| 03 مايو 2024 م

متابعات

صُناع التوتر الكاذب.. يوهمون الناس بالأزمات ويحاولون الوقيعة بين الأزهر والدولة

  • | الجمعة, 7 ديسمبر, 2018
صُناع التوتر الكاذب.. يوهمون الناس بالأزمات ويحاولون الوقيعة بين الأزهر والدولة

عند كل مناسبة دينية يخرجون وينفخون فى نار ليست موجودة إلا فى عقولهم، ويتربصون ويتحينون الفرص من أجل إشعال فتيل الفتنة والوقيعة بين الأزهر الشريف ومؤسسات الدولة من جانب، وتصوير أن هناك خلافا حادا وحربا ضروس، ويسارعون فى التبكيت والتنكيل، ويضخمون الأحداث، ويجتزئون الكلمات، ويقتطعون الأحاديث، ويوصلونها بحسب رؤيتهم وأغراضهم، فيصورون للعامة أن هناك خلاف دينى وسياسى، وهو ما ينافى الواقع تماما، فالأزهر الشريف بقيادة إمامه الأكبر يقوم بدوره بشكل كامل، وبدعم كبير من القيادة السياسية، ولكن يبقى السؤال  من هم هؤلاء؟ وما أغراضهم»؟ ولماذا يسعون لإحداث وقيعة بين الأزهر والدولة؟

أصحاب الكير

يقول المفكر الإسلامى الدكتور ناجح إبراهيم، أن الأزهر الشريف يعمل جاهدا فى اختصاصاته الدينية باعتباره المرجعية الإسلامية السنية الأولى، فهو يحافظ على ثوابت الدين، ويعمل على تطوير الخطاب الدينى، ويدافع عن القيم الدينية، بل والوطنية باعتبارها جزء لايتجزء من القيم الدينية، فحب الوطن من الواجبات الدينية، وهو بهذا يتكامل مع مؤسسات الدولة، وعلى هذا الأساس لايمكن القول بأن هناك خلافاً بين الأزهر وبين مؤسسات الدولة، مشددا على أن من يقوم بتصوير وجود خلاف بين الأزهر الشريف والدولة هم أعداء الوطن الذى ينفخون فى النار، ويسعون فى الأرض فسادا، مبينا أن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، رجل ذو حكمة وبصيرة، واستطاع أن يقطع شوطا كبيرا فى النهوض بالمؤسسة الأزهرية، وجعله يقوم بدوره بشكل متكامل، فالإمام الأكبر ومؤسسة الأزهر الشريف يعملان من أجل ثلاثة أهداف الهدف الأول الحفاظ على الدين، والهدف الثانى الحفاظ على الدولة المصرية، والهدف الثالث الحفاظ على الوحدة المصرية.

وأشار المفكر الإسلامى إلى أن من يتصور أن هناك خلافاً بين الأزهر الشريف وبين الدولة فهو واهم، لأن الأزهر الشريف يعمل فى ظل متغيرات حياتية شديدة التغير، ويسعى لأن يواكب هذا التغير، ويقوم بالتجديد فى الفكر والخطاب بشكل متناغم، موضحاً أن البعض من الذين ينفخون فى النار، مخطئون ولديهم قصور فى الفهم.

فتيل الفتنة

الكاتب والمفكر جمال اسعد، أكد بأن التصور والزعم بأن هناك خلافا بين الأزهر الشريف ومؤسسات الدولة، هو زعم كاذب ومحض افتراء، مبينا أن من يقوم بترويج مثل تلك الأمور يسعى هو ذاته لإحداث الوقيعة من أجل افتعال أزمة حقيقية، لكن فى حقيقة الأمر أن الأزهر الشريف يؤدى عمله باستقلالية وشفافية وبتوافق مع مؤسسات الدولة التى تدعم دور الأزهر الشريف، مشيراً إلى أن هناك فئات متطرفة تسعى للنيل من الأزهر الشريف والدولة معا، لأن الأزهر الشريف هو أحد أعصاب الدولة المهمة وهو المرجعية الإسلامية الكبرى لمسلمى العالم، ويصورون أن الخلاف دينى فى الأصل، حتى يحدثوا فتنة شعواء، ويتم تصوير الدولة ومؤسساتها فى حالة صراع، مدافعا عن الأزهر ضد هؤلاء المتطرفون، ومؤكدا أن الأزهر الشريف حفظ وما زال يحفظ للأمة الإسلامة وسطيتها، ويقوم بدوره فى تجديد الفكر الإسلامى فى مواجهة التطرف الدينى، فهو حائط الصد لهؤلاء، فلذلك يسعى هؤلاء المتطرفون إلى خلق نزاع بين الأزهر والدولة وتصوير أن هناك صراعاً حتى يحدث هذا الصراع وينجرف الأزهر عن مساره، ولكن هذا لن يحدث أبدا.

احتراب سياسى

المفكر والكاتب كمال زاخر، أكد بأن هناك خلطاً للأمور يقوم بها اعداء الوطن والإنسانية، بتصويرهم أن هناك صراعاً بين المؤسسة الأزهرية وبين مؤسسات الدولة، هذا الخلط قائم على عدم وجود فهم للاختصاصات، لأن الأزهر الشريف مؤسسة دينية إسلامية تختص بالدفاع عن الدين وعن ثوابت الدين وعن الفكر الدينى الإسلامى الوسطى، وتدافع عن وسطية الدين فى مواجهة الغلو والتطرف، ومؤسسات الدولة تدافع عن الدولة وعن السياسية، ولايوجد ربط بين السياسة والدين، فلايجب أن نربط بين الأمور السياسية وبين الأمور الدينية، ومن يقوم بتصوير أن هناك خلال أو صراع بين الأزهر والدولة لايفهم شيئاً، فهو يحاول خلق حالة من الاحتراب السياسى الذى يظهر بأن هناك حالة احتراب وصراع بين مؤسسات الدولة، وهو الأمر الذى يسعى من خلاله المغرضون إلى إشعال فتيل الأزمة، وتصوير أن هناك صراعاً، حتى تحدث حالة من فقدان الثقة بين المواطنين ومؤسسات الدولة وبالتالى تتحقق أغراض هؤلاء المغرضين.

اضطراب سلوكى

ويوضح الكاتب الدكتور إبراهيم مجدى حسين، استشارى الطب النفسى بجامعة عين شمس، أن التصوير بوجود فتنة أو أزمة بين الأزهر الشريف المؤسسة الدينية الأولى، وبين مؤسسات الدولة والقيادة السياسية هى حالة من الافتعال للأزمات وإحداث وقيعة بين المؤسسات والمواطنين، وتصوير أن هناك حالة صراع أساسها دينى بين الأزهر وبين مؤسسات الدولة فهم ينفخون فى نار خيالاتهم، مشيراً إلى أن هؤلاء معروفون بأغراضهم التى ترمى إلى ضرب الأزهر بالدولة، وإحداث حالة وقيعة بين الأزهر والدولة، لأهداف أخرى، لافتا إلى أن بعض هؤلاء الذين يصورون بوجود صراع ويلوحون به فى فضائياتهم، معروفون بانتماءاتهم الفكرية والأيديولوجية المتطرفة، ولايمكن اعتبارهم فقط متطرفون، فهناك المتطرفون اليساريون أو المتطرفون العلمانيون الذين يريدون هدم الأزهر الذى يدافع عن الدين وعن ثوابت الدين، وعن وسطية الدين، منوها إلى أن التوصيف النفسى اللائق لهؤلاء هو أن لديهم حالة من الاضطراب السلوكى التى تعتريهم نتيجة حقدهم الدفين تجاه الأزهر واتجاه الدولة.

حسن مصطفى

طباعة
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg