- الأزهر كان له دور مهم فى تعزيز ثقافة التسامح لدى رواد المعرض
- الإقبال كان شديداً على معرض الكتاب رغم انتشار النشر الإلكترونى
- قمنا بتطوير وزيادة النشاط الثقافى داخل الأجنحة الخاصة بهيئة الكتاب
امتزجت رائحة الورق بالحماس الفكرى فى أروقة معرض القاهرة الدولى للكتاب، وشهدت الدورة 56 المنقضية قصصاً لا تُحصى عن الشغف بالمعرفة والتقاء الحضارات عبر صفحات الكتب، كان منصة حيّة تحتفى بالفكر والإبداع، وتعكس نبض الثقافة المصرية والعربية فى مواجهة تحديات العصر، عكس تجسيد رؤية تُؤمن بأن الكلمة كانت وما زالت حجر الأساس لأى نهضة فكرية، ليدور التساؤل فى هذا العام عن الأعوام السابقة.. كيف تطورت هذه التظاهرة الثقافية؟ وكيف يُمكنها الصمود أمام التحولات الرقمية والرهانات المستقبلية؟
"صوت الأزهر"، حاورت الدكتور أحمد بهى الدين، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، لنقترب معه أكثر من كواليس التحضير، ونستكشف الجهود المبذولة التى حقّقت تجربة أكثر تميزاً للزوَّار، كما ناقشت التحديات التى واجهت الهيئة العامة للكتاب ومستقبل النشر فى ظل تسارع التكنولوجيا، ودور الأزهر الشريف فى إثراء رحلة المعرفة، نغوص فيها لمراقبة صناعة هذا المشهد الثقافى، لنفهم كيف يُمكن للمعرض أن يظل منارةً للقراءة والتنوير فى عالم مُتغير؟
- بذلت الهيئة جهداً كبيراً فى تحضيرات معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ56.. ما أبرز التحديات التى واجهتموها هذا العام؟
أهم التحديات التى تواجه الهيئة العامة للكتاب فى تنظيم معرض القاهرة هو كيفية تطويره سنةً عن الأخرى، وهذا تحدٍ مهم جداً، أن يكون المعرض متقدماً سواء فى الرؤية أو أن يكون فيه عدد كبير من الناشرين، وكيف يتحوَّل من الشكل التقليدى إلى الشكل غير التقليدى.
- حمل المعرض هذا العام شعار "اقرأ.. فى البدء كان الكلمة"، كيف عكس هذا الشعار توجهات الهيئة ودورها فى دعم الثقافة والمعرفة؟
هذا الشعار كان اختيار اللجنة الاستشارية العليا لمعرض الكتاب، ودارت مناقشات على مدار أشهر طويلة جداً، وكان هناك انحياز إلى فكرة المكوّن المصرى الروحى أو الثقافى الذى يجمع بين التنوع الثقافى المصرى، وفى الوقت نفسه يقرأ المستقبل من خلال شخصية الدكتور أحمد مستجير؛ فنحن عندما ننطلق للمستقبل يجب أن ننطلق ولدينا ركيزة أساسية من الهوية والثقافة.
- شهدت الدورات الأخيرة للمعرض تطورات واضحة من حيث التنظيم والمساحة لدور النشر والفعاليات.. ما الجديد الذى تم تقديمه هذا العام؟
قمنا بتطوير وزيادة النشاط الثقافى وعدد الأنشطة الثقافية، سواء عن طريق زيادة عدد قاعات الأنشطة، أو داخل الأجنحة الخاصة بهيئة الكتاب.
- استقطب المعرض هذا العام أكثر من 1300 دار نشر من 80 دولة.. كيف نجحتم فى تعزيز المشاركة الدولية؟
هذا يتم على مدار العام بالتعاون مع مؤسسات كثيرة جداً وطنية ومصرية، بالإضافة إلى أن كل دورة ينجح فيها معرض القاهرة الدولى للكتاب تؤدى إلى الثقة فيه من قِبل الدول المتابعة.
- تُمثّل مبادرة المليون كتاب خطوة مهمة فى دعم المعرفة.. هل هناك خطط مستقبلية لتوسيع هذه المبادرة؟
-مبادرة المليون كتاب هى مبادرة الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، أراد أن يطلقها فى وقت المعرض بالتزامن مع معرض القاهرة للكتاب، وهو يعد لها منذ فترة طويلة جداً، وهى ليست متعلِّقة بمعرض الكتاب فقط، ولكن إطلاقها أثناء معرض الكتاب كان بداية لاستمرارها فى فترات أخرى قادمة.
- مع التطور الرقمى وانتشار الكتب الإلكترونية.. هل هناك خطط لدى الهيئة لتعزيز النشر الإلكترونى كوسيلة لنشر القراءة؟
النشر الإلكترونى والنشر الورقى لا بد أن يسيران على قدمٍ واحدة، ورغم انتشار النشر الإلكترونى، فأن هناك إقبالاً شديداً على معرض الكتاب هذا العام وعلى الكتب الورقية، ورؤية الهيئة هو البدء فى تطوير النشر الإلكترونى إلى جانب النشر الورقى، وبالنسبة للكتاب الصوتى، فإن أى وسيلة من الممكن أن تحمل معرفة هو أمر جيد، لأن تنوع الوسائل يُسهم بشكل كبير فى تنوع المعارف.
- يشارك جناح الأزهر الشريف فى المعرض للعام التاسع على التوالى.. ما رأيكم فيما يُنتجه؟
جناح الأزهر هو جناح مهم للغاية، وهو جناح تنويرى يُعبِّر عن مؤسسة دينية وسطية مصرية استطاعت أن تكون منتشرةً فى جميع أنحاء العالم بقيمها السمحة وطبيعتها وتعاليمها، وجناح الأزهر مبنى فى هذا المعرض على شكل الجامع الأزهر فى إشارة رائعة لأن يكون مصغراً من الجامع الأصلى، وهذا له دور مهم فى تعزيز ثقافة التسامح لدى زوار دول العالم كافة، بالإضافة إلى محاربة الأفكار المتطرفة وتعزيز قيمة الوسطية، ونحن سعداء كل عام بنشاط الأزهر فى معرض الكتاب والبرامج المختلفة التى يُقدّمها، وهناك أخبار جيدة جداً بصدد الإعلان عنها بخصوص التعاون بين الأزهر الشريف والهيئة المصرية العامة للكتاب.
- كيف تُسهم الهيئة فى حماية حقوق الملكية الفكرية.. هل هناك تعاون مع جهات قانونية لمكافحة قرصنة الكتب؟
مؤتمر الملكية الفكرية فى معرض الكتاب هذا العام هو تجسيد لحماية الدولة المصرية لحقوق الملكية الفكرية بشكل عام، والمؤتمر الذى عقدناه فى هذه الدورة يُعدُّ مؤتمراً مهنياً المقصود منه فى الأساس جميع الناشرين والمشتغلين فى صناعة النشر والتوعية بحقوق الملكية الفكرية فى زمن الذكاء الاصطناعى، خصوصاً وأن زمن هذا الذكاء يحتاج تشريعات كثيرة من أجل أن يحافظ على المعرفة، هذا المؤتمر جاء بالتعاون مع الاتحاد الدولى للناشرين ومجموعة من الاتحادات الدولية.