| 05 مايو 2024 م

ضد التكفير

مفكرون أقباط: الإساءة للأديان لا يمكن أن تبنى وطناً

  • | الأربعاء, 7 يونيو, 2017
مفكرون أقباط: الإساءة للأديان لا يمكن أن تبنى وطناً
جمال أسعد

أثارت تصريحات القس مكارى يونان، رئيس الكنيسة المرقسية الكبرى بالقاهرة، تعقيبا على ما قاله الشيخ سالم عبدالجليل وكيل وزارة الأوقاف السابق عن المسيحيين، ردود فعل غاضبة من مختلف النخب المصرية، حيث اتهم القس مكارى الإسلام بأنه انتشر بالسيف والرمح، وأن الإسلام ضغط على المسيحيين فى مصر، مما قلل من أعدادهم، فتركوا المسيحية ولجئوا إلى الإسلام خوفا من السيف، معلنا أنه بلا مقارنة بين عقيدة وعقيدة فإن عقيدتنا المسيحية التى وصفت بالفاسدة، هى عقيدة الطهارة ونقاوة القلب.

من جانبه، أدان جمال أسعد، الكاتب والمفكر القبطى، تصريحات القس مكارى يونان والتى اعتبرها إساءة للمسيحية قبل الإسلام، مؤكدا أن تصريحات مكارى لا تعبر عن الأقباط، ولا تعبر حتى عن شريحة بسيطة منهم، وإنما تعبر عن رأيه هو، وإن كانت تعبر عن رأيه فلا يجوز مطلقا أن تسىء لدين على حساب دين آخر، مشددا على أن تصريحات مكارى مرفوضة رفضا قاطعا، واصفا إياها بأنها تصريحات خيالية غريبة ليس لها انتماء لا للكنيسة أو المسيحية، داعيا إلى مبدأ المحاسبة بالمثل، فكما أدينت تصريحات الشيخ سالم عبدالجليل، فإننا ندعو إلى إدانة تلك التصريحات التى خرجت من القس مكارى يونان، بل وأدعو إلى محاكمته على خلفية تصريحاته التى أساء فيها إلى الإسلام، لأنه يهدد السلم والأمن المصرى.

وأوضح المفكر القبطى أن هذه الممارسات وتلك التصرفات تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن القس مكارى خليل لا يحترم الأديان، لأن الله تعالى أقر التعددية الدينية، وأكد على العلاقات الإنسانية منذ القدم، فلو كانت العلاقات بين الأديان صراعا واقتتالا ما بقيت البشرية، ومثله مثل الذين يهاجمون المسيحية ويسيئون إليها، وإن كان يدعو إلى أن المسيحية محبة وتعايش، فالأولى أن تترجم هذه المحبة فى سلوكه، بأن يبتعد عن أى إساءه للإسلام، منوها عن أننا عشنا مسلمين ومسيحيين معا، على أرض هذا البلد، لم نر هذه التصريحات المسيئة، وهذه النعرات التى تسىء للأديان، إلا فى هذا العصر، مبينا أن الأمل معقود على قانون مكافحة الكراهية والعنف، الذى كلف فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر لجنة لاعداده لتقديمه للبرلمان.

وقال أسعد: إننى أدعو الكنيسة المصرية لاتخاذ إجراءات ضد مكارى، جراء تصريحاته المسيئة للإسلام والمسلمين، أسوة بما قام به الأزهر الشريف، ووزارة الأوقاف فى حق الشيخ سالم عبدالجليل، والذى أساء إلى المسيحيين، مشيراً إلى أن القس مكارى يمثل مؤسسة دينية فيجب أن تتخذ الكنيسة إجراء ضده.

وقال المفكر والمثقف القبطى كمال زاخر: إننى أرفض تصريحات القس مكارى يونان، التى أساءت للإسلام إساءة بالغة، وما صدر منه لا يمكن اعتباره سوى رأى خاص به، منوها بأن أسس المواطنة تعتمد فى احترامنا للأديان، ولا نتناولها بأى إساءة، ولذا نرفض تصريحات مكارى جملة وتفصيلا، منبها على أن الخوض فى الإساءة للأديان لا يكون مطلقا بإلصاق التهم إليها، وإن كانت هناك قضايا تتم مناقشتها، فإن مناقشة القضايا وبخاصة العقدية أو المتصلة بالأديان لا تكون جزافا، وإنما تكون وفق ضوابط وأسس، أهمها ألا نسىء لأدى دين أو عقيدة، فكل عقيدة واجبة الاحترام.

وأوضح زاخر، أن الإساءة للأديان لا يمكن أن تبنى وطنا، بل تفرق أوطانا، وما تعانيه الدول من حولنا من وجود فتن طائفية، وأعمال اضطهاد إنما كان منشؤها فى الأصل الإساءة للأديان والعقائد الأخرى، وما شهدنا الإساءة للأديان سواء المسيحية أو الإسلامية، سوى فى هذا الوقت، مناديا بضرورة تفعيل قانون يجرم الإساءة للأديان، لمواجهة هذه الظاهرة التى تزايدت تدريجيا.

فيما اعتبر الدكتور نبيل لوقا بباوى، المفكر والمثقف، أن الإساءات المتكررة للأديان لا بد لها من رادع، حتى لا تتكرر، ولا تخرج لنا مثل هذه النماذج، مشيراً إلى أن مناقشة الأمور الخلافية بين الأديان لا تتم بشكل مطلق أو بلا قيود، ففى النهاية ستؤدى إلى الإساءة إن لم يحكمها العقل، فلكل دينه ومعتقده، والقرآن الكريم قال: «لكم دينكم ولى دين» فلا يصح أن نتناول الأديان بإساءات، سواء الدين المسيحى أو الإسلامى، لأنه لن يقوم المسيحى بتغيير دينه، وكذا المسلم لن يغير دينه، وأى إساءات للأديان سوف تزيد من إشعال الفتن، وتؤثر على الوحدة الوطنية التى عهدناها فى مصر منذ بدء وجود الديانتين على أرضها، مطالبا بضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية ضد أى إساءة للعقائد أو الأديان.

حسن مصطفي

طباعة
كلمات دالة: ضد التكفير
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg