| 15 مايو 2024 م

حوار مع

مفتي ماليزيا: زيارة بابا الفاتيكان للأزهر.. رسالة سلام وتعايش

  • | الإثنين, 24 أبريل, 2017
مفتي ماليزيا: زيارة بابا الفاتيكان للأزهر.. رسالة سلام وتعايش

قال الدكتور ذو الكفل بن محمد البكري مفتي ماليزيا فى حوار خاص لـ«صوت الأزهر» خلال آخر زيارة له لمصر: إن الأزهر الشريف قلعة الوسطية فى العالم أجمع يربي أبناءنا وأبناء المسلمين على الفهم الصحيح للإسلام، مبينًا أن مبادرة الأزهر بالتواصل مع الكنائس وزيارة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب للفاتيكان كان لها الأثر فى تغيير الصورة المغلوطة عن الإسلام، كما أن زيارة بابا الفاتيكان لمصر والأزهر سيكون لها دور كبير فى نشر السلام والمحبة.. وستكون رسالة سلام وتعايش.

_ لو أردنا أن نتعرف على صورة الأزهر فى عيون ماليزيا.. ماذا تقول؟

الأزهر الشريف قلعة الوسطية فى العالم أجمع تثق فيه ماليزيا ثقة تامة، يكفى أنه يربي أبناءنا وأجيالنا وأيضًا أبناء المسلمين بفهم صحيح للإسلام، وعلى منهج وسطي صحيح بعلم راسخ، وجامعته التى تخرج فيها علماء وقادة يشغلون مناصب مهمة فى البلاد.

_ كيف ترى سعي الأزهر الشريف لنشر ثقافة السلم والتعايش مع الآخر؟

- التعايش فى الإسلام فكرة أصيلة عميقة ومهمة تؤكد أن الإسلام دين عالمي، وحرص الأزهر على نشر تلك الثقافة وسعى لتصحيح صورة الإسلام، ولعل مبادرة الأزهر بالتواصل مع سائر الكنائس، وزيارة شيخ الأزهر للفاتيكان كان لها عظيم الأثر فى تغيير الصورة المغلوطة عن الإسلام، فضلًا عن أن زيارة بابا الفاتيكان فرانسيس لمصر والأزهر سيكون لها دور كبير فى نشر السلام والمحبة.. وستكون رسالة سلام وتعايش.

_ هل أنت أحد خريجي الأزهر الشريف؟

- لم أكن من الذين تشرفوا بالدراسة المباشرة بالأزهر فأنهل من علومه وأتربى فى مدرسته التى نستقي منها ثقافة الحوار وتقبل الرأي وإن كنت تربيت على أيدي علماء تربوا فى الأزهر وجلسوا على موائده العلمية والفكرية ودرسوا فيه العلم الصحيح فنقلوا لنا هذا العلم لنستقيه منهم كما تعلموه، كما تعلمت منهم الحكمة والخلق الحسن والدعوة إلى الله بالموعظة الحسنة والحكمة عملًا بقول الله تعالى: «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة».

_ الأزهر له دور كبير فى محاربة التطرف والأفكار الهدامة خاصة فى ماليزيا.. نود التعرف على هذا؟

- نعم للأزهر دور مهم فى محاربة الإلحاد والتطرف ولعب دورًا مهمًّا فى تبيين صحيح الإسلام بفهم معتدل وبمنهجه الوسطي ومن خلال هذا الدور قام بصيانة عقول الشباب من الفكر المتطرف والإلحاد ومن الانسياق وراء التطرف والأفكار الهدامة وهذه تعد أهم التحديات التى تقف فى وجه المجتمعات المسلمة.

_ تعد أفريقيا وجنوب شرق آسيا من أكثر الأماكن معاناة من الإرهاب والجماعات المتشددة.. كيف يمكن التصدي لذلك؟

التصدي للجماعات الإرهابية والمتطرفة ومحاربة الإرهاب يستدعي التعريف بالدين نفسه ومقاصد الشريعة باعتبار أن الفكر لا بد من مواجهته بالفكر من خلال بناء الفكر والإعداد الذهني والتربوي وحوارات ومواجهات فكرية ومؤتمرات تصرف أذهان الشباب عن التطرف والتشدد، وهذا ما يقوم به الأزهر الشريف.

_ هل بات الإرهاب التحدي الأكبر أمام الأمة العربية والإسلامية؟

- الإرهاب والتطرف خطر بات يهدد العالم أجمع وليس المنطقة العربية فقط، وإن كانت المنطقة العربية تعاني معاناة شديدة لكون التطرف والجماعات المتطرفة أصبحت تسيء للإسلام بطرق كثيرة، والعالم أصبح ينظر للإسلام نظرة سيئة ويلصق بالمسلمين جميع أعمال العنف والقتل التى تقع من جماعات تصف نفسها بأنها مسلمة، والإسلام بريء من أفعالها.

 _ أشارت إحدى الإحصائيات إلى أن عدد الشيعة فى ماليزيا تجاوز الـ 30 ألفًا.. ما مدى صحة هذه الإحصائية؟

- المد الشيعى فى ماليزيا ليس بهذا الحجم وذلك بفضل الزيارات الكثيرة والمتكررة التى يقوم بها علماء الأزهر لماليزيا خاصة تدريب كوادر قادرة على مواجهة الفكر المتطرف وتصحيح صورة الإسلام، فدور الأزهر معروف فى ماليزيا، إضافة إلى أن كثيرًا من الدعاة الماليزيين تخرجوا فى الأزهر الشريف وهناك تعاون بين دار الإفتاء الماليزية وبين الأزهر ودار الإفتاء المصرية وفق المنهج الوسطي الذى يتبناه الأزهر وتسير عليه حكومة ماليزيا والتى كان لها التأثير الأكبر فى نفوس الماليزيين.

_ أطلعنا على رؤية ماليزيا في التصدى للإرهاب وأفكاره المتطرفة؟

- ماليزيا تعمل بشكل كبير للتصدي للفكر والجماعات المتطرفة وفى مقدمتهم «داعش» من خلال تفنيد فتاواهم المضللة وأفعالهم الخبيثة، وتكشف للشباب زيف الانضمام لهذه الجماعات والأفكار المنحرفة، فالمتطرفون يحاولون أن يقدموا الدين الإسلامي على أنه نموذج للتخريب والهدم والتفريق والعداء المتواصل بل إن هذه الجماعات استطاعت أن تظهر لأتباعها أنها صاحبة فكر ديني لا سياسي لتحقيق أهدافها بسرعة انتشارها، والحقيقة أن التطرف والإرهاب ناتج عن أهداف سياسية لا علاقة لها بالأديان من قريب أو بعيد وهذا ما نحصن به شبابنا.

_ برأيك.. كيف يمكن للأسرة بشكل خاص والمجتمع عامة المساهمة فى مكافحة التطرف وحماية الشباب من الأفكار الهدامة؟

- للأسرة دور كبير فى المساهمة فى مكافحة الأفكار الغريبة على مجتمعاتنا باعتبارها نواة المجتمع، وذلك بالعناية بالأطفال والحرص على تربيتهم تربية تجمع بين العيش فى عصرنا الحاضر والحفاظ على ديننا وقيمنا الأصيلة والاعتناء بالفتيات وتعليمهن وتثقيفهن ومشاركتهن الاجتماعية والسياسية، فكم استغل المتطرفون هذا الفراغ ليعبثوا بعقول الأطفال والبنات ويدخلوا علينا من أبوابهم.

وللمجتمع دور كبير فى مواجهة مرض التطرف بطريقة علمية وبعمل متواصل تتضافر فيه الجهود لتقديم الحلول المتكاملة لهذه الظاهرة يهدف إلى تفكيك أسبابه وإيجاد حلول مناسبة تطرحها المؤسسات العلمية والدينية والثقافية مع مراعاة كل الجوانب حتى لا يطغى جانب من الحل على آخر كى تهنأ المجتمعات بالاستقرار والسلام.

محمد الصباغ

طباعة
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg