| 29 مارس 2024 م

متابعات

وثيقة الأخوة الإنسانية خطوة عملية لكبح جماح سعار الحروب وتمزق الشعوب

  • | السبت, 16 فبراير, 2019
وثيقة الأخوة الإنسانية خطوة عملية لكبح جماح سعار الحروب وتمزق الشعوب

 

تستحضر روح الأديان التى أتت لتسعد الإنسان فى الكون.. وعلى الشرفاء تبنيها وتدريسها للأجيال الصاعدة من أجل غد أفضل

 

دائما ما يرسم الأزهر الشريف وشيخه نهج الفرار من الكراهية إلى المحبة ومن الفرقة إلى الوئام ومن العبودية إلى الخيرية ومن السلاح إلى السلام، وفى هذا الإطار خرجت وثيقة الأخوة الإنسانية بالتوافق مع طريق الفاتيكان لكبح جماح سعار الحروب، وتمزق الشعوب التى جمعت جذور شجرة الإنسانية المتفرعة فى أرجاء المعمورة لتغرس فى نفوس جميع البشر كى تختفى جميع العداوات وتنتهى الحروب ويعيش الناس جميعا فى أمان وسلام لبناء المجتمعات فى وقت أصبح فيه الناس يتفننون فى الهدم والتدمير.

 

أكد الدكتور مصطفى الفقى مدير مكتبة الإسكندرية إن ما قام به شيخ الأزهر من خلال مشاركته فى وثيقة الأخوة الإنسانية سيكتب فى التاريخ، لأنه وضع الأزهر على قدم المساواة مع الفاتيكان أكبر مؤسسة كاثوليكية فى العالم متابعاً الإمارات استقبلت بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر استقبالا حافلاً، وقامت بتكريم كلاً منهما دون تفريق. 

وقال الفقى إن وثيقة الأخوة الإنسانية تشكل الوثيقة الأهم فى تاريخ العلاقة بين الأزهر الشريف وحاضرة الفاتيكان كما تعد من أهم الوثائق فى تاريخ العلاقة بين الإسلام والمسيحية والوثيقة هى نتاج عمل مشترك وحوار متواصل استمر لأكثر من عام ونصف بين الإمام الأكبر وبابا الفاتيكان وتحمل رؤيتهما لما يجب أن تكون عليه العلاقة بين اتباع الأديان، وللمكانة والدور الذى ينبغى للأديان أن تقوم به عالمنا المعاصر.

وأوضح الفقى أن العدل القائم على الرحمة هو الطريق الأمثل لحياة كريمة كحق أصيل لكل إنسان وأن الحوار والتفاهم ونشر ثقافة قبول الآخر والتعايش بين الناس، كلها تسهم فى احتواء الكثير من المشكلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والبيئية، التى تحاصر البشرية.

وأشار إلى أن مساحة التلاقى للقيم الروحية والسمو بالقيم الإنسانية ونشر الأخلاق والفضائل تمثلت فى التواضع والتسامح لشخصيتين عظيمتين الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب والبابا فرنسيس حيث يستقلان سيارة واحدة ويقيمان فى بيت واحد وهو ما يحدث لأول مرة فى التاريخ ليبنوا أنها السبيل الأرشد لإنهاء الجدل العقيم بين الأديان وإيجاد مساحة رحبة للعيش المشترك ولتطهير الأديان من كيد المغرضين

وطالب مدير مكتبة الإسكندرية  بأن يكون هناك تواصل بين الدول لتعمم تلك الوثيقة فى كل المعاهد والمؤسسات التعليمية فى جميع دول العالم تعزيزا لمبدأ نشر الحب والتسامح والألفة والفهم الصحيح لأصول الإنسانية ومفهوم الاختلاف وتقبل الآخر والعدل وستقطع الطريق على دعاة العنف والكراهية والتشدد. 

قال الدكتور عبدالصمد اليزيدى الأمين العام للمجلس الأعلى للمسلمين بألمانيا،  إن المتصفح لوثيقة الأخوة الإنسانية والمتمعن فى بنودها يستشعر لا محالة القيم الأخلاقية العالية والمحبة والاحترام التى تتمتع بها شخصيتان دينيتان عظيمتان حيث وهبت نفسها.

وأضاف: الوثيقة ثمرة الفهم السليم للشرائع السماوية التى تدعو بلا استثناء للتعارف والصدق والاحترام بين الناس والشعوب كما جاء فى القرآن الكريم حيث  جعلت الإنسان  شخصا مكرما ومحل رعاية وعناية الاهية وبشرية.

ونبه أن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب والبابا فرنسيس قد جسدوا من خلال بنود وثيقة الأخوة الإنسانية القيادة الدينية الراشدة التى تضع الضعفاء وذوى الاحتياجات فى صلب اهتمامها وتبنى المجتمعات على التكافل والخيرية.

وأوضح اليزيدى أن وثيقة الأخوة الإنسانية تجيب بطريقة عملية حضارية على السؤال عن ما جدوى الحوار بين أتباع الأديان حيث إن محررى الوثيقة لم يكتفوا بالحوار بل تجاوزوه  إلى العمل المشترك والنفعى فى خدمة الإنسان وفى مرضاة الله كما ينص على ذلك منهج القرآن الكريم: «وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان».

وأشاد الأمين العام للمسلمين بألمانيا تضمين الوثيقة تجاوز مفهوم الأقليات إلى مفهوم المواطنة الكاملة ولقد أثلج صدرنا تلك المقاربة التى تبناها المجلس الأعلى للمسلمين فى ألمانيا مند تأسيسه كمؤسسة إسلامية ألمانية فى وسط الثمانينات من القرن الماضى.

وقال اليزيدى لقد أعطت الوثيقة كل ذى حق حقه من أطفال ونساء والأسرة تلك الفئات التى نراها مهددة وتنتهك حقوقها فى عصرنا هذا. كما ركزت الوثيقة على الدعوة للتدين والتمسك بالقيم الدينية التى هى قيم إنسانية بامتياز فالعبد المتدين القريب من ربه تراه أكثر توازنا وخدمة لمحيطه ومجتمعه وليس قنبلة موقوتة كما يحاول أن يصوره البعض.إضافة إلى إبراز رسالة السلام فى الأديان التى تحتاج للنشر والتسويق خدمة للأمن والأمان فى جميع البقاع بل فى وقت وظرف حرج يتم فيه اختطاف الدين من طرف تيارات العنف والإرهاب واستغلاله من أجل الفتنة والإفساد إلى حد أن المتدين أصبح متهما من أجل دينه مطالبا بأن يتبرأ ليل نهار من ما يفعله المجرمون.

هذه الوثيقة التاريخية تحتاج لترجمة ميدانية وعملية على أرض الواقع كما تحتاج لترجمة حرفية إلى جميع لغات العالم وعلى جميع الشرفاء فى العالم تبنيها وتدريسها للأجيال الصاعدة من أجل غد أفضل.

وقال الدكتور عبدالله الديناصورى مستشار وزير العدل والشئون الإسلامية البحرينى أن الأصل فى التعامل أساسه الإنسانية فالله سبحانه وتعالى خلق الناس من أب واحد وأم واحدة ولذلك كلنا أخوة فى الإنسانية وإن اختلفت ألواننا وألسنتنا وأوطاننا وعقائدنا وثقافاتنا قال تعالى «هو الذى خلقكم من نفس واحدة «وقال سبحانه «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا «هذا هو قانون الاخوة المتجذرة بين بنى البشر منذ آدم عليه السلام ومما يؤكد ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتبر الأنبياء جميعا أخوة فقال نحن معاشر الأنبياء أبناء أبونا واحد وأمهاتنا شتى.

وقال الديناصورى: هذا الأصل الذى يجمع جذور شجرة الإنسانية المتفرعة فى أرجاء المعمورة ينبغى أن يغرس فى نفوس جميع البشر لتختفى جميع العدوات وتنهى الحروب ويعيش الناس جميعا فى أمان وسلام ولكن الشيطان وأتباعه لا يريدون ذلك فيخططون للإيقاع بين أبناء الأسرة الإنسانية

وأشاد الديناصورى بما توافق عليه قامتا أكبر الديانات فى العالم صاحب الفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان بالوثيقة التاريخية لتأكيد النهج الوسطى فى الديانات السماوية وهى عمق الفكر الإنسانى الحضارى الراسخ بين المسيحية والإسلام وهى طوق النجاة من الفتن والعداوات والحروب.

إن الوثيقة جمعت بين مقاصد الدين وغاية السلم التى يسعى العالم لتحقيقها إنها صيغة التفاهم الإنسانى الراقى الذى يلخصه العقل والحكمة فهى هدية الحكماء للعالم باسره فشكرا لك شيخ الأزهر المبجل فهذه أخلاقك السامية ونيتك الصافية ورغبتك الأكيدة فى تخليص الإنسانية مما وقعت فيه من عداوات وحروب ودمار لتحاصر الإرهاب والتطرف.

طباعة
كلمات دالة: قمة الإنسانية
Rate this article:
5.0

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg