| 01 مايو 2025 م

رياضة

اعتداءات متكررة على المسجد تستفز مشاعر المسلمين.. الأزهر يُجدِّد دعواته لحماية "الأقصى" ودعم صمود المقدسيين

  • | الثلاثاء, 15 أبريل, 2025
اعتداءات متكررة على المسجد تستفز مشاعر المسلمين.. الأزهر يُجدِّد دعواته لحماية "الأقصى" ودعم صمود المقدسيين

 

جدَّد مرصد الأزهر العالمى لمكافحة التطرف، أحد أبرز القطاعات الأزهرية، دعواته للمؤسسات الإسلامية والعربية إلى تكثيف جهودها لحماية المسجد الأقصى، ودعم صمود المقدسيين فى وجه العدوان الصهيونى الغاشم، حيث إن جريمة اقتحام ساحات المسجد الأقصى من قِبل المتطرفين الصهاينة تأتى ضمن جرائم الاحتلال ومخططاته لتزوير الحقائق التاريخية، ومحاولة طمس الهوية الإسلامية والعربية للمدينة المقدسة، ويدين مرصد الأزهر لمكافحة التطرف فى الوقت نفسه بأشد العبارات الاقتحام السافر الذى قام به وزير الأمن الصهيونى المتطرف لباحات المسجد الأقصى المبارك، برفقة مجموعات من المستوطنين الصهاينة، تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال، هذه الاعتداءات المتكررة التى تُعد تصعيداً خطيراً واستفزازاً صارخاً لمشاعر مليارى مسلم حول العالم، وانتهاكاً فجاً للوضع القانونى والتاريخى القائم فى المسجد الأقصى، الذى يعد حقاً خالصاً للمسلمين وحدهم.

وحذَّر مرصد الأزهر من أن هذه الاقتحامات الممنهجة تأتى فى سياق محاولات سلطات الاحتلال فرض سيطرة صهيونية على المسجد الأقصى، ضمن مخطط تهويدى خطير يسعى إلى طمس الهوية الإسلامية والعربية للمدينة المقدسة، وحماية المقدسات الإسلامية فى القدس واجبٌ على الأمة الإسلامية والعالم أجمع، كما أن على المجتمع الدولى، والمنظمات الحقوقية والأممية تحمُّل مسئولياتها القانونية والأخلاقية لوقف هذه الاعتداءات المتكررة، ومنع الاحتلال من فرض واقع جديد فى المدينة المقدسة، إذ إن هذه الاعتداءات تُمثل خرقاً صارخاً للقوانين والمواثيق الدولية، التى تحظر المساس بالأماكن المقدسة وتمنع أى تغيير فى الوضع القائم، مؤكداً أن هذه الممارسات العدوانية لن تغيِّر من هوية القدس الإسلامية والعربية، وستظل القدس عاصمة أبدية لفلسطين.

كما أدان نظير محمد عياد -مفتى الديار المصرية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء فى العالم- بأشد العبارات، العدوان الصهيونى السافر على المسجد الأقصى المبارك، تحت حماية قوات الاحتلال، معتبراً أن هذا التصرف الإجرامى استفزازٌ متعمَّدٌ لمشاعر المسلمين فى شتَّى بقاع الأرض، وهمجية صهيونيةٌ مرفوضةٌ وانتهاكٌ فجٌّ لحُرمة المقدسات الإسلامية، وتصعيدٌ خطيرٌ لا يمكن السكوت عنه.

وأكد مفتى الجمهورية أن هذا الاقتحام الغاشم ليس مجرد حادث عابر، بل هو امتدادٌ لسلسلة ممنهجة من الجرائم التى تهدف إلى فرض واقع احتلالى جديد على الحرم القدسى، فى تحدٍّ فج لكافة القوانين والمواثيق الدولية التى تؤكد ضرورة احترام المقدسات الدينية وعدم التعرُّض لها بأى شكلٍ من الأشكال، مشدداً على أن المسجد الأقصى المبارك، سيبقى حرماً إسلامياً خالصاً ما بقيت الدنيا ولن تُغيِّر الاقتحامات المتكررة ولا المخططات الصهيونية من هُويته الراسخة، ولن تمنح الاحتلال أى شرعية زائفة على أرضٍ ليست له.

وحذِّر من أن هذا العدوان الممنهج سيؤدى إلى تداعيات خطيرة تُهدد الأمن والاستقرار فى المنطقة، مطالباً المجتمع الدولى بتحمُّل مسئولياته القانونية والأخلاقية واتخاذ خطوات عملية وفورية لوقف هذه الانتهاكات، وضرورة التحرُّك العاجل والفاعل لوقف هذه الانتهاكات المتكررة، قبل أن تجر المنطقة إلى مزيدٍ من التوتر والصراع.

يذكر أن وزير الأمن الصهيونى المتطرف، إيتمار بن جفير، قام، الأربعاء الماضى، بعد عودته لتولى منصبه الوزارى فى حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة، باقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك، برفقة مجموعة من المستوطنين الصهاينة، وذلك بعد مرور ثلاثة أشهر فقط من اقتحامه الأخير للمسجد الأقصى خلال احتفالات عيد الأنوار (الحانوكا) العبرى، وقد اقتحم المتطرف المسجد الأقصى من باب المغاربة، حيث حظى بتأمين مكثف من قبل شرطة الاحتلال، كما رافقه خلال الاقتحام رئيس إحدى منظمات جبل الهيكل المزعوم، والتى تُسمى "إدارة جبل الهيكل" الحاخام "شمشون ألبويم"، وعادت أعداد كبيرة من المستوطنين إلى اقتحام المسجد الأقصى والتجول فى باحاته، حيث أدوا طقوساً تلمودية فى الجهة الشرقية منه، وذلك بعد انقطاع تام استمر لمدة أسبوعين خلال العشر الأواخر من شهر رمضان الفضيل وأيام عيد الفطر، وكان أحد المستوطنين يرتدى قميصاً يحمل صورة الهيكل المزعوم خلال اقتحامه للمسجد المبارك. يُذكر أيضاً أن شرطة الاحتلال تعمدت طرد المصلين الفلسطينيين من ساحات المسجد المبارك فى الوقت نفسه الذى اقتحم فيه بن جفير ومجموعات من المستوطنين باحاته.

فى سياق ذلك، أدان مرصد الأزهر الجريمة الوحشية النكراء التى ارتكبها الكيان المحتل المجرم باستهدافه الآثم لخيمة الصحفيين الشرفاء فى غزة العزة. هذه الفعلة الشنيعة، التى أزهقت أرواحاً طاهرة كانت تحمل رسالة الحق للعالم، تُمثّل اعتداءً سافراً، وخرقاً واضحاً لكافة القوانين والأعراف الدولية التى تحظر استهداف الصحفيين العُزّل، الذين لا يملكون من قوة إلا ضمائرهم الحيّة وأقلامهم الصادقة كسلاحٍ لهم. إن هذا العمل الإجرامى الجبان ما هو إلا محاولة يائسة لإسكات صوت الحقيقة وتغييب الصورة الواقعية لجرائمهم البشعة التى تُرتكب بحق أهلنا فى فلسطين.

ونُجدّد تأكيدنا أن هذه الجريمة البشعة ليست حادثاً عابراً، بل تُشكل حلقة جديدة ضمن سلسلة الاستهداف الممنهج والمستمر للصحفيين منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة. وقد أدى هذا الاستهداف إلى ارتفاع عدد الشـهـداء من الصحفيين إلى 210، بعد وقوع جريمة قصف خيمة للصحفيين بالقرب من مستشفى ناصر فى خان يونس، أثناء تأديتهم واجبهم المهنى والإنسانى فى نقل الحقيقة إلى العالم.

إن الكلمات لم تعد تُعبّر بشكل كافٍ عن الفظائع التى يشهدها القطاع، فكل دقيقة تمر تحمل معها انتهاكاً جديداً يتجاوز حدود التصور، حيث تُركل الإنسانية والضوابط القانونية الخاصة بالنزاعات بلا مبالاة، فى مظهر من التبجح والعطش المرضى لسفك الدماء. وأكد المرصد أنه لن تذهب دماء شهـدائنا من الصحفيين والمدنيين سُدًى، بل ستبقى شاهداً حياً على وحشية الاحتلال وعلى صمود إرادة شعب فلسطين فى مواجهة الظلم والطغيان.

 

 

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2025 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg