| 04 مايو 2024 م

ضد التكفير

علماء الأزهر للدواعش: أقباط مصر ليسوا محاربين

  • | الثلاثاء, 13 يونيو, 2017
علماء الأزهر للدواعش: أقباط مصر ليسوا محاربين

أدان الأزهر الشريف بكافة مؤسساته، الحادث الإرهابى الذى وقع صباح الجمعة الماضية، واستهدف حافلة تقل عددا من الأقباط أثناء توجههم لزيارة دير الأنبا صموئيل بالظهير الصحراوى الغربى فى محافظة المنيا، مؤكدين أن مرتكبيه لا دين لهم وجريمتهم بعيدة عن الإسلام، وأن مثل هذه الأعمال لن تشق وحدة النسيج الوطنى بين المسلمين والمسيحيين.

ورد علماء من الأزهر ودار الافتاء على بيان داعش الذى وصف فيه شهداء حادث أوتوبيس المنيا بـ«النصارى المحاربين»، مؤكدين أن أقباط مصر ليسوا محاربين ولم يك+ونوا يوماً من الأيام محاربين منذ دخول الإسلام مصر.

واعتبر العلماء أن التنظيم المجرم يحاول شرعنة جريمته الخسيسة، مؤكدين أن ما اقترفه من قتل للنساء والأطفال والرجال العزل المسالمين، لا يعبر إلا عن خسة وغدر بالآمنين، وهى جريمة ضد الإنسانية والإسلام على السواء.

وأدان الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بشدة الهجوم الإرهابى الخسيس، مؤكدا أن الحادث لا يرضى عنه مسلم ولا مسيحى ويستهدف ضرب الاستقرار فى مصر، مطالباً المصريين أن يتحدوا جميعاً فى مواجهة هذا الإرهاب الغاشم. مشدداً على أن مرتكبى مثل هذه الأعمال جبناء تجردوا من أدنى معانى الإنسانية، فضلاً عن كونهم بعيدين تماما عن تعاليم الأديان التى تدعو إلى التعايش والسلام ونبذ العنف والكراهية والإرهاب.

ودعا الأمام، المصريين إلى الوقوف صفاً واحداً فى مواجهة هذا الإرهاب الأسود، مجدداً دعمه لكافة الإجراءات التى تتخذها أجهزة الدولة فى مواجهة جماعات التطرف والإرهاب للقضاء على هذا الإرهاب الغاشم واقتلاعه من جذوره، معربا عن خالص تعازيه لجميع المصريين وأسر وذوى الأبرياء الذين قضوا نحبهم جراء هذا الحادث الأليم، متمنياً الشفاء العاجل للمصابين.

من جهته، وصف الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، الحادث الإرهابى الذى استهدف الإخوة الأقباط بالمنيا بالخسيس، قائلاً: «هذا الحادث ليس استهدافاً للمسيحيين فقط، ولكن استهداف للمصريين جميعاً، بهدف إيقاع فتنة بين نسيج الوطن الواحد».

وأضاف «شومان»، أن «موقف الأزهر الشريف من هذه الأحداث الإرهابية معروف، وندين مثل هذه الحوادث الإجرامية التى لا صلة لها بالشريعة الإسلامية والدين الإسلامى، مؤكدا أن العناصر الإرهابية الذين قاموا بالعمل الإرهابى الخسيس أدنى من أن يُوصفوا بالبشر، مضيفاً: «هؤلاء لا يعرفون شيئاً عن الدين الإسلامى ولا عن الكتب السماوية». وأكد الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية أن هؤلاء الخونة خالفوا كافة القيم الدينية والأعراف الإنسانية بسفكهم للدماء وإرهابهم للآمنين، وخيانتهم للعهد باستهدافهم الإخوة المسيحيين الذين هم شركاء لنا فى الوطن، مضيفا أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم خصيم لهؤلاء القتلة يوم القيامة، فقد قال: «من آذى ذميا فأنا خصمه ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة»، متوجها فى بيان له بخالص العزاء للبابا تواضروس وللإخوة المسيحيين وللشعب المصرى كله فى شهداء الوطن، داعياً الله الشفاء العاجل للمصابين وأن يحفظ الله مصر وشعبها. وعقب وقوع الحادث أعلنت دار الافتاء المصرية، إلغاء الاحتفال الذى كان مقرراً عقده مساء الجمعة الماضية لاستطلاع هلال شهر رمضان المعظم والاكتفاء ببيان الدكتور شوقى علام - مفتى الجمهورية - من مكتبه فى دار الافتاء المصرية، وذلك تقديراً لما يمر به الوطن من حالة حداد وحزن شديد جراء العمل الإرهابى الخسيس الذى وقع فى المنيا.

بينما استنكر بيت العائلة المصرية، بأقصى العبارات الحادث الإجرامى الجبان الذى وقع فى المنيا والذى نفذته عصابة من المجرمين المأجورين الذين تجردوا من جميع المشاعر الإنسانية واستهدف الأبرياء والأطفال، مؤكدا أن دماء المسيحيين والمسلمين سواء، وأن هؤلاء القتلة بعيدين كل البعد عن تعاليم الأديان وأن هذا الحادث يستهدف أمن واستقرار مصر، وأوضح فى بيان له، أن هذه الأعمال الخسيسة لن تنال من وحدة المصريين ولن تزيدهم إلا تماسكاً وإصراراً على استئصال جذور عصابات الإرهاب والإجرام، وأن الشعب المصرى يدعم جهود القيادة المصرية والقوات المسلحة والشرطة فى دحر الإرهاب.

وأدانت جامعة الأزهر برئاسة الدكتور محمد المحرصاوى، الحادث الإرهابى الذى وقع فى المنيا، معربة عن خالص تعازيها لأسر الضحايا ودعائها للمصابين بعاجل الشفاء، مؤكدا أن الأفعال الإرهابية الغاشمة تبرهن على خسة ودناءة فعاليها وأن الله سيحاسب كل امرئ عما اقترفه فى حق الوطن، فالإنسان بنيان الله ملعون من هدمه، مضيفة فى بيان لها، أن مثل هذه الأفعال الخسيسة لن تزيد أبناء الوطن إلا اتحادا وقوة وتماسكا ضد هذه الأعمال الإجرامية التى لا يقرها دين أو عُرف.

وقال الدكتور محمد مهنا مستشار شيخ الأزهر والمشرف العام على الرواق الأزهرى، إنه لا علاقة للدين بالجرائم الخسيسة الجبانة، لافتاً إلى أن الإرهابيين أصحاب أيديولوجيات ولهم أهداف محددة ينفذونها سواء لحسابهم أو لحساب جهات أخرى توافقت المصالح بشأنها، مضيفا أن المستهدف هو أمن مصر والمصريين، وأن الأزهر يقوم بتجديد الخطاب الدينى على كافة المستويات العلمية والإعلامية والثقافية، موضحاً أن علماء الأزهر يشددون دائماً على حسن العلاقة بين أتباع الديانات السماوية. وأوضح مهنا، أن الأزهر بكل مؤسساته وعلمائه يتصدى للفتاوى المضللة والمتشددة لتصحيح المفاهيم، لافتاً إلى أن المشكلة ليست فى الأديان السماوية ولكن فى المفاهيم الخاطئة لدى البعض ممن يحضون على الكراهية والعنف، مضيفا: «منفذو العملية الإرهابية لا خلاق ولا دين لهم، أى دين هذا وقد أدخلوا الحزن على مليار و600 مليون مسلم فى العالم، لا بيت مسلم اليوم إلا وهو يخيم عليه الحزن والألم والشعور بالأسى».

أحمد نبيوة 

طباعة
كلمات دالة: ضد التكفير
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg