| 15 مايو 2024 م

حوار مع

د. نور فائزى سواندى سفير إندونيسيا بالقاهرة : "الإسلام رحمة للعالمين".. شعارنا فى التعاملات الحياتية

  • | الإثنين, 24 أبريل, 2017
د. نور فائزى سواندى سفير إندونيسيا بالقاهرة : "الإسلام رحمة للعالمين".. شعارنا فى التعاملات الحياتية

أكد الدكتور نور فائزى سواندى سفير إندونيسيا بالقاهرة، أن مكانة الأزهر الشريف محفورة فى وجدان الشعب الإندونيسى منذ إنشاء رواق جاوى بالأزهر فى منتصف القرن الـ19 والذى كان مصدر إشعاع النهضة والديمقراطية فى بلاده من خلال تطبيق منهجه والاهتداء بنهجه المعتدل.. وأضاف سواندى فى حوار مع «صوت الأزهر» أن الحفاوة التى قوبل بها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر خلال زيارته لإندونيسيا تبرهن على ما يكنه الشعب والقيادة الإندونيسية لمصر الأزهر فى تعزيز العلاقات الراسخة بين البلدين والتى تتطور يوما بعد يوم.

_ يبلغ عدد المسلمين بإندونيسيا أكثر من 235 مليون نسمة.. كيف انتشر الإسلام إلى هذا الحد؟

- كانت الديانة البوذية هى الديانة الأكثر انتشارا فى إندونيسيا إلى أن جاء التجار المسلمون وأسسوا المراكز التجارية لهم على جزيرة سمدرة «سومطرة حاليا» وبكثرة التعامل بدأ الناس يتعلمون من أخلاق المسلمين ويستفسرون عن هذا الدين الجديد ووجدوا فيه كل ما يحتاجونه من الهدوء والطمأنينة ومحاسن الأخلاق، فأخذوا يتعلمون من التجار المسلمين وبدءوا يتفاعلون مع السكان الأصليين فانتشر الإسلام إلى ما نحن فيه الآن.

_ رغم التنوع والاختلافات الدينية فى إندونيسيا أصبحت فخرًا للمسلمين فى توحدها وقوتها الاقتصادية.. كيف توصلتم لهذا؟

- عندنا منظمة مدنية هى اتحاد العلماء يتبعها نحو 60 مليون عضو ترفع شعار «الإسلام رحمة للعالمين» فى كل التعاملات الحياتية والعملية للتعامل مع الأديان المختلفة بفلسفة «لو كان التعدد.. نسكن كالواحد»، واتخذنا طريق العلم على تربة صالحة من الأخلاق، فبدأ الناس يتآلفون فى الحياة والعمل وانطلقت إندونيسيا نحو الطفرة الاقتصادية التى زادت من وحدة البلاد وقوتها لأن أى عمل لا يمكن أن ينجح بدون تقديم الخلق على ما سواه ولنا فى دراسة البلاد المتقدمة بالغ الأثر والاعتبار.

_ كيف نفعل فلسفة التعايش وإعلاء الأخلاق فى زمن غلب عليه التكفير والتطرف والإرهاب وتصاعدت الأزمات بين أبناء الوطن الواحد؟

- الكثير يعيش فى غير الاتجاه الصحيح، لذلك تضخمت الأحداث وتفاقمت المشاكل وهناك مآس كثيرة تركت بصماتها الدامية على بعض الدول مثل سوريا وليبيا والعراق واليمن فترملت نساء وخربت بيوت ويتم أطفال وهم أبناء وطن واحد وباتت الأمور تنذر بعواقب وخيمة وسيئة فى مستقبل مظلم، وعلينا سرعة اتخاذ القرارات وضرورة البحث عن حل بعيدًا عن الأسلوب المتبع الآن ونقف مع أنفسنا وقفة متأنية لوقف شلالات الدماء التى تسيل هنا وهناك، وذلك بمراجعة أسباب اندلاع وتلاحق الأحداث وما آلت إليه بإمعان النظر وتبادل الرأى والسعى من الجميع للحل المناسب الذى بات أمرًا ملحًّا وعاجلًا.

_ الكل يعيش على تاريخ الأمة فى قوتها وريادتها لدرجة أبعدتنا عن حاضرنا ومستقبلنا.. ما السبيل لعودتنا إلى سابق عهدنا؟

- التاريخ مصدر إلهام لرسم المستقبل وبعث الأمل للشباب للتميز وليس للتغنى به.. نحتاج إلى تضافر الجهود المخلصة المتجردة من هوى النفوس التى تغلب الصالح العام على المنافع الشخصية، جهود منصفة تعطى الحق ولو من نفسها لأصحاب الحق وتنتصف للآخرين بالدراسات الكافية عن أسباب التأخر والتخلف عن ركب التقدم الذى ميزنا خلال فترات طويلة من التاريخ بالبحث والتنقيب واتخاذ العلم منهجًا والفكر أسلوبًا ووضع أصول وضوابط وسياسات تشترك فيها كل الجهات وكل القوى العاملة الحريصة على مستقبل الأمة.

_ الأزهر يقوم بنشر الفكر الوسطى فى ربوع الأرض ويدرس به أبناء العالم الإسلامى من كل حدب وصوب.. فما واقعه فى نفوس الإندونيسيين؟

- لسنا من يتحدث عن الأزهر الشريف، فالتاريخ الحافل بما قدمه فى خدمة الإنسانية بوجه عام وإظهار الوجه الحقيقى للإسلام بوجه خاص يكفيه شهادة فمكانته محفورة فى وجدان الشعب الإندونيسى منذ منتصف القرن الـ19 عندما كان لنا رواق من أروقته كان يسمى رواق جاوى وهو دار وبيت الطلاب الإندونيسيين، الذين يقدرون بـ4500 طالب حاليا منهم 600 طالب جديد، وبما قدمه من تخريج سفراء الوسطية والاعتدال على مستوى العالم وكان مصدر إشعاع النهضة التى وصلت إليها إندونيسيا من التقدم الاقتصادى والديمقراطية وبعض الدول الإسلامية التى تطبق منهجه وتهتدى بنهجه المعتدل ونحرص على الاستزادة المتواصلة والتعاون من أجل أبنائنا الدارسين الذين نعتبرهم جسر التواصل وتعزيز العلاقات بين مصر وإندونيسيا.

مصطفي هنداوي

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg