| 25 أبريل 2024 م

حوار مع

الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبومازن" في حوار خاص لـ"صوت الأزهر": مصر والأزهر لم يبتعدا يوماً عن نصرة فلسطين

  • | الأربعاء, 2 أغسطس, 2017
الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبومازن" في حوار خاص لـ"صوت الأزهر": مصر والأزهر لم يبتعدا يوماً عن نصرة فلسطين
الرئيس الفلسطيني محمود عباس

أكد الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبومازن أن «إسرائيل تريد أن تستولى على المسجد الأقصى بشكل كامل وتقسيمه زمانيا ومكانيا وإجراء طقوس تلمودية فى ساحاته» وكشف أبومازن فى حوار خاص لـ«صوت الأزهر» عبر الإنترنت، عن أهم القرارات الصادرة خلال الاجتماع المغلق بالقيادات الفلسطينية الذى عقد أمس الثلاثاء.. تفاصيل كثيرة ومهمة فى السطور التالية:

_ فى رأيكم.. لماذا وضعت إسرائيل البوابات الإلكترونية على أبواب المسجد الأقصى وأخيراً كاميرات المراقبة؟

- إسرائيل تريد أن تستولى على المسجد الأقصى كاملا لكن بالتدريج، وإقامة ما تسميه هيكل سليمان المزعوم، ومنذ زمن وهى تحاول تدريجيا إجراء حفريات تحت أساساته ومنع رفع الأذان على مآذنه ومحاولة تقسيمه زمانيا ومكانيا والسماح للمستوطنين باقتحامه وإجراء طقوس تلمودية فى ساحاته، وقد استغلت إسرائيل العملية الأخيرة فى المسجد الأقصى ذريعة لتنفيذ مخططاتها ووجدت فرصة للبدء فى تقييد دخول المسلمين إليه، وهى بداية للسيطرة ووضع القيود، وبعد أن هبت الجماهير الفلسطينية وأهالى القدس واستنكرت المرجعيات والمؤسسات الدينية ما قامت به إسرائيل، لذا وجدت دولة الاحتلال نفسها فى مأزق ولم تتوقع أن تكون هذه الهبة الجماهيرية بهذا الحجم لأجل ذلك حاولت أن تلتف على البوبات باستبدالها بكاميرات ذكية وهى أخطر من البوابات.

_ فخامة الرئيس.. حدثنا عن الفارق بين البوابات الإلكترونية والكاميرات الذكية؟

- هناك فارق كبير، لأنها كما قلنا بأنها أخطر من البوابات، لأن الكاميرات تلتقط صورا لكل من يعبر عن رأيه ومن الممكن أن تستغلها إسرائيل أسوأ استغلال فيما بعد، وهذا لا نقبله بأى شكل من الاشكال لأنه محاولة للسيطرة على الأقصى، الذى هو إسلامى خالص لنا وليس لليهود فيه شىء، وقد صدرت فتاوى من العلماء بعدم دخول الأقصى من بوابات الاحتلال، واعتبرنا من ينصاع لأوامر الاحتلال باستخدام البوابات، أو الالتزام بإجراءاتهم حتى الكاميرات، فهو خائن للقدس وفلسطين.

_ لمصر دور كبير فى نصرة فلسطين.. كيف قيمتم موقف القاهرة تجاه الأزمة الأخيرة؟

- مصر دائماً تقف بجانب القضية الفلسطينية وتعتبر قضية فلسطين أمناً قومياً بالنسبة لمصر، ولم نر يوما أن ابتعدت مصر عن نصرة فلسطين وأهل فلسطين، فما بالنا إذا كان ذلك من أجل المسجد الأقصى، وقديما كان السجاد وصيانة المسجد الأقصى يأتى لنا من مصر، وحديثا أيضاً أتى لنا من مصر، ودائما مصر فى المحافل الدولية تدافع عن الأقصى، باعتباره قضية إسلامية تخصها قبل أن تخص فلسطين، وعلى صعيد وضع البوابات الإلكترونيه، فإنها حذرت من خطورة التداعيات المترتبة على التصعيد الأمنى الإسرائيلى فى المسجد الأقصى، وما ترتب عنه من إصابات خطيرة بين صفوف الفلسطينيين وتعريض حياة علماء الأقصى لمخاطر جسيمة.

_ ما أهم القرارات الصادرة مؤخراً خلال اجتماعكم بالقيادة الفلسطينية؟

- خلال الاجتماع الذى عقد مؤخراً، أعلنت عن عدة أمور منها: أننا فى حالة انعقاد تام لحين انتهاء أزمة قيام الاحتلال الإسرائيلى بالتعدى على المسجد الأقصى ومنع المصلين من دخوله إلا بشروط معينة.. كما توجهت بتحية إجلال وإكبار لأهلنا المرابطين فى القدس على وقفتهم الشجاعة لحماية المسجد الأقصى، وإنى لأشد على السواعد المقدسية رجالاً ونساءً وشيوخاً وشباباً ورجال دين، وأبناء شعبنا من المسيحيين والمسلمين، الذين صلوا جنباً إلى جنب أمام بوابات الأقصى، وفى باب الأسباط وغيره من الأبواب وحارات البلدة القديمة فى القدس، وأننى أترحم على أرواح الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن دينهم وعرضهم وأدعو الله لشفاء الجرحى.. وأطالب بالإفراج عن جميع المعتقلين؛ كما أحيى وقفة أهلنا فى الضفة الغربية وقطاع غزة، وفى مخيمات اللجوء والشتات، وأهلنا فى الداخل، على رفعهم صوت الله أكبر تجاوباً مع نداء رجال الدين وكل أهلنا، بأن يبقى اسم الله وفلسطين عالياً رغم إجراءات الاحتلال.. وأقول إن مدينة القدس الشرقية هى العاصمة الأبدية لشعبنا ولدولتنا ولنا السيادة عليها وعلى مقدساتها وسنبقى نحميها ونعمل من أجل تحريرها من نير الاحتلال هى وبقية أرضنا التى احتلت عام 1967، على طريق الاستقلال الناجز والسيادة الكاملة لدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران 1967. وعليه فإننا نرفض كل إجراءات الاحتلال الرامية لتهويد الأقصى ومدينة القدس الشريف.

_ وماذا اتخذتم أيضاً؟

- قررت تجميد الاتصالات مع دولة الاحتلال، وعلى جميع المستويات لحين التزام إسرائيل بإلغاء الإجراءات التى تقوم بها ضد شعبنا الفلسطينى عامة ومدينة القدس والمسجد الأقصى خاصة، والحفاظ على الوضع التاريخى والقانونى للمسجد الأقصى؛ مع رفضنا لما يسمى البوابات الإلكترونية كونها إجراءات سياسية مغلفة بغلاف أمنى وهمى، تهدف إلى فرض السيطرة على المسجد الأقصى والتهرب من عملية السلام واستحقاقاتها، وقلب الصراع من سياسى إلى دينى، وتقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً، والاستمرار فى تقديم كل ما هو ممكن لتعزيز صمود أهلنا فى مدينة القدس من مواطنين ومؤسسات وتجار وغيرهم عبر اللجنة العليا للقدس.. وأعلنت عن تخصيص مبلغ 25 مليون دولار جديدة لهذا الغرض.. ووجهت الدعوة لرجال الأعمال الفلسطينيين وغيرهم من المؤسسات الوطنية، وكذلك الصناديق العربية والإسلامية، ذات العلاقة بالقدس، لتوحيد جهدها نحو هذا الهدف.. كما وجهت الدعوة لجميع العاملين فى المؤسسات الحكومية والعامة والخاصة للتبرع بأجر يوم عمل من أجل القدس، ووجهت نداءً باسم الأقصى والقدس إلى جميع القوى والفصائل خاصة حركة حماس من أجل الارتقاء فوق خلافاتنا وتغليب الشأن الوطنى على الفصائلى، والعمل على وحدة شعبنا، وإنهاء آلامه وعذاباته.

_ ماذا عن الفلسطينيين الذين تضرروا من الأحداث الأخيرة؟

- أصدرنا تعليمات صارمة بسرعة صرف 15 مليون دولار لدعم الإسكان، و1000 دولار لكل تاجر فى البلدة القديمة لـ3 أشهر، وتغطية فاتورة الكهرباء لسكانها عن شهرى يوليو وأغسطس، ودفع أقساط لطلبة البلدة القديمة فى الجامعات، وصرف مكافآت لحراس الأقصى ولجامعة القدس ومؤسسات الإسعاف ومستشفيى المقاصد والمطلع.

_ البعض يصف ما يحدث حاليا فى القدس بانتفاضة ثالثة؟

- ما يحدث الآن، هبة جماهيرية وغضب فلسطينى مقدسى من أجل الأقصى ستتطور إلى انتفاضة كبرى فى كل مدن فلسطين، إن لم تتراجع إسرائيل عن وضع العراقيل أمام المصلين فى المسجد الأقصى؛ وإلا فبماذا نسمى الجماهير المرابطة على بوابات الأقصى ليل نهار ويسقط منهم الشهداء والجرحى؟، وماذا نسمى خروج الناس فى شوارع الضفة وغزة ومواجهة الاحتلال فى كل حاجز؟.. إن لم يتراجع الاحتلال عن إجراءاته بحق الأقصى سيتطور الأمر إلى انتفاضة فلسطينية عربية إسلامية، فالأقصى كما ذكرت لا يخص الفلسطينيين وحدهم، فهو جزء من عقيدة كل مسلم، وهو أولى قبلتنا ومسرى نبينا والمكان الوحيد الذى اجتمع فيه أنبياء الله تبارك وتعالى.

_ الأزهر ينتتفض دائماً لنصرة فلسطين.. والإمام الأكبر فى لقاءاته معكم يرفض كل الانتهاكات الإسرائيلية.. كيف ترى دوره؟

الأزهر الشريف له دور تاريخى منذ بداية الاحتلال، وهو دائما يتبنى القضية الفلسطينية، ويساندها، وهناك لقاءات كثيرة جمعتنى بفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بحثنا خلالها التطورات التى يمر بها الأقصى ووضع الحلول، وما الذى يجب على الدول العربية والأمة الإسلامية، وقد أدان الأزهر مؤخرا ما أقدمت عليه سلطات الاحتلال الصهيونى، من إغلاق للمسجد الأقصى المبارك ومن محاولة الاستيلاء التدريجى ووضع بوابات إلكترونية وكاميرات ذكية على أبواب الأقصى الهدف منها تقييد الناس فى دخولهم لمسجدهم وبداية للتقسيم الزمانى والمكانى، كما حذر الأزهر الشريف من استغلال الكيان الصهيونى للأحداث فى الأراضى الفلسطينية لتنفيذ مخططه التهويدى فى القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك، وهو ما بدا واضحاً من بعض الأصوات الصهيونية الداعية إلى إغلاق دائم للمسجد الأقصى المبارك، وشدد على أن هذه الإجراءات تهدد استقرار المسلمين فى جميع أنحاء العالم، واستكمالاً لدور الأزهر تجاه أزمة الأقصى.

كما أطلق الأزهر الشريف، فى بيان له، نداءً عاجلاً إلى قادة العالمين العربى والإسلامى وأحرار المجتمع الدولى والمنظمات الإقليمية والدولية للتحرك فوراً لإنقاذ المسجد الأقصى المبارك من غطرسة الاحتلال الإسرائيلى، ووقف مخططاته الخبيثة الرامية إلى تهويد القدس والسيطرة على المسجد الأقصى المبارك كما ذكرت، والحقيقة أن الأزهر يؤكد دائما أن القضية الفلسطينية هى قضية العرب والمسلمين الأولى، وأنها تأتى فى مقدمة القضايا التى تنتظر وقفة عادلة لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار لشعب فلسطين ولشعوب العالمين العربى والإسلامى، وان المسجد الأقصى هو خط احمر لا يجوز تجاوزه، ومحاولة الاستيلاء عليه هو استيلاء على الأزهر نفسه لأنه جزء من العقيدة.. وقد علمت أن شيخ الأزهر عقد اجتماعات طارئة لبحث الانتهاكات الخطيرة فى الأقصى.. فالأزهر الشريف دائما فى مقدمة المدافعين عن المسجد الأقصى وفضيلة الإمام الأكبر فى تواصل مستمر مع المسئولين فى فلسطين لوضعه بالصورة والتشاور معه.

أحمد نبيوة

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg