن المقرر إنشاء مدينة بئر العبد الجديدة».

وليد عبد الفتاح