| 16 مايو 2024 م

حوار مع

مستشار رئيس الإمارات للشئون الدينية: اهتمام الأزهر بالطاقة نابع من دوره العلمي في خدمة البشرية

  • | الأحد, 9 أبريل, 2017
مستشار رئيس الإمارات للشئون الدينية: اهتمام الأزهر بالطاقة نابع من دوره العلمي في خدمة البشرية

قال الشيخ علي بن السيد عبدالرحمن الهاشمي، مستشار رئيس دولة الإمارات العربية للشؤون الدينية والقضائية، إن الأمة في حاجة إلى تفعيل الخطاب الديني كأهم وسائل محاربة الإرهاب ودحر الأفكار المنحرفة، مثمناً دور الأزهر في تكثيف جهوده على مدار اللحظة لانتشال الأمة من مخاطر الفكر الهدام.

وأضاف الهاشمي على هامش مؤتمر "الطاقة حق.. ومسئولية" أن المؤتمرات العلمية لها فوائد تعود بالنفع على الأمة العربية والإسلامية، وتساهم في التنمية وازدهار الحضارة، عبر تعاون الباحثين والمتخصصين من كافة أنحاء العالم لما يخدم الإسلام والبشرية.

كيف ترى دور الأزهر الشريف بصفته مجدد علوم الدين والدنيا؟

يقوم به الأزهر الشريف بدور رائد في نشر علوم الدين والدنيا في حياتهم والمساهمة في التمتع بالخيرات التي سخرها الله تعالى وانعقاد مؤتمر الطاقة الذي أقامه الأزهر الشريف، إشارة بأنه ومنذ نشأته يحلق في المقدمة بشتى العلوم ومختلف مناحي التخصصات الدينية والعلمية والكونية، فلا غرابة أن يكون في المقدمة في مجال الطاقة من صميم منهج الإسلام والقرآن الكريم والسنة النبوية.

بما أن سماحتك أشرت بأن القرآن والسنة قد تناولا الطاقة.. سق لنا أدلة على ذلك؟

إذا نظرنا على سبيل المثال للطاقة الكهربائية، نجد أن الإنسان لم يعرفها إلا حديثا رغم أن القرآن الكريم أشار إلى مصطلحات هذا العلم وبعض ظواهر الكهرباء الجوية أهم هذه الظواهر البرق والرعد والصواعق، مصداقاً لقوله تعالى: "أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ ,يكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا..."، وهنا نجد آيات القرآن تشير إلى ما كشف عنه علم الكهرباء الساكنة، بل أقول إن ما كشفه العلم يؤكد ويشرح ويفسر ما جاء في الآيات الكريمة من وصف.

لم تكن الطاقة الكهربائية وحدها، وإنما ذكر العديد من العوامل التي باتت تستخدم في توليد الطاقة الكهربائية ؟

الاكتشافات الحديثة تشرح الآيات القرآنية، فالرياح طاقة متجددة أشار القرآن الكريم وبين للبشرية أنها طاقة أرسلها لعباده، مصداقًا لقوله تعالى: "وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون"، كما أن النبي الكريم حرص في الطاقة الشمسية أن يلفت أنظار الأمة للتفكر فقال في الحديث الشريف: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته..." فكانتا الإشارة إلى خسوف الشمس وكسوف القمر.

ما مدى أهمية هذه المؤتمرات بالنفع على الأمة العربية؟

هذه المؤتمرات لها من الفوائد ما يصعب حصرها، والتي تعود بالنفع على الأمة العربية والإسلامية، فهي تسهم في التنمية وازدهار الحضارة، واللتان لا يتحققان إلا بمجتمع علمي يضم مختلف الفئات البشرية التي تتبادل المنفعة وتقوم بالأدوار والتخصصات العلمية المختلفة من خلال تعاون وتآلف الباحثين من ذوي التخصص المشترك ومن له علاقة به.

الخطاب الديني وتجديده قضية باتت تشغل المؤسسات الدينية وفي مقتمتها الأزهر الشريف .. ما تعليقك؟

نحن بحاجة لتفعيل الخطاب الديني ومضمونه ومحتواه، كما بحاجة أن يفعل المسؤولون أحد الوسائل لمحاربة الأفكار المشوشة والمضطربة والذي من شأنه تجفيف منابع الإرهاب، ويكثف الأزهر جهوده يومًا بعد الآخر لوضع الآليات والضوابط التي من شأنها تحصين المجتمعات وتخريج قادة الفكر والساسة الذين يحملون الفكر المستنير إلى العالم أجمع.

هل يمكن القول بأن غياب تفعيل الخطاب سببه ظهور الأفكار الغريبة في مجتمعنا؟

لا شك أن ظهور الإلحاد وبعض الأفكار الغريبة سببها عدم تفعيل الخطاب الديني الذي نتج عنه الجهل عن الله تعالى والدين الحنيف القويم، ما دفع البعض لترجمة آيات القرآن تفسيرًا مصحوبًا بهواهم مغذيا لأفكارهم منفذا رغباتهم التي تمحو الخلق وتحطم الحضارة وتشوش العقيدة.

كيف ترى جهود الأزهر في ترسيخ مفهوم المواطنة ونشر ثقافة التعايش؟

الأزهر الشريف يدرك مدى أهمية التعايش المشترك بين مختلف الديانات والطوائف في البلد الواحد باعتباره مفتاحًا للاستقرار والتمتع بالأمن والتخلص في الوقت نفسه من الأزمات والخلافات والنزاعات المختلفة، وهذه تعاليم الإسلام التي أمر الله تعالى ببرهم وودهم، والرسول عليه الصلاة والسلام ترجم عمليا في معاملته معهم في مجالات مختلفة اقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيًا، وقبل كل ذلك إنسانيا، فلا يخفى أنه عليه الصلاة والسلام رهن درعه ليهودي، فترسيخ تلك المفاهيم إبراز للصورة الحقيقية للإسلام، وتنح بالآثار الإيجابية للتعايش والحوار والاحترام المتبادل والاستقرار المجتمعي من قيم وسطية واحترام الحريات والحقوق وما ينعكس على العلاقات الإنسانية التي تحظي بالاحترام والقبول نتيجة للتنوع الثقافي.

محمد الصباغ

 

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg