| 05 مايو 2024 م

ضد التكفير

متى تبتعد الفضائيات عن "الشو" فى الملف الديني؟

  • | الثلاثاء, 6 يونيو, 2017
متى تبتعد الفضائيات عن "الشو" فى الملف الديني؟

انطلاقا من ميثاق الشرف الإعلامى، يتحتم على وسائل الإعلام أن تقدم القضايا التى تتصل بالعقائد والأديان فى إطار القيم الإيجابية المشتركة، كالتسامح والتعايش وقبول الآخر، والبعد عن نقاط الخلاف والتشكيك، وإثارة المشكلات والفتن.. ومن هنا ناقشت «صوت الأزهر» اساتذة الإعلام من أجل إيجاد منظومة إعلامية هادفة من أجل قضايا الأديان، لإبراز الجوانب الإيجابية المشتركة التى تتفق عليها جميع الأديان، بدلا من إثارة الخلاف والفتن والإساءة لها.

وقال خبراء الإعلام إن القضايا الدينية التى تثيرها وسائل الإعلام يغلب عليها طابع الإثارة.. والحل فى استضافة أهل العلم، وعدم استضافة الذين يتبنون أيديولوجيات متشددة.

من جانبه، يؤكد الدكتور محمود علم الدين أستاذ الإعلام بكلية الإعلام بجامعة الأزهر، أن القضايا الدينية التى تثيرها وسائل الإعلام، سواء التليفزيون بقنواته الفضائية، أو مساحات الصحف، معظمها يغلب عليها طابع الإثارة والعجلة فى تقديمها، مرجعا السبب فى ذلك إلى أن الإعلام الآن يشهد حراكا سريعا، ويعمل فى إطار سريع جدا، ويقدم الموضوعات فى أشكال سريعة، يتم تناولها بسطحية شديدة، وبدون عمق، ولذا يغلب عليها طابع الإثارة، لتكون موضوعات جذابة، تجذب إليها أكبر قدر من الجماهير.

وبين علم الدين أن معظم الموضوعات الدينية المطروحة فى الفضائيات والصحف يتحدث فيها المتخصصون وغير المتخصصين، ولذا نرى فيها هذه الإثارة وهذه السطحية.

وأوضح أستاذ الإعلام بكلية الإعلام بجامعة القاهرة أن الحل فى هذا الإطار هو أن تبتعد الفضائيات والصحف عن هذا الأسلوب الذى يثير المشاكل والفتن بين أصحاب الديانات المختلفة، طارحا البديل فى أن يستضيفوا أهل العلم والاختصاص، المتعقلين الذين يتمتعون بفكر وعقلية دينية تعكس القيم السمحة المشتركة فى الأديان، وأن تبتعد عن مكامن ومسائل الخلاف فيما بين الأديان، وأن يركزوا فى القضايا الدينية دات الاتفاق.

ويرى الدكتور ياسر عبدالعزيز الخبير الإعلامى، أن التناول الإعلامى للقضايا التى تتصل بالأديان والعقائد، يتسم بعدة سمات أهمها أنها تركز على الطبيعة الشعائرية فى مقابل المحتوى الملتصق بالمفاهيم والمعانى، ولا تقدم معانى كافية ولا تلتزم بالمعايير فى الأداء المهنى والأخلاقى فى تناولها، منوها إلى أنها تتسم أيضاً بأنها لا تعكس توازناً مطلوبا بين أتباع الديانتين الرئيسيتين فى مصر، وبعض هذه المفاهيم للأسف الشديد تنطوى على ممارسات تميزية ومميزة للكراهية، وتربطه فى بعض الأحيان بها.

وتابع الخبير الإعلامى: أنه حتى يمكن تقديم مضامين إعلامية هادفة تتصل بالقضايا والمسائل الدينية هناك بعض الشروط التى يجب أن تتوافر فى دولة المواطنة الشديدة والتى من أهمها ألا ينطوى المحتوى الإعلامى المقدم على أى ممارسات تبشيرية، أو تدل على معاملة استقطاب لأتباع الديانات الأخرى وإلا ستتحول وسائل الإعلام إلى ساحات للتظاهر والاستقطاب، منوها إلى توافر شرط عدم تضمن المفاهيم التى يتم تناولها فى وسائل الإعلام عن أى طعن فى العقائد أو الأديان للآخرين، أو يسىء للمراكز الروحية والمعنوية والقانونية لأتباع الديانات الأخرى.

وأضاف عبدالعزيز أن من جملة الشروط التى يجب أن تتوافر فى المضمون الإعلامى المقدم على شاشات التليفزيون وصفحات الجرائد ومختلف وسائل الإعلام ألا تتضمن أى إشارات تحض على التمييز أو إثارة الكراهية، أو تنعكس بالاستعلاء فى مقابل اتباع الديانات الأخرى، وأن ما يقال ضمن دروس العقيدة وفى معاهد البحث الدينى ومراكز العبادة بخصوص تباين المراكز والخطوط بين أتباع الديانات المختلفة، ولا يجب أن تكون سجالاً للنقاشات عبر وسائل الإعلام، مبينا أن المحتوى ذا الطبيعة الدينية الذى يتضمن تأويلات تشتهر بالخلاف وتنكر الحقائق العلمية المثبتة لا يجب أن يقدم عبر وسائل الإعلام، مؤكدا أنه فى كل الأحوال لا يجب أن تكون ما تقدمه وسائل الإعلام عن القضايا الدينية دافعا للفتنة وإثارة المشاكل أو تأجيج حالة من التوتر، وتؤثر بين الأطراف المختلفة وتعكر صفو المجتمع والسلم الاجتماعى، مطالبا بإبعاد المحتوى ذى الطبيعة الدينية الذى يحض على الكراهية والعنف والخلاف، وإثارة الفتنة، والعمل على إظهار الموضوعات ذات الطبيعة الدينية التى تحض على الخير والعمل وتعزيز اللحمة الوطنية والتعايش المشترك، فيجب أن يسود فى كل المضامين التى يقدمها الإعلام مع عدم التركيز على القضايا ذات الطبيعة والتناول الإعلامى البناء والهادف.

من جهته، يشير الإعلامى عمرو عبدالحميد إلى أن التناول الإعلامى للقضايا الدينية يغلب على طابعه التناول للمسائل الخلافية التى تنشىء علاقات خلاف بين الديانات المختلفة، وحتى يمكن التغلب على هذه الإشكالية، لا بد من التناول للقضايا التى يغلب عليها طابع الوفاق، بحيث تركز البرامج على القيم المشتركة بين الأديان السماوية، كالمحبة والتسامح، والتعايش المشترك، والعمل على نهضة الوطن وبنائه بيد أبنائه بغض النظر عن الجنس أو المعتقد، مشيراً إلى أن أغلب تلك البرامج تبتعد عن استضافة المتخصصين العقلانيين، ذوى الخبرة والاختصاص فى الشأن الدينى وهو ما يؤجج الفتنة ويوسع الفجوة، طارحا الحل فى هذا الأمر هو أن تبتعد الوسائل الإعلامية سواء فضائيات أو إذاعات أو صحف عن الذين يتبنون أيديولوجيات أخرى متشددة.

حسن مصطفي

طباعة
كلمات دالة: ضد التكفير
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg