| 17 مايو 2024 م

حوار مع

وزير شئون الرئاسة في لبنان: مصر على مسافة واحدة من الجميع .. وبيدها لم شمل الأسرة العربية

  • | الخميس, 16 مارس, 2017
وزير شئون الرئاسة في لبنان: مصر على مسافة واحدة من الجميع .. وبيدها لم شمل الأسرة العربية

وزير شئون الرئاسة فى لبنان: مصر على مسافة واحدة من الجميع .. وبيدها لم شمل الأسرة العربية

أكد الدكتور بيار رفول، وزير الدولة لشئون رئاسة الجمهورية اللبنانية، أن الأزهر الشريف أول من دعا لنبذ الفتنة والإرهاب وغرس قيم المواطنة والقرار الحر، وذلك فى مؤتمر عام 2011 أتبعه بعدة مؤتمرات جمعت ممثلين للعديد من دول العالم؛ ليؤكدوا ويدعمواما قام به الأزهر.

واضاف رفول لـ"صوت الأزهر" أن الأزهر دائما مركز الاعتدال والانفتاح والمحبة والدعوة إلى التكامل بين الأديان السماوية والبشر جميعا للعيش فى سلام بعيدًا عن الصراعات والكراهية.. مشيرًا إلى أن مصر هى القادرة على لم الشمل العربى؛ لأنها مؤهلة لهذا الدور الكبير بما قدمته من تضحيات وبفضل تماسكها وتغلبها على المؤامرات الخبيثة التى كانت تسعى لتدمير المنطقة العربية بأسرها..

عقد الأزهر مؤخرًا مؤتمر "الحرية والمواطنة" ضمن سلسلة مؤتمراته للم شمل الأمة ونشر قيم التسامح.. كيف تقيّم جهود الأزهر فى هذا المجال؟

أولا نوجه تحية كبيرة للأزهر الشريف برئاسة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب على نظرته الثاقبة؛ لأنه عندما اندلعت النار فى المناطق العربية اتخذ القرار ودعا إلى أول مؤتمر عام 2011 لنبذ الفتنة والتكفير والإرهاب والدعوة إلى المواطنة والدولة المدنية الديمقراطية والقرار الحر، وتابعها بعدة مؤتمرات وآخرها المؤتمر العالمى الذى عقد منذ أيام وجمع ممثلين لأكثر من 50 دولة أتوا ليؤكدوا على ما قام به الأزهر وعلى ما صدر عنه خلال هذه السنوات، ونحن فى لبنان نثمن دور الأزهر ليس فى هذه الأيام فقط بل على مر تاريخه الناصع.

ما الذى يجب فعله لتفعيل المواطنة والحرية والتنوع والتكامل على أرض الواقع؟

علينا أن نرتقى ونتحمل المسئولية ليس بكلمات رنانة وعبارات منمقة ولكن نبدأ بمبادرة تجمع ولا تفرق تدعو إلى المحبة وليس إلى التباغض، ونعلن أمام الجميع أن وجودنا لا يمكن أن يستمر إلا مع بعضنا البعض لحمايتنا من المخاطر التى تحاك ليل نهار لإشعال نار الفتن ودورى أنا المسيحى فى هذه المنطقة أن أدافع عن الإسلام ضد هذا المخطط المبرمج لضرب صورته الحقيقية، وأنا شاهد العيان الذى أستطيع أن أشرح للعالم صورة الإسلام الذى عشت معه منذ 1400 سنة، ودورى كمسلم أن أحافظ على أخى المسيحى ونحمى وجوده الحر فى هذه المنطقة لتبقى هاتان الديانتان متكاملتين برسالة متألقة إنسانية لتقديم أغنى نموذج إنسانى للعالم فى هذه المرحلة التى يتخبط فيها المجتمع الدولى.

المؤتمرات التى تعقد بالبلدان العربية متهمة بأنها حبيسة الأدراج.. كيف نغير هذه الصورة القاتمة؟

الحق أن الأزهر يخالف هذه القاعدة الظالمة، فمؤتمراته ليست كلها عربية بل ذهب إلى العالم بمبادرات سلام، فما حدث فى فرنسا من عقد مؤتمر إسلامى مسيحى عام 1914كان له صدى كبير فى أوربا كلها فاصبح الكل يعرف حقيقة الإسلام، فليس الإسلام دينا إرهابيا، بل هو دين العدل والمحبة.. هم تعودوا أن العرب يجتمعون ثم يفترقون، ولذلك فإن الخطة العملية التى نستطيع تطبيقها ويتحمل كل منا مسئولية نشرها فى مجتمعه وبيئته وبيته وعائلته وعمله هى تحقيق ما تتوصل إليه هذه المؤتمرات على أرض الواقع وبثها فى الناس لتؤتى ثمارها فى المجتمع ولا تقتصر على توصيات على الورق فقط.

أصبحت الإسلاموفيا فزاعة تلاحقنا خاصة بعد قرار ترامب عدم هجرة العرب والمسلمين إلى أمريكا.. كيف نتخلص من هذا الفزاعة؟

كل شىء يبنى على الكذب سرعان ما ينتهى، وهذه المقولات كلها كاذبة يأخذون مجموعات أوجدوها ويغذونها ويمولونها ويسلحونها لتنفيذ مآرب لهم ضد المنطقة، وعندما ينتهون منهم يربطونهم بالدين الإسلامى وغدا يربطونهم بالدين المسيحى.. من يعرف؟ وهذه المنطقة ما وجدت إلا لتكون مرآة للعالم فى التعاون الدينى، ونحن نعتز أن هذه الأرض شهدت نهضة الديانات الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلامية؛ مما يبرهن على أن وجودنا ربانى وليس بالصدفة كما يتخيل البعض.

كيف تنظر للعلاقات المصرية اللبنانية فى ظل المستجدات الجارية على الساحة العربية؟

علاقات تاريخية ما انقطعت ولا مرة واتسمت بالإيجابية فى كل مراحلها، وعندما نأتى إلى مصر نأتى إلى شقيقتنا الكبرى أم الدنيا، ولدينا معزة خاصة لمصر لا سيما أيام الاضطهاد، كل المفكرين اللبنانيين أتوا إلى مصر ومنها كانت انطلاقة النهضة العربية، ومن الأزهر والأديار فى لبنان استطعنا أن نحفظ اللغة العربية من تتريكها فى زمن الظلام، وقد أتينا لمقابلة الرئيس السيسى لتجديدها وتوسيع أطرها ومجالاتها، وكان هناك تجاوبا من قبل الدولة المصرية فى هذا الموضوع، وزرنا فضيلة الامام الأكبر شيخ الأزهر وقداسة البابا، وعندنا جالية مصرية فاعلة جدا فى لبنان بطيبتها وكذلك لنا استثمارات بحوالى 8 مليارات دولار فى مصر، وهذا عامل ثقة وتعاطى مستمر.

وماذا عن سوريا وعدم وجود تمثيل من دول الجوار فى المفاوضات التى تجرى حولها وتأثيره على المنطقة؟

نشكر الله أن سوريا لم تتفتت، وإلا لكان صدر الإرهاب إلى كل العالم، والآن هناك خلاف عربى والجميع يدرك أن دور مصر محورى، فهى تستطيع أن تتكلم مع سوريا والسعودية وإيران ومع كل الدول العربية، ولم تأخذ حلفا ضد حلف، وقد دفعت غاليا فى هذا الموضوع؛ لأن الدولة أصرت أن تبقى على مسافة واحدة من الجميع، ومن هذا الباب تستطيع مصر أن تعود وتجمع الدول العربية على مائدة واحدة وهى المدخل لمثلث الأرجل مصر وسوريا والسعودية فلما اجتمعت عام 1973، تفوقت على إسرائيل ولما اختلف الرئيس عبدالناصر مع الملك فيصل خربت الدول العربية، فمصر لها الدور الجامع للم شمل الأمة العربية، وهى الأقدر التى تستطيع القيام بهذا الدور الذى نعول عليه الكثير.

كيف نستخلص العبر من الماضى فى اتحادنا كما حدث فى نصر أكتوبر المجيد لنعود لوحدتنا الغائبة؟

نحن أمام خيارين الأول هو خطر إنهاك الدول العربية بحروب بين بعضها البعض، والثانى هو تقسيم المنطقة.. وقد بدأنا نشاهد خرائط للمنطقة، وهذا خراب للعرب ولا نستطيع أن نخرج من هذا الواقع إلا بالاتحاد والترابط، فلا يستطيع أن يذهب كل واحد بمفرده إلى طاولة الحوار أو النقاش للحل فى المنطقة، بل نذهب موحدين ونفرض الحلول التى نريد بدلا من أن نذهب مفرقين وتفرض علينا الحلول.

أصبحت لغة الحوار الآن تراشقا بالأسلحة ولم يعد يجدى التعامل بدبلوماسية فما السبيل إلى ذلك؟

نعم هناك حدة فى المناقشات، ولكن كما ذكرت لا أحد يقدر على عمل وساطة غير مصر التى دفعت الثمن، والدليل ما شهدته من أحداث أول أيام الثورة المصرية، وما حدث من مجريات خلال السنوات الأخيرة، ولكن الآن مصر انتصرت.. فما قالته هيلارى كلينتون "لو صبروا علينا كنا أعلنا الدولة الإسلامية فى سيناء" لم يكن سوى مخطط تدمير المنطقة.. الجيش المصرى أنقذ مصر وضرب مخططات ضرب المنطقة العربية بأكملها فكيف نثق بمن يريدون تدمير المنطقة وسرقة الثروات العربية التى تكفى العالم كله.

مصطفى هنداوي

 

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
5.0

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg