| 16 أبريل 2024 م

متابعات

علماء وخبراء أمنيون يردون على أكاذيب "السوشيال ميديا"

  • | الأربعاء, 18 سبتمبر, 2019
علماء وخبراء أمنيون يردون على أكاذيب "السوشيال ميديا"

د. جمال الهلفى: الكذب يُوقع المجتمعات فى الفوضى ويثنى عزيمة الأمم عن الجد والعمل

اللواء محمد الغبارى: السيسى أخذ القرارات الاقتصادية الصعبة معتمداً على ثقة الشعب

د. سعد الزنط: انتشار الشائعات سببه غياب «المشروع القومى للوعى»

د. منال مرسى: إسرائيل اللاعب الرئيسى فى الفضاء الإلكترونى.. وعلى الشباب العربى النزول للواقع الأليم

قطع الرئيس عبدالفتاح السيسى الطريق على المتربصين بالوطن بمواجهته للشائعات فى مؤتمر الشباب الأخير عندما تحدث إلى الشعب بشفافية عن بعض الشائعات التى تتردد على وسائل التواصل الاجتماعى وقام بالرد عليها بكل وضوح وصراحة ادراكاً منه لقيمة الثقة التى منحها له الشعب وللقوات المسلحة ليبقى تماسك الشعب ومؤسساته هما الطريق الوحيد لعبور مصر إلى بر الأمان.

يقول الدكتور جمال الهلفى عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بدسوق جامعة الأزهر إن الكلمة فى الإسلام لها قيمة عالية لما لها من صدى فى النفوس وأثر فى القلوب فعدها الشرع أمانة سواء من مُصدرها أو سامعها فعليهما تحرى الصدق ولزوم الحق، والاستيثاق مما ينقل من الأخبار، فالكذب مرض عضال، وأسوأ ما فيه نشره بغرض وقوع المجتمعات فى الفوضى وثنى عزيمة الأمم عن الجد والعمل وتحقيق النجاح، وفتح أبواب الجدال بما يشغل الناس عن تحقيق الرقى والازدهار. وهذا باب من الشر ينبغى الوعى له وغلقه فقد جاء عن معرُوف الْكَرْخِى يَقُولُ: «إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْراً فَتَحَ عَلَيْهِ بَابَ الْعَمَلِ وَأَغْلَقَ عَلَيْهِ بَابَ الْجَدَلِ، وَإِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ شَراً أَغْلَقَ عَلَيْهِ بَابَ الْعَمَلِ وَفَتَحَ عَلَيْهِ بَابَ الْجَدَلِ».

وأشار الهلفى إلى أن الإسلام كان سباقاً فى كشف هذا الزيغ ومعالجته كما جاء فى قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ). فعلى الإنسان التثبت مما يسمعه وعدم الانصياع وراء أفكار هدامة وأغراض مسمومة وأن يتثبت قبل النقل وأن يتحرى الصدق حتى يتجنب الندم. فالله سائل الإنسان عن كل جوارحه ومنها اللسان قال تعالى: (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئولاً) وجاء عن معاذ بن جبل قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنَّا لَنُؤَاخَذُ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ، قَالَ: «ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ مُعَاذُ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟».

وتساءل اللواء محمد الغبارى مدير كلية الدفاع الوطنى الأسبق، عن سبب وجود شائعات فى مصر الآن، وضد من وفى أى إطار تنشر؟ مضيفا أنه لتأصيل تفسير وجود الشائعات لا بد أن نعى أنها وسيلة من وسائل الحرب النفسية، والحروب النفسية احد عناصر حروب الجيل الرابع، ونحن الآن نواجه حروب الجيل الرابع، فبديهى أن تستخدم الشائعات، وتستخدم ضد الناجح وليس الفاشل، ومصر من 2011 إلى الآن مرت بمحاولات عديدة لإحداث الفوضى والفتنة الطائفية الخ.. وكان الجيش هو المتصدى لتلك المحاولات البائسة فى تقسيم مصر فى 25 يناير، وكذلك وقف حائط صد بين الشعب وميليشيات الإخوان فى 30 يونيو، ولذلك تقف القوات المسلحة بقوة فى مواجهة مشروع الشرق الأوسط الكبير الذى يهدف إلى هدم الدولة المصرية، والداعمون لهذا المشروع والصانعون له يعرفون دور الجيش المصرى جيداً فى افشال مخططهم، فهل يقفون متفرجين صامتين نحو دور الجيش؟ الاجابة لا، لذلك سيعملون ليل نهار على افشال الثقة بين الجيش والشعب، ووسيلتهم فى ذلك هى التشكيك فى دور الجيش فى التنمية الشاملة التى تحدث فى مصر، وطبعاً على رأس الجيش رئيس الجمهورية الذى انتخب من الشعب وعبر بالبلاد بعد 30 يونيو من ازمات كبيرة سواء على المستوى الاقتصادى، أو الأمنى، أو الاجتماعى، لذلك عندما توجه الشائعات لا بد أن توجه نحو الجيش ورئيس الجمهورية.

ويؤكد الغبارى أن الرئيس يعى أن الشعب تحمل فى عملية الإصلاح الاقتصادى، ولم يتحمل قبل ذلك فى أحداث واضحة فى 64 عندما رفض رفع سعر الارز، وفى عهد السادات فى أحداث 17 و18 يناير، ثم فى عهد مبارك فى عام 86 ولكن فى عهد السيسى حدثت إجراءات الإصلاح الاقتصادى الاصعب وتحملها الشعب لثقته فى قيادته فإذا حدث لعب فى هذه الثقة فلابد من الرد مباشرة من الرئيس للشعب وهذا ما حدث..

من جهته يرى الدكتور سعد الزنط مدير مركز الدراسات الاستراتيجية وأخلاقيات الاتصال أن التعامل مع ملف الشائعات يجب أن يتم بوعى بمعنى اننا لا نسلم للآخر بما يفعله أو يصنعه حتى لا تنتهى الأمور بوجود أزمة، وعلينا أن نتساءل لماذا هناك شائعات؟ ولماذا تحدث هذه الشائعات ازمات؟ ولماذا تكلفنا مجهودا كبيرا فى الرد عليها، ومحاولة مسح أى صورة ذهنية تبقى لدى المتلقى؟ فإذا كانت هذه هى البداية بمعنى أن وجود الشائعات هو العرَض، فلماذا لا يبحث عن المرض، ولنكن أكثر انفتاحاً، وليكن عند كافة الأجهزة والمؤسسات قدر كبير من الشفافية، فى تقديم كافة المعلومات المطلوبة، كذلك الإعلام عليه تسويق المشروعات التى تتم على ارض الدولة بمصداقية، مع وجود ضبط تشريعى وقانونى لضبط استعمال وسائل التواصل الاجتماعى، إلى جانب وجود مشروع قومى للوعى فى المدارس والجامعات، والمسجد، والكنيسة، والشارع وكل المؤسسات المعنية بإنجاز المشروع القومى للوعى.

ويحذر الزنط من انخفاض مستوى الوعى نتيجة تقاعس المؤسسات تجاه دورها نحو الوطن كلما تعرضنا للشائعات وأصبح لها الاثر الأكبر فى المجتمع، والدول الأجنبية تتعرض للشائعات ولكن الاثر عندهم صغير جداً، وهذا نتيجة ارتفاع مستوى الوعى، ونحن فى مصر إلى الآن لا نرى مشروعا قوميا لرفع الوعى، اللهم إلا وجود بعض المحاولات من المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية ومركز الهناجر ومعهد اعداد القادة بحلوان، وكل هذه المحاولات اثرها قليل، والرئيس عندما تحدث فى واقعة معينة معاتباً الإعلام والصحافة عندما اخذ كل من يشتغل فى هذا الحقل ساتراً وجلس خلفه ينتظر، ولم يأخذوا المبادرة بالرد نتيجة حسابات معينة لديهم هذا الكلام يفسر وجود حلقة مفقودة بين الإعلام والمؤسسات والشعب، ولا بد من سد هذا الفراغ ووصل هذه الحلقة، والحل هو وجود وزير إعلام نابه وواع ليقود مسيرة الإعلام التى تفرقت بين مجالس عدة تفتقد الوعى والمهنية، وأى مواطن من حقه الشكوى والطرح، اما رئيس الجمهورية فعليه القرارات لضبط المجال الإعلامى لتوعية الشعب.

الدكتورة منال مرسى أستاذ الاستشراق والترجمة المساعد بجامعة الأزهر تنبه إلى أن إسرائيل اللاعب الأساسى فى معركة الفضاء الإلكترونى خصوصاً بعد هزيمتها فى 73، واستطاعت أن تستفيد من هذا الفضاء فى إدارة معركتها مع العرب بعد الربيع العربى، فدشنت العديد من الصفحات، والمواقع الإسرائيلية على الإنترنت باللغة العربية، والتى تتنوع ما بين صفحات ومواقع علنية تخدم أهداف التطبيع وتخدع المتلقى العربى وتسعى لتحسين صورة إسرائيل وتروج عنها بصورة مختلفة كاذبة. كما دشنت إسرائيل العديد من المواقع والصفحات الإسرائيلية تحت مسميات وهمية يديرها جنود من الأدمنز فى الجيش الإسرائيلى لمراقبة مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة الخاصة بالعرب وخصصت لهذه المهمة وحدات خاصة، ومن أخطر الوحدات الاستخباراتية العسكرية الإسرائيلية المتخصصة فى مجال التجسس الإلكترونى «الوحدة 8200» وهى وحدة جمع المعلومات الرئيسية للمخابرات الإسرائيلية وتشريحها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.

وتدعو مرسى رواد التواصل الاجتماعى من العرب، وخصوصاً الشباب أن يهبطوا من هذا الفضاء المضلل إلى ارض واقعنا الاليم.. فما زالت شعوبنا العربية تدفع ثمن الحروب فى العراق، وسوريا، واليمن وليبيا، والصومال. وان يعى الشباب العربى أن هدف تلك الحروب إضعاف الدول العربية، وتقسيمها، ونهب ثرواتها لأن المتتبع للشائعات يجد أنها اما شائعات تستهدف الدين، أو الوطن، عبر التشكيك فى الثوابت الدينية ومؤسسات الدولة وخاصة المؤسسة العسكرية بجانب تزييف الحقائق، ونشر الكراهية، وبث الفتن، وتأجيج الصراعات السياسية والطائفية، والعمل على نشر حالة عدم الرضا بين أفراد المجتمع ودوامها والمحصلة النهائية لذلك هى تفكيك كيان الدول العربية المتهالك الآن لتبقى إسرائيل وحدها الدولة الأقوى فى مشروع الشرق الأوسط الكبير.

طباعة
الأبواب: متابعات
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg