| 06 مايو 2024 م

متابعات

العزلة والتهميش.. أسباب رئيسية تساعد التنظيمات الإرهابية لتجنيد النساء

  • | الخميس, 29 نوفمبر, 2018
العزلة والتهميش.. أسباب رئيسية تساعد التنظيمات الإرهابية لتجنيد النساء

شهدت العاصمة التونسية أواخر الشهر الماضى هجوماً انتحارياً أسفر عن إصابة ثمانية أشخاص بجروح، فيما يُعد الهجوم الأول الذى تشهده عاصمة البلاد منذ 2015، وما يجعل الحادث مختلفاً هذه المرة هو أن من نفذه هى امرأة ثلاثينية كانت تحمل قنبلة بدائية الصنع فى يدها، وذلك لأنه لم يكن من الشائع أن تحرض المنظمات الإرهابية مثل طالبان والقاعدة وداعش النساء على المشاركة فى العمليات القتالية ولا سيما التفجيرات الانتحارية. ففى المناطق التى كانت داعش تسيطر عليها فى الماضى على سبيل المثال، كان دور النساء يقتصر على استقطاب النساء الأخريات وتدريبهن والقيام بالأعمال المنزلية، فضلاً عن تزويجهن الرجال لإنجاب الجيل الجديد من «أشبال الخلافة المزعومة لداعش» حيث كانت الجماعة ترى مشاركتهن ضرورية لبناء الدولة الناشئة وليس الانخراط فى الأعمال العسكرية أو القتالية.

وإذا تحرينا العوامل التى تساعد التنظيمات الإرهابية على استغلال النساء فسنجد من بينها الشعور بالعزلة والتهميش الذى ينتاب بعض الإناث بسبب تعرضهن للعنف المنزلى وعدم مساواتهن مع الجنس الآخر وكذلك التمثيل المنخفض للمرأة اجتماعياً، إذ بإن النساء المتأثرات سلباً بهذه العوامل يسهل استقطابهن حيث تغويهن الجماعات المتطرفة بأنهن سوف يحظين بمكانة ودور جوهريين وسط التنظيم أو «دولة الخلافة» على نحو يعوضهن عن شعورهن بالنقص الذى ينتابهن فى مجتمعاتهن وأسرهن. والأكثر من ذلك أن هؤلاء النسوة يتم خداعهن بفكرة أنهن سيصبحن جزءاً من مجتمع نسائى تسوده روح التآخى حيث يجدن الدعم والصداقة.

أما الآن وبعد التفجير الانتحارى الذى نفذته امرأة فى تونس، فمن الواضح أن استغلال النساء من جانب الجماعات الإرهابية بدأ يأخذ منعطفاً خطيراً يتمثل فى استخدامهن فى العمليات القتالية بدلاً من بناء الدولة المزعومة أو الحفاظ على النسل فحسب، وهى فكرة مغرية بالنسبة لهذه الجماعات، خطيرة على خصومهم، إذا أن استخدام أولئك النسوة فى هذا الغرض يثير تحديات أمنية جديدة أكثر صعوبة أمام المسئولين، إذ بإمكانهن التحايل على الإجراءات الأمنية بصورة أكثر سهولة نظراً لابتعادهن عن دائرة الاشتباه فى معظم الأحيان بالمقارنة بالرجال، كما أنه يصعب توقيفهن وتفتيشهن، والسيدات أيضاً لديهن ميزة ارتداء الملابس الفضفاضة كثيرة الطبقات التى تمكنهن من إخفاء الأسلحة أو مواراة لغة الجسد التى تعبر عن مشاعر التوتر والقلق، وكل ما سبق يشكل وسائل تستطيع الأجهزة الأمنية من خلالها إحباط العمليات الإرهابية.

وللتصدى لانتشار مثل هذا النوع من العمليات، فإنه يتعين معالجة الأسباب المؤدية إلى أدلجة النساء بالتطرف ثم تجنيدهن فى صفوف المنظمات الإرهابية ثم استخدامهن فى هذا النوع من العنف. لذا فمن الواجب التأكيد على مبدأ مساواة المرأة فى الحقوق مع الرجل والتأكيد على أهمية الدور المجتمعى الذى تقوم به من خلال تمكينهن من الاضطلاع بأدوار أكثر فعالية فى المجتمع، ومن ثم يُمكن استثمار طاقتهن فى إدماجهن فى حملات التوعية ضد التطرف، بدلاً من تركهن فريسة للأفكار الراديكالية.

طباعة
الأبواب: متابعات
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg