| 24 أبريل 2024 م

حوار مع

وزير شئون القدس ومحافظها: 7 آلاف أسير بسجون الاحتلال بعد 25 سنة من المفاوضات!

  • | الخميس, 1 مارس, 2018
وزير شئون القدس ومحافظها: 7 آلاف أسير بسجون الاحتلال بعد 25 سنة من المفاوضات!

أكد عدنان الحسينى وزير شئون القدس ومحافظها ان الاستيطان والقمع والشهداء والاسرى والمعاناة زادت بمحاصرة سكانها والضغط عليهم بشتى الوسائل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية بهدف دفعهم إلى ترك مدينتهم.. وأضاف لـ«صوت الأزهر» أن ثقافتنا أننا نتمسك بالأرض ونموت فداء لها أما هم فثقافتهم الخوف والرعب وأن هناك أشياء كثيرة تطمئن أن المستقبل لنا بإذن الله..

صف لنا أحوال أهل القدس وما يقدمونه لنصرة الأقصى خلال الفترة الأخيرة.

التجاوزات التى يمارسها الكيان الصهيونى لا حصر لها نتيجة الضعف العربى فكلما ازداد الضعف العربى وازدادت الخلافات أمعنت إسرائيل بمزيد من السرقة والقمع ولابد أن تعود الامة إلى صحوتها لأن القضية وصلت إلى القدس التى تمثل كرامة الأمة ففيها الأقصى وكنيسة القيامة وغيرهما، وعبر التاريخ لم يكن الأقصى أسيرا إلا وكانت الأمة فى وضع هزيل والوقوف الآن مع الأقصى ومحاولة ترميم الأوضاع مسئولية الأمة فالفلسطينيون فى ظل الحصار الخانق الموجود عليهم بإمكانهم أن يعيشوا ولكن ليس بإمكانهم وحدهم أن يدافعوا عنه أكثر مما هم عليه الآن فقد ضحوا وقدموا الشهداء والدماء والأسرى وسرقت الأرض وقطعت الأشجار ومحيت الآثار ويعيشون فى معاناة ما بعدها معاناة وفى نهاية المطاف يقفون على أرجلهم ويمنعون ويعطلون ما يحدث قدر استطاعتهم.

وما رأيكم فى الهجمة الشرسة التى تتعرض لها المدينة المقدسة بعد قرار ترامب ورد الأزهر بمؤتمر عالمى؟

هذه هجمة صهيونية تدعمها جهات استعمارية كبرى ونحن كفلسطينيين بإمكاننا تحمل ذلك وحدنا بصدورنا العارية بل نحتاج إلى الدعم العربى والإسلامى.. أما موقف الأزهر فنحن نثمنه كثيرا والأزهر لم يغب فى يوم من الأيام عن أى محنة تمر بها الأمة وبالتالى كان صوته عاليا وكان المؤتمر وما يضمه من قامات كبيرة ومناقشات عديدة أشار إلى المعاناة والسرقة التى يتعرض لها القدس الشريف وهذا التواصل والوحدة يظهر أمام الطرف الآخر الذى يراهن على عدم تفاهمنا وتجاوزنا لخلافاتنا.

هل استغل الكيان الصهيونى حالة التفكك العربى لتمرير هذا القرار؟ وما فرص عملية السلام معه؟

بالفعل عندما تشتت العرب استغل الاحتلال الإسرائيلى هذا التشتت ومعه الإدارة الأمريكية لتمرير هذا القرار الجائر. أما عملية السلام فقد مر عليها 25 سنة من المفاوضات لم تأت بأى ثمار لأن الطرف الآخر كان يعبث بالمنطقة والمنطقة قبلت بهذا العبث ووجهة نظر الكيان الصهيونى أنه لا يرغب بالسلام لأنه سيعيد الأرض فرغبتهم واستراتيجياتهم وأيديولوجياتهم أن تكون كل فلسطين لهم ويقولون إننا ليس لنا مكان فى أرضنا وقلبوا الأمور أننا غرباء وهم أصحاب الأرض وعلينا أن نتوزع على 23 دولة عربية.. هذا هو مفهومهم فكيف يتفاعلون مع السلام؟! فعندما قبلت إسرائيل بالسلام كان هناك ضغط عربى على بعض الدول الغربية التى أقنعت إسرائيل بالسلام أما الآن فى ظل التفكك العربى فلن تقبل إسرائيل بالسلام أو الاعتراف بأى شىء لنا. 

دائما ما يهبّ الأزهر لنصرة القضايا الإنسانية والمقدسات الإسلامية واخرها القرار الجائر على القدس بل جعل عام 2018 عام القدس.. ما رأيكم؟

هذا كلام مهم ورسالة تصل لإسرائيل ومن وراءها أن قضية القدس ليست قضية للفلسطينيين المحاصرين وحدهم بل قضية أمة عربية وإسلامية قوية تعانى من بعض الأشكاليات هذه الأيام ولكن ستمر وتعود إلى سابق عهدها ولابد من دعم عربى حتى نظل على ارضنا.. ومؤتمر الأزهر كان مظلة جمعت كل مقومات الوحدة والتكاتف لنصرة القدس وأكبر فرصة لإعادة القضية الفلسطينية إلى الصورة بعدما أخذ تفتيت الدول العربية المقصود كامل الصورة خلال الفترة الأخيرة لدرجة جعلت البعض يتناسى القدس وما يحدث بها فالقضية أكبر منا والأمة العربية غنية عندها قدرات وإمكانيات كبيرة وبإمكانها أن تضغط للحفاظ على كرامتها فاللوبى الصهيونى يضغط على كل العالم حتى على أمريكا ويجب أن نتعلم ولابد أن يكون عندنا لوبى عربى إسلامى للتنسيق والترتيب.

لا يبالى الكيان الصهيونى بأى ردود ونسمع دائما عن التضييق الذى يمارسه على المقدسيين.. نود إلقاء الضوء على ذلك.

لا أبالغ إذا قلت إنه كل 10 امتار بالقدس يوجد مخفر شرطة يستوقفون الشباب ويفتشونهم ويبهدلونهم لكى يذلوهم ويقتلوا طموحهم ولكن هم أبطال لا يهمهم ذلك ولكن إلى متى يظل الفلسطينيون وحدهم يدافعون عن مليار ونصف المليار مسلم وعن المسيحيين أيضاً؟! وإلى متى تنتظر الأمة عهد التميمى لتقاوم الاحتلال وحدها؟! فنحن فى معركة مباشرة مع قوات الاحتلال الصهيونى ولكن ليست معركة الفلسطينيين وحدهم فهناك من يقتل أولاده كل يوم لكى يوقف الصهاينة عند حدهم.. فالهدف هو السيطرة على المنطقة والشرق الأوسط الجديد والفلسطينى بشجاعته هو من يعرقل هذا الهدف وخط الدفاع الأول هو القدس ولن نبرح بيوتنا وأراضينا ومقدساتنا حتى لو قتلونا كلنا.

كمحافظ للقدس.. كيف استقبلت قرار ترامب؟

كل تصرفات ترامب منذ تسلمه للرئاسة غير مدروسة تفتقد للخبرة ولا أحد يفهمها ونتوقع أكثر من هذا.. وكلامه لن يغير شيئا فنحن دولة معترف بها تحت الاحتلال وللاسف العالم لم يقدر على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية على قوات الاحتلال الصهيونى بحجمها الصغير فأمريكا من سنة 48 حتى الآن استخدمت ضدنا 43 فيتو لدرجة أشعرتنا اننا أكثر دولة مهمة عند الغرب وأمريكا.

■ ما عدد الأسرى بسجون الاحتلال؟ وكيف يعيش الفلسطينى بعد خروجه من السجن؟

7 آلاف سجين وأسير بسجون الاحتلال فمن يقاوم الاحتلال يضعون عليه نقطة سوداء فلا يمكنه العمل بأى محل بهدف تجويعه وإذلاله ويتم إبعاده عن القدس إلى الضفة الغربية لمدة شهرين فيعانى أهله من عدم وجود دخل للوفاء باحتياجاتهم.. وأصبح القتل شيئا عاديا فإذا مر شخص ووضع يده فى جيبه يتم ضربه بالنار فعندهم رعب رهيب من أى فلسطينى فهناك 64% من أراضى الضفة الغربية لا نقرب منها ونشتغل فى 17% بشق الأنفس وما دون ذلك تحت الرماح الإسرائيلية ويمنعوننا من حفر آبار للزراعة ومعظم الفلسطينيين شردوا خارج البلاد ويحاولون بشتى الطرق إضعافنا ومع ذلك نطمئن على المستقبل وعلينا معالجة المعطيات المستجدة والتهيئة لمواجهة الظلم والإمكانيات الهائلة للكيان الصهيونى.

هل تصيبكم هذه الأساليب بإحباط وتهجير للفلسطينيين أم تزيدكم قوة وثباتا؟

 ليس لدينا أدنى إحباط ولو كان هناك إحباط لهاجر الجميع من زمان فنحن فى الضفة الغربية وعرب الداخل عددنا 6، 2 مليون إنسان واليهود عددهم 6 ملايين منهم 2 مليون ليسوا بيهود فقد جمعوهم من بقايا الدول وضعهم الديموغرافى ضعيف ونحن ثقافتنا أن نتمسك بالأرض ونموت فداء لها أما هم فثقافتهم الخوف والرعب وهناك أشياء كثيرة تطمئن أن المستقبل لنا فنحن الأكثرية وهم الأقلية.

كيف تنظر للدور المصرى فى دعمه للقضية الفلسطينية؟

مصر طول عمرها أمنا لم تتركنا يوما واول ما نتضايق نتذكر مصر وقبل أن نفكر بحالنا ندعو لمصر أن يحميها الله ويحفظها.. نتعلم فيها ومنها حب المصرى لأرضه ويتغنى بها ولا يفرط فى ترابها وهذه هى تربيته ولذلك نجد هذا الجيش العظيم والإمكانيات الحضارية وعندما نمشى بمصر نرى تاريخ العالم كله..

مصطفى هنداوي

 

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
5.0

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg