| 29 مارس 2024 م

حوار مع

الشيخ أحمد تميم.. مفتي أوكرانيا: عدم وجود ضوابط معتمدة تحدد من يحق له الإفتاء.. "مأساة"

  • | السبت, 4 نوفمبر, 2017
الشيخ أحمد تميم.. مفتي أوكرانيا: عدم وجود ضوابط معتمدة تحدد من يحق له الإفتاء.. "مأساة"

قال الشيخ أحمد تميم، مفتى أوكرانيا؛ إن أمة بلا شباب هى أمة عاجزة ومتخلفة عن ركب التقدم، موضحاً أن تشويش فكر الشباب أهم ما يلعب عليه الغرب الذى يسعى لاصطياد أبنائنا وتوجيههم نحو أهداف غير مشروعة.

وأضاف مفتى أوكرانيا فى حوار مع «صوت الأزهر»؛ أن الفتاوى الشاذة سم قاتل ينتشر فى جسد الأمة ويشلها تمهيداً للقضاء عليها سياسيا واجتماعيا واقتصاديا من خلال العبث بمقدراتها واستغلال مواردها، وغير ذلك من التفاصيل التى نسردها فى السطور التالية.

 

فى رأيك، كيف نحد من فوضى الفتاوى؟

علينا بالوعى والاهتمام بتربية النشء فى المرحلة الأولى وخاصة الشباب لتبصيره بالمخاطر التى يترتب عليها الفتاوى المتداولة وتستند إلى أقوال ضعيفة فى بعض المذاهب ويترتب عليها هدم المجتمعات من تكفير وتفجير، والفتوى يجب أن تكون مقيدة بمفاهيم واضحة ولها مصادرها وخاصة عندما يتكلم الإنسان باسم الإسلام فالبعض يدافع عن الفتاوى الشاذة باسم حرية الفكر وما شابه والذى نتمناه أن لا نخرج على الإجماع، والرسول صلى الله عليه وسلم علمنا أن المؤمن كالغيث كلما وقع نفع، والإنسان المسلم صفته أنه يزرع الخير أينما كان فالقاعدة الشرعية لكمال الإيمان «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».

كيف نحمى الشباب من سيل الفتاوى المحيرة التى توقعهم فى براثن الجماعات المتطرفة؟

فى البداية اود أن أقول إن أمة بلا شباب هى أمة عاجزة عن الحركة، ومتخلفة بركب التقدم، وتشويش فكر الشباب أهم ما يلعب عليه الغرب ليسهل اصطياده وتوجيه وإعادة استغلاله والتلاعب به للقضاء على وقود الأمة ومستقبل الأوطان فى حروب فكرية تهدف إلى إلهائهم بالأفكار الهدامة البعيدة عن الشريعة الصحيحة بتعدد المنابر عبر الفضائيات وما تخلفه من تعدد فى الفتاوى المتضاربة وتسويق غير مسبوق للانحرافات السلوكية وتأويلات مغلوطة بالفتاوى المحيرة والمقلقة ومضللة للآيات القرآنية وغرس فكرة الجهاد نتيجة الجهل المعرفى المشوش خاصة هناك المستجدات الفكرية المتاحة عبر النوافذ الإلكترونية والكثير منها موجه لإفسادهم وعلينا إخراجهم بالمدارك العميقة التى يحسن فهمها بأيسر الأمور حتى ننتشلهم مما يحاك لهم.

ما هى السمات التى يجب أن يتمتع بها المفتى؟

هذه من المأساة التى نعيشها فى مجتمعاتنا لأنه لا يوجد ضوابط شرعية ولا مرجعية دينية معتمدة، فالفتوى هى جواب عن حكم شرعى يظهر فيه الدليل ومصادر القياس، ويجب أن يكون المفتى يخاف الله ولا تسبب فتواه ضرراً للمسلمين، وله من علوم الدين واللغة العربية، وعامة الناس والمفتى من يجيب من كتاب الله وسنة رسوله ولا يجوز لأحد أن يفتى بغير علم، وكان العلماء إذا سائل أحدهم عن مسألة جمعوا أهل العلم حتى يجيبوا سُائل الأمام مالك 40 مسألة فأجاب عن 4 فقط وعلينا أن نحذر من خطورة الفتوى والإقدام عليها إلا من أهل الاختصاص أو من مجمع فقهى علمى معتمد كالأزهر الشريف.

كيف نحافظ على هوية الدول والأمم بالفتوى الصحيحة والحد من الفتاوى الشاذة؟

الفتاوى الشاذة سم قاتل ينتشر فى جسد الأمة ويشلها تمهيداً للقضاء عليها سياسيا واجتماعيا واقتصاديا من خلال العبث بمقدراتها واستغلال مواردها، ويتجلى ذلك فى استنزاف ثرواتها فى إعادة بناء ما خربه التدمير بدل انفاقها فى مجالات التقدم والتطور، ولذلك علينا أن ندعو لتبوء المتخصصين وأهل العلم لمقاعد الفتوى، وكذلك الاهتمام بالتربية الدينية للنشء ومحاورة الشباب وإقناعهم لترسيخ مبدأ البناء لا الهدم بالتنمية والمشاركات الفعالة.

كيف يصل المسلمون فى العصر الراهن إلى التوحد والوقوف صفاً واحداً كما كانوا من قبل؟

علينا النظر إلى الواقع الذى نعيش فيه، فكلما ابتعدنا عن تسييس الدين كانت الجهود أسهل لتوحيد المواقف؛ فالبعض يستعمل الدين لتبرير تصرفاته لزرع العقائد الفاسدة بغرض الوصول إلى السلطة ولو أردنا الوصول إلى الوحدة علينا أن نظهر حالتنا بانتمائنا إلى الدين كعبادة وليس إلى أغراض أخرى، والغرب فصل مفهوم الدين عن الدولة لاعتبارات لديهم.

مصطفي هنداوي

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg