| 05 مايو 2024 م

ضد التكفير

علماء دين: الحديث فى عقائد الآخرين "لا يصح"

  • | الثلاثاء, 6 يونيو, 2017
علماء دين: الحديث فى عقائد الآخرين "لا يصح"

«الحديث فى عقائد الآخرين.. لا يصح»، عبارة أكد عليها علماء دين إسلامى ومسيحى، مشيرين إلى أننا غير مطالبين بالتفتيش عن عقائد الآخرين ولا من حق غيرنا أن يفتش عن عقائدنا. وقالوا مهما يخطئ مسلم فى حق المسيحيين أو العكس فهذا لن يفرقنا بل سيزيدنا قوة.

من جانبه، قال الشيخ محمد زكى الأمين العالم للدعوة الإسلامية العالمية، ورئيس لجنة المصالحات بالأزهر الشريف، إن المنهج القرآنى فرق فى التعامل مع غير المسلمين بين موطن وموطن آخر، فكثير من المسائل التى تثار عبر السماوات المفتوحة أولى بها ومكانها الصحيح قاعات الدرس، ولا ينبغى أن تتجاوز قاعة الدرس لتحدث بلبلة فى أذهان وأفكار الناس، والمنهج القرآنى يوضح أيضاً أن الرفق والسماحة فى التعامل مع الآخرين لا بد وأن يبلغ غايته ولنأخذ مثالاً من كلام الله تعالى حين قال «قُلْ لا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُون» سورة سبأ الآية: (25) فسمى المولى سبحانه وتعالى فعله وهو الحق إجرام ولا يتهم عملهم بشىء، وقوله تعالى «وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِى ضَلَالٍ مُّبِينٍ» سورة سبأ آية (24).

وطالب الشيخ زكى كل أبناء الوطن الواحد مسلميه ومسيحييه بأن يكونوا على قدر ومكانة بلدنا مصر، وإننا فى غنى عما يعكر صفونا، فأعداؤنا يتربصون بنا الدوائر، فلا تعطوهم الفرصة للنيل منا ومن وحدتنا وتجمعنا، فقد جربوا كل أنواع الخداع والمكر والوقيعة بيننا، والحمد لله ما زلنا متوحدين فحافظوا على مصر.

فى ذات السياق، أوضح الدكتور عبدالله محيى الدين عزب وكيل كلية أصول الدين بالقاهرة، أنه لا يجوز الكلام فى عقائد الآخرين عبر الفضائيات ولا يصح ذلك، لأن أمر العقائد موكول للمولى سبحانه وتعالى، والعقيدة أمر باطنى لا يعلمه إلا الله، وحساب العباد يوم القيامة سيكون بينهم وبين رب العباد قال تعالى: «لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ» سورة الكافرون الآية: (6)، فنحن غير مطالبين بالتفتيش عن عقائد الآخرين، ولا من حق غيرنا أن يفتش عن عقائدنا، وهذا الأمر يرجع فيه للعلاقة بين العبد وربه، موضحاً أن الناموس الإلهى أن يكون الناس مختلفين سواء فى اللون أو الجنس أو العقيدة أو اللغة، ولو أراد الحق أن نكون ديناً واحداً لفعل قال تعالى «وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ» سورة هود آية: 118.

وأضاف عزب: طبيعى أن يكون كل أصحاب الديانات مقتنعين بدينهم ومؤمنين به ويدافعون عنه، وان ما سواهم ليسوا على حق، لكن ليس من حقك التقليل أو التشويه والنيل من دين الآخرين وتسفيه أتباعه، لأن مثل هذه الأمور مدعاة للنفور والتفرقة والمشاحنات ويمكن أيضاً للاقتتال لقدر الله، فعلى عقلاء الأمة أن يكونوا واعين لمثل هذا الأمور للمرور منها على خير لمصر وشعبها.

من جانبه، قال الدكتور رسمى عبدالملك الخبير التربوى ومسئول التعليم ببيت العائلة المصرية: بداية لا شىء يعلو على مصلحة هذا الوطن، وأحب أن أطمئن كل المصريين بأنه مستحيل أن تصل مصر إلى حد الفتنة الطائفية لأن عموم المصريين من مسيحيين ومسلمين يشعرون بأنهم أبناء وطن واحد، وهذا لا ينكر أن هناك قوى خارجية هدفها تصعيد التوتر والاحتقان الطائفى والاجتماعى لتوليد بيئة متصارعة متوترة دائما ومنقسمة للنيل من مصر ومقدراتها، مضيفا مهما يخطئ مسلم فى حق الأخوة المسيحيين أو العكس فهذا لن يفرقنا بل سيزيدنا قوة وتماسكاً وفى نفس الوقت لا يعفى من أخطأ من العقاب.

وأشار عبدالملك إلى أن مواقع التواصل الاجتماعى يوجد بها سجال عقيم بين شباب الأمة حول قضايا صغيرة لا تستحق الذكر، لتلهيهم عما هو مطلوب منهم وإثارة النعرات والطائفية بينهم، كما توجد جهات تصنع الأسماء والمواقع والحسابات كما فعلت فى القضاء على دول بعينها كالعراق وغيرها، هدفها إشعال فتيل الفرقة بين أبناء الوطن الواحد لتدمير الأوطان بنزعاتها التسلطية، وأجنداتها السرية، لتحويل الأوطان إلى مختبرات للعنف والإرهاب والطائفية فلتفيقوا يا شعب مصر ولا تضيعوا أوطانكم المستقرة.

لطفي عطية

طباعة
كلمات دالة: ضد التكفير
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg