| 01 مايو 2024 م

حوار مع

المستشار عدلى حسين رئيس مفوضية الحوار بين الأديان بـ "روما": ربط الإسلام بالإرهاب إجحاف لسماحته

  • | الأربعاء, 17 مايو, 2017
المستشار عدلى حسين رئيس مفوضية الحوار بين الأديان بـ "روما": ربط الإسلام بالإرهاب إجحاف لسماحته

بطريرك أكبر الكنائس فى العالم أكد لى أن الحروب الإسلامية لم تكن استيلاءً على أوطان لكنها رد للحقوق التى أخذها العدو عنوة

 أوضح المستشار عدلى حسين محافظ القليوبية الأسبق ورئيس مفوضية الحوار بين الأديان والثقافات والحضارات ومقرها بارلمو فى روما، فى حواره لـ«صوت الأزهر» أن الدستور يؤكد على وجود الأزهر وأهميته ودوره فى تكوين العقيدة الوطنية فى إطار الاخلاق العامة لكل الأديان، مؤكدا أن الهجمة الحالية على الأزهر جاءت ممن يجهلونه ويجهلون دوره وتاريخه، وأن هذا الهجوم ما هو إلا لغو، مشيراً إلى أنه ليس معنى هذا أن نتجاهل هذا الهجوم، مطالبا بالرد عليه ليعلم كل شخص حقيقة وقيمة الأزهر الشريف ويكف عن هذا العبث.. وإلى نص الحوار:

_ كيف تابعت مؤتمر الأزهر للسلام وقد مثلت إحدى المنظمات المسئولة عن حوار الأديان فى روما؟

 -أولا أود التأكيد على أن مؤسسة الأزهر من مؤسسات الدولة الأصيلة، ولعلها المؤسسة الوحيدة التى أشار إليها الدستور إشارة خاصة وواضحة فى مادة من مواد الدستور التي تؤكد على وجود الأزهر وأهميته ودوره فى تكوين العقيدة الوطنية وفى إطار الأخلاق العامة لكل الأديان، وهذه وحدها تؤكد دور الأزهر فى خدمة الإسلام ودعم الدولة الوطنية. ثانيا مؤتمر السلام الذى تشرفت بأن تتم دعوتى إليه يمثل قيمة عالية للأزهر فى الداخل والخارج لأن كل الحضور من رموز الكنائس فى العالم كله حضرت وأكدت للعالم كله دور الأزهر ومكانته وعلمه وفيض كرمه فى إقامة هذا المؤتمر الذى تم الترتيب له منذ فترة طويلة لا دخل له بحدث هنا أو هناك، وهو مرتبط بسياسة قومية مستدامة فى سبيل نشر ثقافة السلام، وقد أعجبتنى كلمة فضيلة الإمام الأكبر التى أكد فيها أن الإسلام ليس دين حرب ولا قتال ولا اعتداء وانما هو دين سلام واستشهد ببعض الآيات التى قد نقرأها كثيرا وقد لا نعى مضمونها إلا فى هذا الاستخلاص الذى قدمه فضيلة الإمام الأكبر فى كلمته.

_ برأيك.. ما الذى يحمله هذا المؤتمر وزيارة بابا الفاتيكان من رسائل؟

- أعتقد أن تزامن هذا المؤتمر مع بعض الأحداث قطعا ستكون نتائجه رسالة للعالمين جميعا للتأكيد على تضامن الشعب المصرى وأنه وحدة واحدة ولا يوجد انفصال بين مسيحى ومسلم فى مصر وفى الوقت ذاته تأكيد على نشر ثقافة السلام وعدم السعى من قبل بعض المغرضين فيما يسمى بفوبيا الإسلام، لأن هذا بلاء سائد فى العالم الآن، وهو ربط الإسلام بالإرهاب وهذا إجحاف بالإسلام الذى لا يعرف مثل هذه الاتجاهات التى تعد ضد الإنسانية أصلا.

أما زيارة بابا الفاتيكان لمصر فى هذا التوقيت فلها معنى كبير يتمثل فى وجود كل رؤساء الكنائس ورموز الأديان السماوية فى العالم وفى مقدمتهم بابا الفاتيكان ويقيم قداسا بكل حرية ويتزامن ويتشارك مع فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر فى لقاء عالمى للسلام وهذه الزيارة تؤكد على أمان واستقرار مصر، وحضور الرموز الدينية يؤكد على تاريخ العلاقات بين المؤسستين الكبريين فى العالم، وأن الحوار بينهما ممتد، هى رسالة قوية جدا فى مواجهة الإرهاب.

_ ما الذى قرأته فى كلمة بطريرك كنيسة القسطنطينية التى دعا فيها دول العالم لرفع أيديها عن دعم الجماعات والمؤسسات للدول المستعمرة؟

- بطريرك القسطنطينية فى حوار جانبى عقب الجلسة الافتتاحية، عاب علينا كمسلمين بأننا لم نوف الإسلام حقه فى نشر مبادئه ومبادئ السلام وننفى من عقول العالم أن الحروب الإسلامية كانت عبارة عن تعد على الآخرين، هذا الرجل قال إنها لم تكن تعديا على الإطلاق وإنها كانت ردا على اعتداءات، ولنا أن نتخيل أن يكون هذا التفسير الجميل لبطريرك أكبر الكنائس فى العالم، بأن الحروب الإسلامية لم تكن اغتيالا للشعوب ولا اقتحاما لأراضى الناس ولا استيلاء على أوطان، ولكن كانت ردا للحقوق التى أخذها العدو عنوة، وهذا معنى رائع وكان لافتا للنظر بأن يخرج هذا الكلام من رمز دينى من غير المسلمين، وهو يلفت النظر.. برجاء أن يهتم المسلمون بتوضيح مثل هذه الأمور البسيطة، وقد كرر لى عبارة انا مسيحى مسلم أكثر من مرة، وقد وعدنى بالتلاقى كثيرا من أجل المزيد من الحوارات والتوضيحات التى يريدها الغرب من المسلمين.

 _ هل مثل هذه المؤتمرات سيكون لها من أثر على الأقليات فى الخارج؟

 - بالتأكيد، سوف تنتعش آمال الأقليات على الأقل فى أن تصلهم هذه المعانى وحتى يشعروا بأن هناك من يقف بجوارهم من أجل درء العدوان الذى يقع عليهم مثل ما يحدث في بورما وغيرها من الدول التى تتجاوز الأغلبية غير المسلمة على الأقلية المسلمة.

 _ أخيراً.. كيف ترى الهجمة التى نالت من الأزهر مؤخرا؟

 - للأسف الهجمة جاءت ممن يجهلون الأزهر وما يدور فيه ويجهلون دوره ويجهلون تاريخه والهجوم ما هو إلا لغو، ولكن ليس معنى هذا أن نتجاهله، ولكن يجب أن يرد عليه وأن يعلم كل شخص حقيقة وقيمة الأزهر الشريف وأن يكف عن هذا العبث.

أحمد نبيوة

طباعة
كلمات دالة: ضد التكفير
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg