| 03 مايو 2024 م

حوار مع

رئيس جامعة الملك فيصل بتشاد لـ«صوت الأزهر»: الأزاهرة يساهمون فى نهضة العمل الدعوى ببلادنا

  • | الإثنين, 5 ديسمبر, 2016
رئيس جامعة الملك فيصل بتشاد لـ«صوت الأزهر»: الأزاهرة يساهمون فى نهضة العمل الدعوى ببلادنا

أوضح الدكتور عبدالله بخيت صالح رئيس جامعة الملك فيصل بجمهورية تشاد، أن هناك تعاونا وثيقا بين تشاد والأزهر الشريف، وأن المصريين المبتعثين من الأزهر ساهموا فى نهضة العمل الدعوى بالبلاد.

وأضاف بخيت فى حواره لـ«صوت الأزهر» أن تصحيح صورة الإسلام فى الغرب يأتى عن طريق تضافر الجهود من أجل وضع إستراتيجية إعلامية تزيل هذا التشويه.

  هل هناك تعاون بينكم وبين الأزهر الشريف؟

- نحظى بتعاون وثيق من قبل الأزهر الشريف، حيث وافق المصريون منذ العصور الوسطى على بناء أروقة ومرافق تشادية بالقاهرة، ويثبت ذلك ما قام به سلطان مملكة كانم «دونامة دابالامى 1221 - 1259م» أعظم ملوك مملكة كانم الإسلامية من بناء رواق لطلاب العلم الشرعى، كما أن الحجاج كانوا ينزلون فى هذا الرواق، وقد أوقف لذلك أموالاً طائلة، بالإضافة إلى رواق صليح الذى بناه بالقاهرة سلطان مملكة دار وداى الإسلامية ليؤدى نفس الغرض، كما أن هناك تعاونًا كبيرًا بين تشاد والأزهر الشريف، فقد بعث الأزهر الشريف منذ عام 1979م أول بعثة أزهرية إلى مدينة أنجمينا، وضمت أئمة مساجد ودعاة وأساتذة جامعات وأطباء قاموا بأداء رسالة نبيلة، وتعد البعثة الأزهرية فى تشاد أكبر بعثة تعليمية ودعوية وثقافية مصرية لبلد واحد على مستوى العالم، إذ بلغ عدد المصريين المبتعثين من الأزهر فى تشاد نحو 150 فرداً فى عام 2007م ساهموا ويساهمون فى بناء النهضة الدعوية بالبلاد. 

 ماذا عن التعليم الإسلامى فى تشاد؟

- التعليم الإسلامى يبدأ من مراحل عمرية مبكرة، حيث يدرس التلاميذ فى المراحل الأساسية فى مدارس عربية إسلامية نظامية تقوم بتأهيل النشء فى اللغة العربية والدراسات الإسلامية، فى مختلف المستويات، ومنها مركز الملك فيصل الإسلامى الذى يضم مدرسة متكاملة حتى الثانوية، والمركز الإسلامى للقونى درديمه، والمركز الإسلامى الكويتى، وثانوية السلام الأزهرى بأنجمينا، ومعهد أم سويقو العلمى الإسلامى، ومعهد بستان العارفين، ومدرسة روضة الأحباب، ومدرسة حديقة الأنوار بمدينة أبشة، وغيرها، وبالتالى ازدهرت المدارس العربية وتطورت من حيث الكم والكيف خلال العقود الخمسة الأخيرة بحيث صارت فى تشاد نحو 300 مدرسة عربية وإسلامية نظامية معترف بها من قبل وزارة التربية الوطنية إلى جانب عدد مماثل من المدارس الإسلامية غير النظامية.

 ما تقييمك لدور الإفتاء والمؤسسات الدينية فى بلادكم؟

- المؤسسات الدينية مبنية على التيسير على الناس فى الإجابة على التساؤلات والأحكام التى يستفتون عنها، قال تعالى: «وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ» وللإفتاء دور كبير فى حياة الشعب التشادى المسلم فى غالبيته انطلاقًا من قوله تعالى: «فَاسْألُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ»، كما توجد إدارة تحت مسمى إدارة الإفتاء بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بجمهورية تشاد، فهى الجهة الرسمية المعترف بها من قبل الدولة لإصدار الفتوى.

 هل تتلقى جامعة الملك فيصل دعما من الدول العربية؟

- نتلقى دعمًا كبيرًا من قبل الدول العربية تجاه تشاد بصفة عامة وجامعة الملك فيصل بتشاد بصفة خاصة، من خلال دعم الدول العربية للتعليم العربى والإسلامى بصورة واضحة دون كلل أو ملل على مدار نصف قرن كامل، وما زالت تقدم المزيد من الدعم حتى هذه اللحظة، فنحن أكثر مؤسسات التعليم العربى والإسلامى حظًا بالدعم والمساندة العربية.

 فى رأيك.. كيف نصحح صورة الإسلام فى الغرب؟

- تصحيح صورة الإسلام لن تكون إلا عن طريق تضافر الجهود من أجل وضع إستراتيجية إعلامية بعيدة المدى تزيل الصورة المشوهة عن المسلمين فى الغرب، بالدعوة السلمية التى تستخدم فيها الحجة القوية والأدلة الدامغة التى تبين سماحة الإسلام وسلاسته مصداقًا لقوله تعالى: «ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِى هِيَ أَحْسَنُ» وكذلك قوله تعالى: «وَلا تَسْتَوِى الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِى هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ».

كيف تفسرون انتشار الفتاوى الشاذة؟

- اعتقد أن انتشار الفتاوى الشاذة من المسائل التى تعم بها البلوى فى هذا الزمن، وقلما تسلم منها دولة من الدول، ويرجع أسبابها إلى تفشى الأمية والجهل فى أوساط بعض المجتمعات الإسلامية وقصور التعليم الشرعى فى المدارس والمؤسسات التى تقوم بتربية الأجيال وتعليمهم أمور دينهم من جانب، وضعف المؤهلات عند كثير من المفتين وافتقادهم إمكانات الفتوى من الناحية العلمية من جانب آخر، فهناك من يفتى اليوم دون توفر شروط المجتهد فيه لقلة إطلاعه على كتب الفقه وأصوله وعدم الإلمام بفقه الواقع، فينبغى ألا تكون الفتوى فردية بل تكون هناك مرجعية فقهيه فى الفتوى لدراسة كل الجوانب المتعلقة بالقضية موضوع الفتوى، وللدول دور كبير فى تنظيم ذلك.

 هناك من يطالب بتوحيد الفتوى فى الدول الإسلامية.. ماردك؟

- توحيد الفتوى والرجوع إلى مرجعية واحدة ليس أمرًا مستحيلاً، ولكن من حيث التطبيق فيه شىء من الصعوبة فى وقتنا الحاضر، نظرًا لاختلاف المذاهب بالدول الإسلامية والعربية حيث تظهر الاختلافات الواضحة للمذاهب، وكذلك السنية من حنفية ومالكية وشافعية وحنابلة، وبداخل هذه المذاهب اختلافات داخلية فى المذهب الواحد كالسلفية والصوفية، أضف إلى ذلك انتشار الطرق وظهور التعصب للمذهب أو الطريقة بصورة واضحة فى بعض البلدان الإسلامية، وفى المقابل يمكن توحيد الفتوى فى داخل الدولة الواحدة ولكن كما ذكرت آنفا للدولة دور كبير فى توحيد هذا المطلب.

 كيف ينظر الغرب إلى الإسلام والمسلمين؟

- تختلف نظرة الغربيين إلى الإسلام كدين عن نظرتهم للمسلمين كأفراد وأشخاص، لما يظهر من بعض المسلمين من سلوك وممارسات غير مسئولة فيها نوع من التطرف والتشدد، كما أن الفتاوى الشاذة تشوه صورة الإسلام فى الغرب، ما أدى إلى أن تكون نظرة غير المسلمين للإسلام نظرة غير ودية فيها الكثير من التربص والتشويه.

هل الإعلام له دور فى تعريف الغرب بالإسلام؟

- بالطبع، الإعلام له دور كبير عن طريق الوسائل الإعلامية المختلفة فى معظم دول العالم الإسلامى، بالإضافة إلى القنوات المتخصصة فى الدعوة والإرشاد وتقديم برامج تعريفية بالإسلام وحضارته بطريقة موضوعية، كما أن هناك مجلات علمية محكمة تنفق فيها أموال طائلة وتعكس صورة الإسلام والمسلمين.

 كيف ترى مستقبل الإسلام فى الدول الأوروبية؟

- مستقبل الإسلام فى أوروبا يواجهه الكثير من العقبات والعراقيل العلنية من قبل جهات صياغة القرار فى أوروبا، وبالتالى فإن المجتمع الغربى يعانى أزمة مع ذاته ومع الآخر، وخاصة فيما يتعلق بالحريات الدينية، فمسألة حظر النقاب فى الأماكن العامة فى عدد من الدول الأوروبية وقضية منع بناء المآذن فى سويسرا، بما يعد فضيحة أخلاقية ونقطة سوداء فى ضمير الإنسان الغربى.

أحمد نبيوة

 

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg