4 درجات عادت إلى "عبد الرحمن" فتقدم موكب المتفوقين
الأوائل : تطوير المناهج وحذف الحشو .. ساعدنا على التفوق
الوافدون: نهدي تفوقنا للقائمين على البعوث الإسلامية
كان المشهد رائعا ، تحفه الملائكة ، حيث يتواجد علماء كبار ، وطلاب علم تعاقدوا مع التفوق ؛ فحصدوا المراكز الأولى بجهدهم وعرقهم وسهر الليالي .. وأضيئت قاعة الإمام محمد عبده بأنوار وجوه أسر وعائلات المتفوقين .. الذين حلقوا مع أبنائهم في سماوات الفرحة بالتفوق وحجز المراكز الأولى في نتائج امتحانات الثانوية الأزهرية .
قاعة الإمام محمد عبده استضافت حفل تكريم الأوائل ، وأجمل مافيه كان مشهد الطالب عبد الرحمن إبراهيم محمد مطاوع وهو يعبر عن فرحته المضاعفة بقبول التظلم الذي حصل بسببه على أربع درجات جعلته يحصد المركز الأول ـ مكرر ـ مشدداً على أن الحق في الأزهر الشريف لا يمكن أن يضيع.
وكان فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أناب فضيلة الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف لتكريم أوائل الشهادة الثانوية الأزهرية، بحضور الدكتور أبوزيد الأمير رئيس قطاع المعاهد الأزهرية والدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر.
في البداية، رحب الدكتور أبوزيد الأمير رئيس قطاع المعاهد الأزهرية بالمتفوقين وهنأ أولياء أمورهم، ناقلاً تحيات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر للمتفوقين، وقال إن الفخر الأكبر للطلاب هو الانتماء إلى أقدم وأعرق المؤسسات العلمية والتعليمية في العالم العربي والإسلامي الأزهر الشريف قبلة العلم منذ أكثر من عشرة قرون بمنهجه الوسطي القائم على الاعتدال، متطلعاً أن يواصلوا مسيرة علماء كتب التاريخ أسماءهم بحروف من نور العلم وقوة الإيمان ودفء الوطنية، على درب الخراشي والأئمة: محمد عبده، والمراغي وفضيلة الدكتور أحمد الطيب.
وأضاف الأمير أن التفوق سهل للطالب المجتهد، لكن الحفاظ عليه صعب ، مبدياً ثقته في مواصلة التفوق في التعليم الجامعي بالعلم والبحث والجد والاجتهاد في المذاكرة، وعدم إهدار الوقت في المرحلة الجامعية لحمل رسالة الوسطية ونشر دعوة الحق بالسلوك الطيب وخدمة الدين والوطن، مطالبهم أن يكونوا قدوة للزملاء، موجهاً رسالة إلى أولياء الأمور: "ما فعلتموه مع أبنائكم يسجل في صحيفة أعمالكم ونسأل الله أن يجزيكم خيرا بفضل ما قدمتم"، موضحاً أن الطالب عبدالرحمن ابراهيم محمد تقدم بطعن علي النتيجة ، وكانت توجيهات الإمام الأكبر حاسمة بالاهتمام بشكوى الطالب واتضح أحقيته في أربع درجات جعلته الأول على القسم العلمي، وكلف فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب فضيلة الدكتور شومان وكيل الأزهر أن يكرم الطالب تكريما خاصا ليثبت الأزهر أن أي طالب له أدني حق سوف يأخذه.
تعدد الآراء
وقال الدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر إن حضوره لتكريم طلاب الثانوية الأزهرية جاء للترحيب بهم في جامعة الأزهر، موجهاً التهنئة للذين سهروا وانفقوا حتى يأتي يوم الحصاد الذي يحصدون فيه أحسن الثمار، موجهاً شكره للمعلمين والمعلمات الذين حرصوا على غرس تعاليم قلعة الوسطية في الطلاب، وأن تكريمكم في قاعة الإمام محمد عبده التاريخية، إنما هو لتذكيركم بأعلام الأزهر ومشايخه من أول الشيخ الخراشي الذي يعد أول من قاد الأزهر ولقب بشيخ الأزهر، لافتاً إلى أن الأزهر مؤسسة تعلم الوسطية والاعتدال، ما يقرب من 1500عام وتنتمي إلى ثقافة الازهر التي تمتد إلي 1034عاما، وأن هذا التاريخ العظيم لا يمكن أن يزايدكم عليه أحد في الدنيا، قائلاً لهم: "فلتفرحوا وليفرح أبائكم أنهم نسبوكم إلى الأزهر الشريف وتاريخ مجيد من الثقافة المتنوعة التي تعرف الاختلاف وتعدد الآراء في المذاهب الفقهية ولا يوجد إلا منة الله على مصر ووجود الأزهر الشريف فيها.
مواجهة السلبيات
ووجه الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر التهنئة للطلاب وأولياء الأمور قائلاً إنَّ هذا التكريم يعد الثاني للطلاب بعد اتصال فضيلة الإمام الأكبر بهم قبل إعلان النتيجة الشهر الماضي وتهنئتهم بالتفوق في سابقة لم تحصل من قبل في تاريخ الأزهر، مناشداً الطلاب بضرورة الاستمرار على أدائهم المتميز ليتم تكريمهم وهم أوائل على كلياتهم في الجامعة لأن الاجتهاد هو السبيل إلى المجد، مشيراً إلى أن الاجراءات التي اتخذها الأزهر لتطوير العملية التعليمية ومواجهة ظاهرة الغش بدأت تؤتي ثمارها بعدما ارتفعت نسبة النجاح هذا العام إلى 41.95% تقريبًا مقابل 28.1 %العام الماضي، لافتًا إلى أن قيادات الأزهر لم تنزعج العام الماضي عندما كانت نسبة النجاح منخفضة، لأنها جاءت نتيجة طبيعية في ظل الإجراءات الحازمة لضبط العملية التعليمية، فالمنصفون قرأوها كما رأيناها كبداية الاصلاح الحقيقي والمواجهة لسلبيات توارثها الناس مدة عقود متتالية.
طريق الإصلاح
وعن ارتفاع النسبة المئوية في النتيجة هذا العام، أوضح شومان أن النجاح والتفوق يأتي من خلال الدأب والمثابرة، كي تستمر النتيجة في التصاعد بالسنوات المقبلة بعد تطبيق هذه الآلية التي طبقت في المرحلة السابقة، بداية من المراحل التمهيدية التي تم استحداثها في الأزهر وصولاً إلى الشهادة الثانوية، مشدداً على أن الأزهر لن يهدأ حتى تمحو ثقافة الغش من جميع المنتسبين إلى الكيان الشريف، كبداية للإصلاح الحقيقي والقضاء على السلبيات والمعوقات، موضحاً أن الأزهر يسير وفق استراتيجية واضحة لإصلاح التعليم من المرحلة الابتدائية حتى الجامعة وما يطبق على طلاب الشهادة الثانوية من إجراءات لضبط العملية التعليمية سيتم تطبيقه على طلاب الصف الأول الابتدائي، كي نبني جيلا من الشباب لا يعرف للغش طريقًا ونُخرِّج أجيال قادرة على بناء الوطن وخدمة المجتمع للمضي في طريق الاصلاح حتى يعود التعليم الأزهري إلى أمجاده ويتحول من تقليدي إلى متميز يحتذى به في العالم الإسلامي كله، لأن كل ما يبذل في الأزهر الشريف من أجلكم ، مبدياً سعادته بحصول الطالب عبدالرحمن إبراهيم محمد من محافظة كفر الشيخ على أربع درجات جعلته يتساوى مع الطالب الحاصل على المركز الأول للقسم العلمي في الشهادة الثانوية الأزهرية ورد اعتباره، مؤكدًا معاقبة المصححين وكل من تسبب في هذا الأمر وتحويلهم إلى التحقيق رغم أن الخطأ البشري وارد.
فرحة الطلاب
شمل التكريم جوائز عينية ومادية للأوائل، وقال الطالب أحمد سعيد أحمد حسانيين معهد الاسماعيلية ثاني الثانوية الأزهرية أدبي إن المولى لا يهدر مجهود المجتهد، مثمناً دور أهله الذين علموه الاستذكار أولاً بأول منذ مراحل التعليم الأولى، مشيراً إلى أن التكريم الحقيقي يكمن في رؤية فرحة الأهل، موجهاً الشكر لمسئولي الأزهر على اهتمامهم بتكريم الطلاب الأوائل بهدف تحفيز الآخرين على التفوق.
تطوير المناهج
وأضاف الطالب أحمد محمد عبدالوهاب الثاني مكرر علمي في معهد محمد رجب بالغربية أنه يشعر بإحساس طيب للتكريم في قاعة الإمام محمد عبده، موضحاً أنه كان يذاكر المواد الشرعية أولاً بأول، وأن التركيز أثناء الاستذكار عامل أساسي وهام لتحقيق التفوق، موضحاً أن ما ساعده على التفوق تطوير المناهج من حيث الشكل والمضمون وحذف الحشو في المواد الشرعية.
وابدى الطالب أحمد محمد السقا معهد سيبس الملح دسوق كفر الشيخ ثالث علمي شعوره بالفخر لحصوله على هذا المركز نتيجة المحافظة علي عدم ضياع الوقت وتنظيمه والمذاكرة بانتظام وعدم إهمال مواد على حساب أخري.
وأهدي الطالب أحمد السيد حلمى متولى البرعى الأول بالثانوية الأزهرية "الشعبة الإسلامية"، من محافظة الدقهلية بمعهد المتفوقين بتفهنا الأشراف النجاح والتفوق إلى والده ووالدته، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب ووكيل الأزهر الدكتور عباس شومان ورئيس قطاع المعاهد الأزهرية الدكتور أبوزيد الأمير، مبدياً سعادته لاتصال شيخ الأزهر به لتهنئته بما يدفعه لمواصلة التفوق والنجاح ويدل على تقدير الأزهر للطلاب المتفوقين بما يدفعهم لمواصلة العطاء والمضي قدماً على درب العلماء.
إصرار وعزيمة
وأشار أحمد ناصر عبدالمعز الحاصل على المركز الأول بالثانوية الأزهرية ادبي مكفوفين بن معهد دملو الأزهري بمحافظة القليوبية إلى أن محادثة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر شريف كبير، خاصة عندما قال له: "انت متميز ويجب ان تواصل على هذا الدرب"، ما جعل هذه الكلمات لها واقع السحر في نفسيته وزاده عزة وفخرا بالدراسة في رحاب الأزهر الشريف ، موضحاً أن إن الاعاقة لا تقف على انطلاق أبناء الأزهر الذين يقهرون كافة أنواع الصعاب مهما كانت حتى ولو كانوا مكفوفين فقد حبا الله هؤلاء بنعم واخذ منهم آخرين لكن الاصرار والعزيمة والايمان بقضاء الله وقدره كنز يغفل عنه الكثيرون إلا أصحاف الأهداف النبيلة.
وتحدث الطالب أسعد الزمان بن محمد المركز الثالث أدبي مدينة البعوث الإسلامية من دولة بنجلاديش عن تفوقه في الثانوية الأزهرية وافدين أنه جاء إلى مصر على نفقته الخاصة حبا في الدراسة في الأزهر الشريف، مطالباً الطلاب بالنجاح والتفوق والالتزام والمواظبة على حضور الدروس واستغلال كافة أنواع الدعم المقدم من الكيان الشريف لصالح التفوق.
الصلوات والطاعة
وشكر عبدالحنان المركز الرابع بالشهادة الإعدادية من دولة بنجلاديش القائمين على قلعة الوسطية، لتزويد الطلاب بما ينفع وتوفير الامكانيات التي تساعد على نشر الاسلام المعتدل في شتى أنحاء العالم، لتوفير الامكانيات التي تساعد على نشر الإسلام المعتدل في بلادنا، موجهاً الشكر للقائمين على الأزهر وكافة الأساتذة في المعهد لمعاملتهم الطيبة.
وقالت الطالبة أمنية علام مسعود عمار معهد محلة منوف الغربية الرابع مكرر علمي إن من أسباب تفوقها حفظ القرآن والمحافظة على الصلوات في أوقاتها وطاعة الأبوين وحدت هدفها في الوصول إلى التفوق، مشيرة إلى أن تنظيم الوقت سر التفوق، والمضي قدماً وراء تحقيق حلم التتويج كان دافعاً لها إلى الأمام.
وطالبت هاجر يوسف عبيد الرابعة علمي الغربية بأن يشمل تكريمهم أداء مناسك العمرة وشكرت كل من ساعدها على التفوق والوصول إلى التكريم الذي يدفعنا لمزيد من الجد والاجتهاد مستقبلاً.
متابعة: مصطفى هنداوي