تستقبل اللجنة الرئيسية للفتوى بالجامع الأزهر التى أسست عام 2015 ما لا يقل عن 50 فتوى يومياً، وخلال العامين الماضيين استقبلت نحو 38 ألف فتوى، وفيما يخص آلية العمل داخل اللجنة «صوت الأزهر» حاورت الدكتور عبدالهادى زارع رئيس لجنة الفتوى بالجامع الأزهر.

_ حدثنا عن آليات العمل فى لجنة الفتوى؟

- تقوم لجنة الفتوى بعدة مهام فهى متشعبة ومتعددة حيث تضم 22 أستاذاً من أعضاء هيئة تدريس الكليات الشرعية والشريعة والقانون بجامعة الأزهر، ومجموعة من الباحثين، بدأنا العمل فى اللجنة من خلال منهج متعدد الجوانب ثم تطور إلى موضوعات أخرى منها منهج الاستماع، والمنهج الشفهى، والفتوى المكتوبة. وتخصص لجنة بالفتوى للتواصل المباشر مع القضاء فى جميع القضايا الخاصة بالنزاع والميراث والأحوال الشخصية، بحيث ترسل الفتوى ونرد عليها بفتوى مستوفة الأركان وبناء عليه تصدر المحكمة حكمها، كما ترد لجنة الفتوى على الفتاوى الإلكترونية التى ترسل إلى المجمع عبر موقعه الرسمى، ثم تطورت لجنة الفتوى من عملية استقبال وكتابة الفتاوى إلى عملية جديدة باستحداث لجنة البحوث العلمية، والتى من مهامها إصدار أبحاث فقهية تناسب الواقع المعاصر، وترسلها إلى جهات متعددة، ثم تراجع كل ما يخرج من مكتب فضيلة الإمام الأكبر وتفحصه وتدرسه جيداً، وقد أصدرت هذه اللجنة كتابين «الأطعمة الحلال، وفتاوى الحج» بمساعدة هيئة كبار العلماء.

_ ما نوعية الفتاوى التى ترد إليكم؟

- أغلبها يتعلق بالزواج والطلاق، والميراث أبرزها.

_ كم عدد الفتاوى يومياً؟

- لم يكن هناك حصر للفتاوى من قبل، ولكن خلال العامين الماضيين تم إصدار نحو 38 ألف فتوى على موقعنا الرسمى، وتتراوح الفتاوى من 50 إلى 100 فتوى يومية، ويكثر الإقبال على لجنة الفتوى فى فصل الشتاء نظراً لانخفاض درحة الحرارة، وتقل فى شهر الصيام نسبياً، وتكثر على حسب حالة الطقس، وتكثر الفتاوى عبر الموقع الإلكترونى.

_ هل المواقع الإلكترونية أثرت فى إقبال الناس على لجنة الفتوى؟

- بالطبع لا، لأن الناس تريد أن تسمع بنفسها وتناقش وتجلس، ولا يتم إصدار فتوى فى اللجنة إلا بعد استماع الطرفين، وتصدر جماعية بالدليل من الكتاب والسنة.

_ ماذا عن الذين يتولون إصدار الفتاوى دون ترخيص؟

- هناك قانون يُعدّ الآن لتجريم الفتوى بغير علم، وهؤلاء ليس لنا شأن بهم لأنهم يتهافتون على الفضائيات.

_ أهناك تضارب بين الجهات المختصة بالفتوى مثل: «دار الافتاء، لجنة الفتوى، ومركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونى؟

- بكل تأكيد لا، حيث إن كل جهة تصب فى خدمة المجتمع ولكل منبر افتائى تخصصه، فلجنة الفتوى تعتمد على التفحيص والتدقيق والبحث والأسئلة العميقة ووجود أطراف النزاع، أما المركز العالمى للفتوى فمهتمه للذين لا يستطيعون الذهاب إلى المشيخة ويخاطب الجمهور عبر مواقع التواصل وعبر موقعه الرسمى داخلياً وخارجياً، وأما دار الافتاء قائمة على السؤال والجواب.

_ ما الفرق بين الفتوى الفردية والفتوى الجماعية أو المؤسسية؟

- الفتوى الجماعية نص عليها القرآن الكريم، ويأخذ بها الأزهر الشريف، حيث قال تعالى «ولولا نفر من كل فرقة»، وهنا تنشأ الفتوى المؤسسية، وفى عهد النبى صلى الله عليه وسلم يرسل القوم يتعلمون ويتفقهون ثم يعودون يعلمون الناس الفتيا، وهذا دليل على أن الأصل فى الفتوى أن تكون مؤسسية، وولى الأمر هو من يأمر بذلك، والسلطة الحاكمة كما فى دار الافتاء فهى تابعة لوزارة العدل، والفتوى المؤسسية منهجها الاتباع خارجة عن سنة الإبداع، أما الفردية فلا تعتبر فتوى، وإنما هى سؤال من سائل لأحد العلماء لبيان الحكم الشرعى فى المسألة، لأن الفتوى استقرت على أن تكون مؤسسية وجماعية خارجة عن الأهواء.

نعمات مدحت