| 05 مايو 2024 م

ضد التكفير

أوقفوا الكراهية بالقانون

  • | الأحد, 21 مايو, 2017
أوقفوا الكراهية بالقانون

قرّر فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيِّب شيخ الأزهر الشريف، تشكيل لجنة بإشراف  المستشار محمد عبدالسلام، المستشار القانونى والتشريعى للأزهر الشريف، وذلك لإعداد مشروع قانون لمكافحة الكراهية والعنف باسم الدين.

وقال المستشار محمد عبدالسلام إن هناك عدة اجتماعات مع عدد من الخبراء والمختصين لعرض الأفكار الأولية على فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، موضحاً أن فضيلته وجه بأن يتم العمل بشكل مكثف خلال الأيام المقبلة على إعداد مشروع القانون تمهيداً لعرضه على هيئة كبار العلماء لمناقشته ثم تقديمه إلى مجلس النواب خلال دور الانعقاد المقبل وفقا للإجراءات المنظمة لذلك.

وأوضح عبدالسلام أن الغرض من إعداد مشروع القانون المقترح  هو تجريم الحض على الكراهية ومظاهر العنف التى تمارس باسم الأديان وهى منها براء.

وقالت مصادر بمشيخة الأزهر إن القانون يمكن له حال تفعيله أن يضبط المناخ المنفلت الحالى، سواء فوضى الفتاوى عبر الفضائيات أو التكفير والخوض فى العقائد، مشيراً إلى أنه من الواجب أن تكون هناك مسئولية كبيرة على وسائل الإعلام بمنع الحديث فى العقائد والمقارنات بين الأديان وكل فعل وقول يمكن أن يمثل تحقيراً أو ازدراء لعقائد ومعتقدات المواطنين.

وأضافت المصادر أن التفكير فى القانون سابق للأحداث المنفلتة الأخيرة المتعلقة بالتكفير، وأنه كان من المأمول أن يبدأ العمل بالقانون بعد إعلان وثيقة الأزهر للمواطنة والعيش المشترك، الناتجة عن فعاليات مؤتمر الأزهر للمواطنة والحرية والتنوع، لكن الانشغال بمؤتمر الأزهر العالمى للسلام وبزيارة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان أدى إلى تعطل المشروع قليلاً.

ويأتى هذا القرار المهم فى إطار جهود الأزهر الشريف فى مكافحة العنف والتطرف، والعمل على نشر الخطاب المستنير ومواجهة الأفكار الشاذة والخارجة عن سماحة الأديان، واتخاذ جميع السبل من أجل نشر ثقافة التسامح والأخوة بين الناس ومنع كل ما من شأنه إثارة الأحقاد والكراهية بين أبنا الوطن الواحد.

ولقى قرار الإمام الأكبر ترحيباً كبيراً من المجتمع، فيما أجمع برلمانيون وقانونيون ومثقفون ورجال دين إسلامى ومسيحى على أهمية أن يتصدى الأزهر لمثل تلك المبادرات المهمة والمشتبكة مع القضايا الفكرية الحقيقية التى يعانى منها المجتمع.

وكان الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر قد شرح فى التليفزيون المصرى معنى كلمة كفر، وبين أنها مصطلح نسبى، وأنها تستخدم حتى فى الأفكار والآراء، وأن بعض المفكرين استخدموها فى تعبيراتهم «أنا مؤمن بهذا الرأى وكافر بهذا الرأى»، فالكفر هو إنكار شىء ما.

وأوضح الإمام أن القرآن الكريم عبَّر عن المؤمن ذاته بالكافر فى سورة البقرة على سبيل المثال فى قوله تعالى: فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله.. فقد وصف المؤمن وصفين، بأنه كافر بالطاغوت والشرك، ومؤمن بالله. وأشار الإمام إلى أن المسلمين كفار فى نظر المؤسسات الدينية الغربية الكبرى. ونصح الشباب والجانبين من المسلمين والمسيحيين بألا يلعبوا على هذه الكلمة، واختتم بقوله إن الحوار فى العقائد لا يصح لهذا السبب.

وقال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، لست أدرى سببا لهذا القاسم المشترك الذى لا يكاد يغيب عن حوار يجرى مع ضيف من المتحدثين فى الشأن الدينى فى فضائية من الفضائيات حيث يفاجأ الضيف بسؤال يتعلق بتكفير شخص أو جماعة أو أتباع دين من الديانات السماوية رغم موقف الأزهر الواضح من قضية التكفير وخطورة الانزالق فيها، ورغم مناشداته المتكررة للمتحدثين للمنتسبين للعلماء ووسائل الإعلام عدم إثارة هذه الموضوعات عبر النوافذ الإعلامية المختلفة وذلك لخطورتها على الأمن الفكرى للمجتمعات وفتح باب الفتن بين نسيجها دون طائل يرجى منها.

 وكان مجمع البحوث الإسلامية أكد فى بيان له أن الأزهر لا يملك تكفير الناس، مضيفاً أنه لا يمثل الأزهر الشريف إلا الإمام الأكبر شيخ الأزهر، والقرارات الصادرة من هيئة كبار العلماء مجتمعة، ومجمع البحوث الإسلامية مجتمعاً، أو دار الإفتاء فيما تصدره من فتاوى تلتزم بالأصول الإسلامية التى لا خلاف عليها فى الأزهر الشريف وبين علمائه.

وأكد المجمع أن الأزهر الشريف يحرص كل الحرص على البر والمودة والأخوة مع شركاء الوطن من الاخوة المسيحيين. كما أمر بذلك القرآن الكريم، ويهيب بالمتحدثين فى الشأن الدينى بألا يكونوا أدوات تستغل لإحداث الفتن وضرب استقرار المجتمع، كما يهيب بالجميع أن يلتزموا بقيم الإسلام ومبادئه وأحكامه، وأدب خطابه.

طباعة
كلمات دالة: ضد التكفير
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg