| 24 أبريل 2024 م

رياضة

الدكتور السيد أبوشنب .. يكتب: "لمسة ولعبة".. ذكريات الماضى وأسبوع شباب الجامعات

  • | الخميس, 24 أكتوبر, 2019
الدكتور السيد أبوشنب .. يكتب: "لمسة ولعبة".. ذكريات الماضى وأسبوع شباب الجامعات
د/السيد أبوشنب

 

عندما يُذكر الأزهر الشريف يتبادر إلى الذهن الجامع الذى ترتفع مآذنه فى سماء القاهرة تفنى القرون وتتحدى الزمان وتحضن أرض الكنانة وتبثها الوجد والعشق، وتحوطها بألوان من الجمال والجلال والأصالة، ويتذكر الناس علماءه العظماء الذين كان وأجل من الملوك، ويستعيدون تاريخه المجيد عبر العصور، وعطاءه الفريد للدنيا، وتاريخه الأشم المبارك، وتبدو صورة الأزهرى الجميلة بهندامه الرائع المتمثل فى الجبة والعمامة، وبيانه الماتع فى خطبه وأحاديثه، وعقله الحصيف، ونفسه الوثابة الطموح.

وهذه الصورة مع حضورها إلى يوم الناس هذا تعيش معها صورة أخرى للأزهرى تحمل من الماضى جوهره وأصالته، والتزامه ونجابته، لكنها تنغمس فى الحياة الحديثة، وتواكب الحضارة والتقدم.. فطلاب جامعة الأزهر وإن امتازوا بحمل رسالة الإسلام وأمانة الدعوة وحماية الشريعة واللغة والتراث يشاركون غيرهم من طلاب الجامعات الأخرى أنشطتهم وفعالياتهم.

وإن أنسى لا أنسى يوم ترأست فوج جامعة الأزهر فى رحلة بالقطار إلى مدينتى الأقصر وأسوان لمدة أسبوع كامل كان من أجمل أيام حياتى... ودع رئيس الجامعة الفوج بمحطة مصر، وراحت عجلاته تنهب الأرض وتطوى المسافات وخصصت بعض القاطرات للبنين وبعضها للبنات، وكنت أمر على كل قاطرة بنفسى أذكر الطلاب بقيمة الأزهر، وما ينبغى أن يظهر عليه طلابه، فهم دعاة وإن درسوا الطب والهندسة والتجارة وغيرها، وهم أئمة للحق أين ساروا، وأن ديننا لا يمنع الترفيه النقى الحلال، وكان طلابنا فى إقامتهم وزياراتهم للمعالم السياحية يضربون أروع الأمثلة فى الاستقامة والالتزام والذكاء شهد بذلك إدارة الفندق والمرشدون السياحيون وغيرهم، كنت أنشد معهم كل صباح نشيدا كتبه د.سعد ظلام رحمه الله يقول: نحن بنى الأزهر الأغلب/ طلائع محرابه الأرحب، أتينا إليه بروح أبى، وعزم على الدهر لن يغلب/ فنحن الهداة لدين الإله/ ونحن الحماة لدين النبى... كنت أشعر بسعادة غامرة وأنا بين الطلاب وهم يصلون ويقرأون ويلعبون ويمرحون ويرفعون راية الأزهر خفاقة فى صعيد مصر.

واذكر كذلك عندما ترأست فوج الجامعة أيضاً فى أحد أسابيع الشباب بمدينة الجامعية، ورأيت المشايخ يستحيلون أبطالا فى مختلف اللعبات يحققون الانتصارات، ويحرزون الميداليات، ويحطمون الأرقام، ويشتركون فى المسابقات الثقافية، ودورى المعلومات فيتقدمون كل الجامعات وسط دهشة وإعجاب من الجميع، كنت أستمع لطالبة الطب التى تقرأ القرآن بالقراءت العشر، وطالب الهندية الذى ينشد التواشيح بتمكن واقتدار، وطالب الشريعة الذى فاز بسباق المسافات الطويلة، وطالب اللغة الذى أقصى منافسه فى تنس الطاولة وغيرهم وغيرهم الكثير.

كنت عندما اجتمع بهم ليلا أشد على أيديهم، وأذكرهم بنعم الله عليهم أن جعلهم من أبناء الأزهر الشريف... وأذكر أن رئيس إحدى الجامعات قال لى كيف تسيطر على هؤلاء الطلاب؟ بعدما وجدهم أكثر الطلاب التزاما، قلت له: «إننا فوج جامعة الأزهر الشريف» ولم أزد على هذا، ففهم ما أقصد، ولم يعقب.. أزهرنا الشريف زاخر بالمواهب فى كل اللعبات الرياضية، والنشاطات الثقافية والأسر والكشافة والجوالة وغيرها وهناك إدارة رعاية الشباب بإدارة الجامعة وإدارات أخرى تتبعها فى كل كلية يعملون فى دأب وصمت ويحققون للأزهر كل تقدم وازدهار.

طباعة
الأبواب: رياضة
كلمات دالة:
Rate this article:
5.0

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg