| 28 أبريل 2024 م

حوار مع

د. سامية الجندي أستاذ علم النفس: منتيسورى.. كلمة سر نهضة التعليم في مصر

  • | الثلاثاء, 25 أكتوبر, 2016
د. سامية الجندي أستاذ علم النفس: منتيسورى.. كلمة سر نهضة التعليم في مصر

قالت الدكتورة سامية مصطفى الجندي أستاذ علم النفس وعميدة كلية الدراسات الإنسانية الأسبق بجامعة الأزهر بالقاهرة، إن تربية النشء تعتمد على أسس وأساليب علمية لتخريج جيل قادر على تحمل أعباء القيادة، مشيرا إلي أن دول الغرب اهتمت بالنشء منذ الولادة.

وطالبت الجندي المسئولين في مصر الاهتمام بالتعليم من خلال إرادة سياسية مع مشاركة مجتمعية، وتخصيص ميزانية كبيرة ووضع خطط مستقبلية قريبة وبعيدة؛ نظراً لأن التعليم قضية أمن قومي.

 

* بداية، كيف نكون جيلا قادرا على قيادة الأمة؟

- في فترات سابقة، لا يوجد اهتمام بالنشء بالصورة العلمية الصحيحة من الناحية الاجتماعية أو النفسية مقارنة بالوقت الحالي؛ نظراً لأن أغلب الأمهات متعلمات فأصبحن يحاولن تطبيق الجوانب العلمية في التنشئة العلمية قدر استطاعتهن، وهذه التنشئة هامة لكل الأطراف، خاصة الوالدين بل وكل الأسرة، لأن هذا ينعكس على الطفل نفسيا وصحيا، أما من الناحية الأكاديمية لابد من مراعاة الأم لرفع مستواه التعليمي، بجانب دور الدولة المهم من خلال تقديم مناهج علمية تتسم بالمنهجية العلمية المتطورة من متابعة ما تقدم فيه غيرنا مع نشئهم، وكيفية جلبه وتطبقه في بلدنا على أرض الواقع، إن أردنا النهوض ببلدنا من خلال تنشئة سليمة لهذه الأجيال.

كيف نستقي من تجربة الغرب طريقة النهوض بأجيالنا؟

دول الغرب اهتمت بأبنائها، بداية من الأسرة والأسس العلمية التي ينتهجها الوالدين منذ الولادة، واستخدام النظريات المفيدة لارتقاء مستوى أبنائهم بجانب الرعاية الاجتماعية من قبل الدولة للنشء من متابعة كل الأطفال، ووضع سجل لكل طفل منذ ولادته ينتقل معه أينما ذهب، يسجل فيه وضعه الصحي والنفسي والعقلي وكل الجوانب الأخرى المتعلقة بالطفل لمعرفة تاريخه في كل مناحي حياته، وهناك اهتمام آخر من الدولة متمثل في المناهج الدراسية العلمية المتقدمة، فنجدهم مثلا يطبقون مناهج ما تسمى "منتيسورى" وهذا يعد من البرامج العلمية المتقدمة للنهوض بمستوى الطفل، يستخدم من ثمانينات القرن الماضي، فنجد أن مستوى الذكاء لدى الطفل الغربي ينمو بسرعة كبيرة، والملاحظ في البطولات العالمية بالأنشطة المختلفة التي نجدها من خلال الأولمبياد العالمية والمسابقات الدولية متقدمين عنا بكثير؛ لأن اختيار أبطال هذه الألعاب يكون منذ السنوات الأولى.

الاهتمام بالتعليم سر نهوض الأمة، ما تقييمك للتعليم في الدول العربية؟

الدول العربية سبقتنا بخطوات في تحسين مستوى التعليم، وللأسف صنفنا عالميا ما قبل الأخير على مستوى العالم، والعجيب أن أغلبية الدول العربية نحن من علمناهم ووضعنا لكثير منهم مناهجهم سبقونا بمراحل، كما لاحظت أن أكثر الشهادات العربية التي يحصل عليها عرب من الدول الغربية، ولا أبالغ إذا قلت أن نسبة شهادتهم العلمية التي حصلوا عليها من الغرب أكثر منا بكثير، ولا ننكر أن المستوى الاقتصادي لديهم كبير، بجانب استقطاب الدول العربية لغالبية الكفاءات العملية المصرية، وإغرائهم بالموارد المالية الكبيرة، بما ساعد على هجرة أصحاب الكفاءات إليهم، والتعليم عندنا ما زال محتاج نهوض وجهود جبارة يسبقها إرادة سياسية مجتمعية تشارك فيها كل مؤسسات الدولة، وأطالب القائمين على التعليم في مصر وضع ميزانية كبيرة، وخطط مستقبلية قريبة وبعيدة، لأن التعليم قضية أمن قومي.

أصبحت للدراما تأثير كبير في تكوين الشخصية سواء بالسلب أو الإيجاب، ما تعليقك؟

 شاهدت بعض المسلسلات الدرامية في الفترة الأخيرة فوجدت أن فيها مجموعة كبيرة من الأعمال خارجة عن السياق، وهذا لا ينسيني أن هناك أعمالا درامية جميلة وهادفة جذبت كثير من المشاهدين مقارنة بالأعوام الماضية، وقد تعجبت من المسئولين على الرقابة وأصحاب القنوات الخاصة من إذاعة برامج ومسلسلات خارجة عن السياق والعرف، رغم أنه من المفترض أن تعود بالنفع على المشاهدين من تقويم سلوك أو ترشيد استهلاك أو نشر ثقافة، بجانب تعليم الألفاظ البذيئة والخارجة على العرف والتقاليد، وأطالب المسئولين في الدولة أن ينتقوا الأعمال الدرامية الجيدة وتشجيعها، وأن يفسحوا المجال للتي تناقش القضايا والمشكلات بهدف النهوض بالبلاد.

سبق النبي الكريم الأوائل في علاج أمراض النفس، وتفتقر الأبحاث العلمية لعلمائنا إلى الاستشهاد به.. ما تعليقك؟

لقد تحدث النبي الكريم في كل أنواع العلوم باستفاضة وعلم البشرية كلها، وجاء من بعده العلماء المسلمين الأوائل المتخصصين فشرحوا للبشرية وكشفوا عن مكنون كلام المصطفى من خلال أحاديثه النبوية وقبلها الآيات القرآنية وما تحويها من أسرار ربانية، وكل الفضل للحضارة الإسلامية التي كانت هي البداية للنهضة الأوربية الحاضرة، والذي ينكر ذلك فما عيب الشمس ألا تراها الخفافيش، فعلماء جامعة الأزهر الشريف يحافظون على التراث والحضارة الإسلامية ويعملون بما قاله النبي الكريم وعلماء المسلمين، كما أن قسم علم النفس لا يخلوا بحث إلا وتجد استشهاد من الإسلام وعلمائه الجلاء، هذا ما تعلمناه في جامعة الأزهر وانفردنا به عن غيرنا بجانب دراسة أقوال علماء الغرب، ولكن خريجي الجامعات الأخرى يجعلون غالبية مراجعهم واستشهادهم العلمية بعلماء الغرب وعلى رأسهم علماء أجلاء يشار لهم بالبنان.

لطفي عطية

 

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
1.6

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg