| 17 مايو 2024 م

حوار مع

نساء فلسطين.. نماذج للتضحية

  • | الخميس, 18 يناير, 2018
نساء فلسطين.. نماذج للتضحية

«النساء شقائق الرجال».. هكذا علمنا نبينا الكريم.. وهكذا أثبتت نساء فلسطين.. فلم يكتفين بدورهن الأسرى فى رعاية الأبناء والأزواج وأداء أعمالهن المنزلية بل نزلن إلى ساحات البطولة إلى جانب الرجال ليؤكدن أن ساحات الجهاد والشهادة ليست حكرا على الرجال، فسطرن بأحرف من نور بطولات عجز البيان عن وصفها وقدمن شهيدات سيظل التاريخ يذكرهن بإعزاز وإجلال لما قدمن من تضحيات فى سبيل وطنهن.. «صوت الأزهر» رصدت عددا منهن على سبيل المثال لا الحصر..

 نبدأ بالشهيدة فاطمة غزال التى تعد أول شهيدة فلسطينية، حيث استشهدت فى معركة وادى عزون، التى وقعت غرب بلدة عزون فى منطقة محطة المحروقات الحالية، والتى دارت بين الثوار والحكومة البريطانية المنتدبة على فلسطين فى ذلك الوقت، عام 1936م.

ابنها هو الشهيد محمود غزال الذى نحا منحى والدته، واختار الشهادة.. فقد شارك فى ثورة 1936م ضد الصهاينة والاحتلال البريطانى، وفى عام 1939 بعد استشهاد أمه بثلاث سنوات أعدمته الحكومة البريطانية الغاشمة، لقيامه بقتل عميل عربى لبريطانيا فى مدينة القدس ودفن فى مقبرة الأسباط هناك. وقد جاء استشهاد المناضلة الفلسطينية فاطمة غزال خلال مشاركتها فى تقديم الإمدادات الغذائية والماء للمقاتلين الذين تولوا مهمة الدفاع عن البلدة وما حولها، وكانوا مجتمعين تحت الزيتون إلى الغرب من عزون، حيث قنصها الجنود البريطانيون أثناء تأديتها الواجب الوطنى عام 1936، وكان عمرها قد جاوز الخمسين عاما تكللت بغار الشهادة، وتم تكريمها فى بلدة عزون والاحتفاء باسمها حيث ثم إطلاقه على المدرسة الأساسية المتوسطة للإناث.

دلال المغربى

شابة فلسطينية ولدت عام 1958 فى أحد مخيمات بيروت لأسرة من يافا لجأت إلى لبنان عقب نكبة عام 1948، تلقت دراستها الابتدائية فى مدرسة يعبد، والإعدادية فى مدرسة حيفا، وكلتاهما تابعة لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين فى بيروت.

اختيرت دلال المغربى كرئيسة لمجموعة تسمى «فرقة دير ياسين» لتنفيذ عملية انتحارية وكانت مكونة من عشرة فدائيين، وفى صباح يوم 11 مارس 1978، نزلت دلال مع فرقتها الاستشهادية من قارب كان يمر أمام الساحل الفلسطينى واستقلت مع مجموعتها قاربين مطاطيين ليوصلاها إلى الشاطئ فى منطقة غير مأهولة ونجحت عملية الإنزال والوصول إلى الشاطئ ولم يكتشفها الإسرائيليون، خاصة أن إسرائيل لم تكن تتوقع أن تصل الجرأة بالفلسطينيين للقيام بإنزال على الشاطئ على هذا النحو..

نجحت دلال وفرقتها فى الوصول إلى الشارع العام المتجه نحو تل أبيب وقامت بالاستيلاء على باص إسرائيلى بجميع ركابه من الجنود كان متجها إلى تل أبيب، حيث اتخذتهم كرهائن واتجهت بالباص نحو تل أبيب، وكانت تطلق خلال الرحلة النيران مع فرقتها على جميع السيارات العسكرية التى تمر بقربها، مما أوقع مئات الإصابات فى صفوف جنود الاحتلال، وبسبب كثرة الإصابات فى صفوف الجنود وبعد أن أصبحت دلال على مشارف تل أبيب كلفت الحكومة الإسرائيلية فرقة خاصة من الجيش يقودها إيهود باراك بإيقاف الحافلة وقتل واعتقال ركابها من الفدائيين، قامت وحدات كبيرة من الدبابات وطائرات الهليوكوبتر برئاسة باراك بملاحقة الباص إلى أن تم إيقافه وتعطيله قرب مستعمرة هرتسليا.

اندلعت حرب حقيقية بين دلال والقوات الإسرائيلية حيث فجرت دلال الباص بركابه الجنود فقتلوا جميعهم وقد سقط فى العملية العشرات من الجنود المهاجمين ولما فرغت الذخيرة من دلال وفرقتها أمر باراك بحصد الجميع بالرشاشات فاستشهدوا جميعا، بعد أن كبدت الصهاينة30 قتيلا وأكثر من 80 جريحا، وبعد الانتهاء من العملية ذهب إيهود باراك إلى جثمان الشهيدة دلال وشدها من شعرها أمام المصورين، غيظا وكمدا مما قامت به، وفى وصيتها الأخيرة طلبت من رفاقها المقاومة حتى تحرير كامل التراب الفلسطينى.

وفاء إدريس

بطلة كانت تبلغ من العمر 26 عاما، ومن سكان مخيم الأمعرى برام الله، نفذت واحدة من أكبر العمليات الاستشهادية التى أصابت العدو الإسرائيلى بالذهول، لتضحية الفتيات الفلسطينيات بأنفسهن فداء لوطنهن، ونجم عن العملية التى جرت فى شهر يناير 2002 إصابة أكثر من 70 إسرائيليا بالقدس الغربية. وكانت وفاء إدريس تعمل متطوعة فى الهلال الأحمر الفلسطينى ويعد شقيقها مسعود مسئولا محليا فى حركة فتح بمخيم الأمعرى للاجئين الفلسطينيين، وكانت إسرائيل قد اعتقلته فى السابق، وكانت وفاء قد اختفت آثارها قبيل ظهر يوم العملية، ويوم تنفيذ العملية وصلت إلى عملها كالمعتاد، غير أنها أخذت إذن مغادرة فى موعد سابق على حدوث العملية، ولم تعد بعدها إلى العمل، حتى علم كل زملائها وذويها بنبأ استشهادها.

ميمنة القسام

ميمنة عزالدين القسام مناضلة عربية فلسطينية، ومعلمة ومربية وخطيبة مفوهة، شاركت فى العمل الوطنى بصمت خلال فترة الثلاثينيات فى حيفا، ثم عملت فى العمل النسائى، من خلال الجمعية الخيرية النسائية فى طولكرم، وانتقلت إلى عمان حيث بقيت حتى وفاتها فى 28/6/ 2004، حفرت مكانة فى ذاكرة الشعب الفلسطينى الجماعية، وتاريخ عمل وإسهامات المرأة العربية فهى صاحبة تاريخ غنى، شاركت فى النضال السياسى فترة الثلاثينيات، واكتسبت مكانة مميزة لدى الشعب الفلسطينى، فكانت تقود الدور التحريضى الذى مارسته النساء الفلسطينيات فى الثلاثينيات.

لطفي عطية

طباعة
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg