| 01 مايو 2024 م

حوار مع

المفكر جمال أسعد عبدالملاك: الأزهر سبق جميع مؤسسات الدولة فى دعم المواطنة

  • | الأحد, 21 مايو, 2017
المفكر جمال أسعد عبدالملاك: الأزهر سبق جميع مؤسسات الدولة فى دعم المواطنة
جمال أسعد

قال الكاتب والمفكر القبطى جمال أسعد، إن ما ينقص الدولة فى تعزيز ثقافة المواطنة فى الشارع المصرى، هو تجديد الخطاب الثقافى والفكرى والإعلامى، على غرار تجديد الخطاب الدينى، الذى يقدمه الأزهر الشريف فى صورة مشرقة. وأوضح فى حواره لـ«صوت الأزهر» أن الجهود التى قدمها الأزهر فى دعم قضايا المواطنة، سبق بها جميع المؤسسات المصرية، مؤكدا أن الأزهر الشريف بلا تنظير هو الذى يقود الآن قيم المواطنة، وهو أول من نادى بها فى مصر، بهذا الشكل الدينى الذى يعمل على ترسيخ القيم الدينية مع الوطنية لتشكيل نسيج مصرى واحد لا فرق فيه بين دين أو ملة.

 

■ كيف تصف قرار الإمام الأكبر بسن تشريع لمكافحة الكراهية والعنف؟

- القانون خطوة جيدة يجب أن تستغل فى مواجهة الأصوات التى تخرج علينا عبر وسائل الإعلام، وتسىء للأديان، ولابد أن يتم خلال هذا القانون فرض عقوبات رادعة لكل من تسول له نفسه، ويسعى إلى بث الكراهية والعنف بين المصريين، وأن يتم تطبيقه بلا استثناء.

■ ما معنى «المواطنة» بلغة بسيطة ومفهومة لرجل الشارع؟

- المواطنة بلغة سهلة وبسيطة هى الانتماء للوطن، وإعلاء المصلحة الوطنية، دون النظر إلى الجنس أو الدين أو الطبقات الاجتماعية أو غيرها، وأن يكون الشعب مع بعضه البعض متحدا، لا يمكن التفريق بينهم بسبب اللون أو الجنس أو الدين، ودعنى أقول إن مفهوم المواطنة هو مفهوم مستحدث، فلم يكن هناك ما يسمى بالمواطنة أو حقوق الإنسان، ولكن مع تطور الفكر السياسى العالمى بدأت هذه المصطلحات تأخذ طريقها للعلوم السياسية، وانتهينا إلى أن دستور 2014 تحدث عن المواطنة، وهى فى عرف الدستور كل مواطن يعيش على أرض الوطن المحدد جغرافيا أن له حقوق وواجبات، وهى تعطى للجميع بلا استثناء دون التفرقة بسبب اللون أو الجنس أو الدين، وهو ما نصت عليه المادة 53 من الدستور.

■ هل المواد الدستورية الخاصة بالمواطنة فى دستور 2014، تتطابق مع المفاهيم الجديدة للمواطنة؟

- لا نستطيع القول بذلك مطلقا، لأن هذه القوانين جاءت فى ظل ظروف وموروثات تاريخية، لا يمكن أن نقول إنها تتطابق مع المفاهيم الجديدة، وهذا يرجع إلى الفكر الدينى الذى يرجع إلى الموروثات والتراث الذى يتوافق مع زمانه، وليس مع فقه الواقع، ولذا وجدنا الأزهر الشريف قام بمبادرة مشكورة وهو مؤتمر المواطنة والتعايش، وقرر بكل صراحة ونزاهة وشفافية وبلا مواربة بأن المواطنة هى التعبير الوطنى الشامل، وهو ما يجمع المسلمين والمسيحيين معا فى أرض واحدة وفى بلد واحد، وهذه تعد بلا نقاش نقلة نوعية تحسب للأزهر الشريف، فى تقبله للآخر وإرسائه لمبدأ المواطنة والتعايش السلمى.

■ كيف تتحقق المواطنة بهذا المفهوم على أرض الواقع؟

- يمكن القول بأنه لا يمكن أن تتحقق المواطنة بهذا المفهوم الشامل على أرض الواقع بلا تطبيق للقانون على الجميع بلا استثناء، حيث إن المواطنة لا علاقة لها بالدين ولا بالتدين، لأن الدين هو رسالة خاصة بين العبد وربه، لأن الأديان مختلفة، وهذا الخلاف مشروع وأراده الله تعالى، «لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا» ورغم ذلك الخلاف، فإنه أكد على وحدة الإنسان، لأن الخلاف الدينى المشروع الفصل فيه لله تعالى، وكما يقول المسيح عليه السلام «من ليس لهم ناموس فناموسهم أنفسهم»، ولكن أن تسىء للدين الآخر فهذا غير مشروع، ولم تقره أديان.

■ ما الذى ينقص الدولة المصرية لترسيخ مفهوم المواطنة بين المصريين؟

- ينقصها ثلاثة أمور، أولها تطبيق القانون بلا استثناء على الجميع، وثانيها المساواه فى الحقوق والواجبات بلا استثناء ولا مواربة، والثالث الاعتماد على القيم الدينية المستنيرة التى يقدمها الأزهر الشريف والكنيسة المصرية بصورتها الحالية فيما يعد تطويرا لفقه الواقع، وإرساء لدعائم المحبة والمواطنة والتعايش وقبول الآخر، بالإضافة إلى ضرورة التجديد للخطاب الثقافى والخطاب الإعلامى.

■ فى رأيك.. كيف تنظر إلى جهود الأزهر الشريف فى تعزيز المواطنة؟

- الأزهر الشريف بلا تنظير هو الذى يقود الآن قيم المواطنة، وهو أول من نادى بها فى مصر بهذا الشكل الدينى الذى يعمل على ترسيخ القيم الدينية مع الوطنية لتشكيل نسيج مصرى واحد لا فرق فيه بين دين أو ملة، فأول مؤتمر نادى بالمواطنة كان من الأزهر، وأول دعوة توجه لقداسة بابا الفاتيكان وهو الأب الروحى لأكبر طائفة دينية إلى مصر هو الأزهر، وكلمات فضيلة شيخ الأزهر، وقداسة بابا الفاتيكان رسالة تؤكد على أن المواطنة مفهوم دينى بمنظور فقه الواقع الذى نعيشه.

■ على ذكر بابا الفاتيكان.. ماذا قدمت تلك الزيارة فى دعم السلام وإرساء قيم المواطنة؟

- زيارة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان إلى مصر لها عدة دلائل، أولها أنها تعد زيارة تاريخية وغير مسبوقة، لأنها تأتى فى ظل ظروف غير طبيعية من حيث مواجهة الإرهاب فى المنطقة العربية، وبعد استهداف كنيستى طنطا والإسكندرية، وهو ما يؤكد على أن المسلمين والمسيحيين يد واحدة، لا تفرقهم تلك الأعمال الخبيثة للإرهاب، أضف إلى ذلك أن إصرار البابا على زيارة مصر فى ظل هذه التهديدات يؤكد أن مصر تواجه الإرهاب نيابة عن العالم، وأن مصر هى بلد السلام لأنها الأرض التى استقبلت كل الأنبياء، والبابا أراد أن يقول للعالم بأن مصر بمسلميها ومسيحييها نسيج واحد، وهو ما تحقق بالفعل فى معانقة الإمام للبابا فرنسيس.

■ الجماعات التكفيرية والنبرات التهديدية التى لحقت بالأقباط فى الآونة الأخيرة.. هل أصابت المواطنة فى مقتل؟

- الجماعات التكفيرية لم تستهدف الأقباط فى هذا الوقت فقط، ولكن الجماعات تستهدف الأقباط طوال تاريخها، ولنذكر على سبيل المثال الوقائع التى حدثت من الجماعات المتشددة فى الثمانينيات والتسعينيات حينما كانت تحدث مواجهة مع نظام مبارك، كانت الجماعات تلجأ إلى الحلقة الأضعف، وهى الأقباط، فكانت الجماعة تعتدى على الكنائس وممتلكات الأقباط بهدف الضغط السياسى على النظام لإحراجه بدعاوى أن النظام لا يملك الدفاع عن المصريين، وهو ما يحدث الآن فى مصر من إظهار أن النظام غير قادر على حماية المصريين، وأنه تم استهداف الكنائس وتم تهجير الأقباط، وهذا من أجل إحراجه وإظهاره بمظهر الضعف، وهو ما تريده أجندات غربية.

■ هل تكفير المسيحيين فكر جديد؟

- تكفير المسيحيين هو أمر طبيعى، لأنه التكفير يعنى أننى أؤمن بشىء لا تؤمن به أنت، إنما غير الطبيعى هو ما يعنيه الكفر لدى العامة، وهو ما يعنى الكفر بالله تعالى عن ذلك، والبعد عن الآخر وقتله وحرقه ونهبه، كمثل ما يقوم به داعش، ولذا لا يجب أن نتعامل بهذا المصطلح لا فى وسائل الإعلام، ولا فى الشارع، وإنما موقعها الأبحاث العلمية فقط، فلابد أن نتخلى عن هذا المصطلح، وندعو إلى المحبة والتسامح والتعايش وقبول الآخر.

حسن مصطفي

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg