| 01 مايو 2025 م

متابعات

"أكاديمية الأزهر العالمية".. قلعة لتعزيز الوسطية فى عهد الإمام الطيب

د. المحرصاوى: تعمل وفق رؤية استشرافية من الإمام الأكبر بهدف توسيع نطاق التدريب والتأهيل للأئمة

  • | الثلاثاء, 25 مارس, 2025
"أكاديمية الأزهر العالمية".. قلعة لتعزيز الوسطية فى عهد الإمام الطيب

 

د. حسن الصغير: رسالتها إعداد دعاة قادرين على نشر تعاليم الإسلام الصحيحة والتصدى للأفكار المتطرفة

د. عبد المنعم فؤاد: حلقة وصل بين الأزهر وأبناء العالم الإسلامى.. والإمام الطيب يتابع مناهجها بدقة

 

انطلاقاً من الدور المحورى للأزهر الشريف فى نشر مبادئ الدين الإسلامى الوسطى المعتدل فى أنحاء العالم، أنشأ "أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ وباحثى الفتوى"، فى عهد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، عام 2018، بهدف تدريب الوعاظ والواعظات وأعضاء لجان الفتوى، فضلاً عن تدريب الأئمة والدعاة الوافدين من جميع أنحاء العالم ومبتعثى الأزهر الشريف، لتنمية مهاراتهم البحثية والفكرية من خلال نماذج عملية وتطبيقية تتواكب مع تطورات العصر، وضبط الفتاوى من الفوضى التى لحقت بها عبر مواقع التواصل الاجتماعى.

 

يقول الدكتور محمد المحرصاوى، رئيس أكاديمية الأزهر العالمية، إنه فى إطار العناية الفائقة التى يُوليها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، لتأهيل الدعاة والخطباء، وتمكينهم من أداء رسالتهم الدعوية على الوجه الأكمل، تشرَّف بتكليف كريم من فضيلته برئاسة أكاديمية الأزهر العالمية، التى تمثِّل صرحاً علمياً وتدريبياً رائداً يُسهم فى إعداد أئمة وخطباء ودعاة مؤهلين لمواكبة التحديات المعاصرة، ونشر الفكر الوسطى المستنير الذى يعبّر عن منهج الأزهر الشريف.

وأشار المحرصاوى إلى أن أكاديمية الأزهر العالمية تسعى إلى تحقيق رؤية الأزهر الشريف وفضيلة الإمام الأكبر فى تعزيز الخطاب الدينى الوسطى، وتأهيل الأئمة والدعاة، سواء داخل مصر أو خارجها، بما يواكب المستجدات ويواجه الفكر المتطرف بالحُجة والبرهان، كما تركز الأكاديمية على تنمية مهارات الدعاة والخطباء فى مختلف المجالات، سواء ما يتعلق بالجوانب العلمية والشرعية، أو المهارات الإعلامية والتواصلية، التى تمكّنهم من أداء دورهم بفاعلية فى مختلف البيئات والثقافات.

ونوّه إلى أن الأكاديمية تعمل وفق رؤية استشرافية من فضيلة شيخ الأزهر منذ إنشائها فى عهده "الطيب" بمشيخة الأزهر، بهدف توسيع نطاق التدريب والتأهيل، عبر تطوير المناهج والبرامج التدريبية، والاستفادة من الوسائل التكنولوجية الحديثة فى إعداد المحتوى التعليمى، وتوفير منصات إلكترونية تتيح الاستفادة من البرامج التدريبية للأئمة والدعاة فى مختلف دول العالم وأنها ستظل وفيةً لرسالتها فى إعداد وتأهيل الدعاة، انسجاماً مع توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الذى يحرص دائماً على دعم جهود تطوير الخطاب الدينى، وإعداد جيل من الدعاة والخطباء يكون قادراً على حمل أمانة الدعوة، ونشر تعاليم الإسلام الصحيحة فى مختلف أنحاء العالم، بروح من الانفتاح والتسامح واحترام الآخر.

 

وأكد المحرصاوى أن الأكاديمية تحرص على تأهيل الداعية ليكون شخصية موسوعية شاملة قادرة على التعامل مع مختلف القضايا المجتمعية والتحديات الراهنة، ومن هذا المنطلق، نظمت الأكاديمية العديد من البرامج والحقائب التدريبية المتخصصة، التى تجاوز عددها أكثر من 40 برنامجاً تدريبياً، يتم تنفيذها بعد تحكيمها من قبل نخبة من الأساتذة الأكاديميين والعلماء والخبراء المتخصصين، لضمان تحقيق أعلى مستويات الجودة قبل تطبيقها عملياً من خلال الأئمة والدعاة والوعاظ.

كما أشار رئيس الاكاديمية إلى أنه إيماناً بأهمية التكامل بين الجوانب العلمية والثقافية، تحرص الأكاديمية على تنظيم العديد من الأنشطة الثقافية والترفيهية، التى تتيح للأئمة الوافدين التعرُّف على الحضارة الإسلامية والمصرية العريقة، وتعزِّز لديهم مفهوم الانفتاح الثقافى وقيم الحوار والتعايش، وفى هذا الإطار، تنظم الأكاديمية زيارات ميدانية للعديد من المعالم التاريخية والدينية، مثل المتحف المصرى، والأهرامات، ومسجد عمرو بن العاص، ومسجد أحمد بن طولون، والكنيسة المعلقة، بالإضافة إلى زيارة جامعة الأزهر، التى تُعد من أعرق المؤسسات العلمية الإسلامية فى العالم، فضلاً عن زيارة دار الإفتاء المصرية، وهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ومرصد الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، وغيرها من المزارات الأخرى، للتعرُّف على دور الأزهر فى الفتوى والتوعية الفكرية والتصدى للأفكار المتطرفة.

وأضاف أن هذه الأنشطة لا تهدف فقط إلى الترفيه، بل تسهم فى ترسيخ القيم الإنسانية المشتركة، وتعزيز وعى الأئمة الوافدين بأهمية الحفاظ على التراث الإنسانى، واحترام التنوع الثقافى، والتأكيد على مبدأ قبول الرأى والرأى الآخر، وهى مبادئ تتماشى مع رسالة الأزهر فى نشر التسامح والتعايش السلمى بين مختلف الشعوب والثقافات.

وأكمل رئيس الأكاديمية أنه بتوجيهات كريمة من فضيلة الإمام الأكبر، حرصت الأكاديمية على تأهيل وتدريب خريجى وخريجات جامعة الأزهر الشريف، بهدف إعدادهم وتأهيلهم وصقل مهاراتهم الدعوية، وتعزيز قدراتهم فى التعامل مع مختلف القضايا المجتمعية بأسلوب علمى ومنهجى يعكس وسطية الإسلام وسماحته، وتأتى هذه الجهود فى إطار دعم مسيرة الأزهر الشريف فى إعداد جيل جديد من الدعاة والداعيات، يكون قادراً على نشر تعاليم الدين الحنيف بروح من الاعتدال والحكمة والتواصل الفعّال مع مختلف فئات المجتمع.

 

من جهته أشار الدكتور حسن الصغير، رئيس الأكاديمية السابق، إلى أن أكاديمية الأزهر تمثِّل صرحاً علمياً وتدريبياً رائداً يهدف إلى إعداد وتأهيل الدعاة والأئمة، وفق منهجية علمية تضمن ضبط عملية الفتوى، وتمكينهم من التعامل الفقهى مع القضايا المجتمعية المختلفة، بما يعكس وسطية الأزهر الشريف.

وأكد الصغير أن الأكاديمية حرصت منذ إنشائها على تقديم برامج متخصصة فى الفتوى، وتأهيل الأئمة داخل مصر وخارجها، عبر دورات تجمع بين التأصيل العلمى والتطبيق العملى، ليكون الداعية قادراً على مواجهة التحديات الفكرية المعاصرة، والتفاعل بوعى مع مستجدات الواقع.

وأشار إلى أن برامج الأكاديمية شملت تدريب الدعاة على مهارات الخطابة والإقناع، وفنون الحوار والمناظرة، وتنمية وعيهم بالقضايا الفكرية والاجتماعية، مع التركيز على تعزيز دورهم المجتمعى، بما يمكّنهم من أداء رسالتهم الدعوية بفاعلية وتأثير.

وأضاف أن الأكاديمية تواصل رسالتها فى إعداد جيل من الدعاة المؤهلين، القادرين على نشر تعاليم الإسلام الصحيحة، والتصدى للأفكار المتطرفة، بما يعزِّز دور الأزهر الشريف كمرجعية علمية وفكرية عالمية.

 

ويقول الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الرواق الأزهرى، رئيس الأكاديمية الأسبق، إن أكاديمية الأزهر العالمية تفتح أبوابها لخريجى الأزهر ولغيرهم من أبناء العالم الإسلامى، ولذلك تم تسميتها بالأكاديمية العالمية، حيث يأتى إليها الناس من كل فج عميق، ودورها تقديم المنهج الوسطى الذى يحمله الإسلام، وتبيين سماحة الإسلام، ومحاربة التطرف والغلو والإرهاب.

وبيَّن فؤاد أن من ضمن مناهج الأكاديمية أدب الحوار فى الإسلام، وتخريج المفتى المعاصر، الذى يتصدى للقضايا الفقهية المعاصرة ويعرف فقه المآلات ويفهم فقه الواقع ويجتهد حسب النصوص الشرعية التى يقول بها العلماء المعتبرون فى التراث الإسلامى.

وأكد أن الأكاديمية حلقة وصل بين الأزهر الشريف وأبناء العالم الإسلامى من الدعاة والوعاظ والباحثين، ولذلك ترسل إلينا الدول كل عام فريقاً من المفتين والوعاظ ليتلقوا دورة تدريبية فى كيفية التعامل مع الخطاب الدينى فى الواقع المعاصر، والقضايا التى تهم المجتمعات الغربية والشرقية مثل المواطنة والتطرف والإرهاب والتعامل مع أصحاب العقائد والأفكار الأخرى بأدب واحترام كما علمنا الإسلام.

وأوضح الدكتور عبد المنعم أن فضيلة الإمام الأكبر فى كل مرة يقابل فيها السفراء والأمراء يعطى فكرة عن الأكاديمية، كما يُقدم تسهيلات للدول التى ترغب أن ترسل أبناءها إلى الأزهر ليستفيدوا مما تقدمه الأكاديمية، ففضيلة الإمام يتابع الأكاديمية وموادها ومناهجها ويتابع السلم التعليمى فيها بدقة.

هبه نبيل

طباعة
كلمات دالة: اليوم الطيّب
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2025 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg