| 03 مايو 2024 م

زيارة الإمام الأكبر لبروناي

خلال محاضرة للإمام الأكبر في مركز المؤتمرات الدولي: المسلمون ضحايا الإرهاب والمستهدَفُون في إزهاق الأرواح

  • 10 مايو 2018
خلال محاضرة للإمام الأكبر في مركز المؤتمرات الدولي: المسلمون ضحايا الإرهاب والمستهدَفُون في إزهاق الأرواح

وفى محاضرة لفضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب، شيخ الأزهر بمركز المؤتمرات الدولى فى سلطنة بروناى، بعنوان «تحديات الأمة الإسلامية فى مواجهة الإرهاب»، حضرها جميع وزراء الحكومة ونوابهم على المنصة الرئيسية للحفل، وحضور حاشد لكبار المسئولين، وممثلين عن جميع الوزارات والهيئات وطلاب الجامعات، أكد أن الإرهاب ظاهرة شديدة التَّعقيدِ والغموض إذا ما رُحتَ تحاوِلُ التَّعرُّف على أسبابها الحقيقيَّةِ، أو تحاول البحثَ عن حل لهذا التناقض الشَّديد بين أسباب هذه الظاهرة ونتائجها، فحسب نظريَّة «الإسلاموفوبيا»؛ يجب أن يُفسَّر الإرهاب بأنَّه ظاهرةٌ «إسلاميَّةٌ» نشَأت فى أحضان نصوص القرآن الكريم والسُّنَّة المطهَّرة، ويجبُ حسب هذا المنطق أن يكون «غيرُ المسلمينَ» هم المستَهدَفين بهذا الإرهاب.

وشدد فضيلة الإمام قائلا: «لكن إذا نظرنا للواقع فإن المسلمين هم ضحايا هذا الإرهاب، وأنهم المستهدَفُون بأسلحته وبطريقته البَشِعة فى القتل وإزهاق الأرواح، وأنَّ ضحاياه من غير المسلمين عدَدٌ لا يكاد يُذْكَر إلى جوار آلافٍ مؤلَّفة ممَّن سُفِكَت دماؤُهم المعصومة على مرأًى ومَسمَعٍ من ضمير العالَم المتحضِّرِ، وتحت سَمعِ وبصَرِ مؤسَّساته الدَّوليَّة التى نصَّبَت من نفسِها ضامناً لسلام الشُّعوب وأمنها، وحامياً لحريَّات الإنسان وحقوقه فى حياةٍ آمِنةٍ وعَيشٍ كريمٍ فى ظِلال السَّلام. وانظروا أيضاً إلى خريطة العالَم وتعرَّفـوا على الشُّــعوب التى دفعــتْ -وَحدَها- «فاتورة» هذا الوَباء، وسوف تجدون مرَّةً ثانيةً أنَّ دولاً من دول العالم العربى والإسلامى هى التى قُدِّمت «قُرْباناً» على مذابح «الفوضى» التى تقود العالم الآن».

وتابع فضيلته قائلا: «وقد نَفهمُ إمكانَ أن يَنشأَ إرهابٌ فى أحضان المسلمين يتعقَّبُ غيرَ المسلمين ذبحاً وفتكاً وتشريداً، أو إرهاباً ينشأ فى أحضان المسيحيِّين لِيتعقَّبَ المسلمين إبادةً واجتثاثاً من الجذورِ؛ كما حَدَث فى القُدس والشَّام فى «حروب الفرنجة» أو ما يُعرف عند الغرب بالحروب الصليبية، ولكن لا نفهم إرهاباً مسيحياً ضحاياه من المسيحيِّين دون غيرهم، ولا إرهاباً إسلامياً يستهدف المسلمين دون غيرهم؛ فهذا هو التّناقض فى الحدود الذى يُفسِد القضايا ويُفرِّغها من أيّ معنًى منطقى. الحفل الكريم! لقد هبَّ العالَم الإسلامى بحُكَّامه وبعلمائه ومُثقَّفِيه وكُتَّابه وكلِّ شُعوبه لِيَستنكرَ حادثة الإرهاب المشهورة بحادثة 11 سبتمبر من عام 2001م، والذى استهدف مئات الضحايا من الأرواح البريئة التى زُهِقَت ظُلماً وعدواناً، ومنذ وقوع هذا الحادث الذى هزَّ ضمائر المسلمين قبل غيرِهم - وحتى اليوم لا تَكُفُّ الألسنة والأقلام عن إدانة «الإرهاب» و«الإرهابيين» ولا عن التَّأكيد على أنهم لا يمثِّلون الإسلام، وأنهم بنَصِّ القرآن الكريم محاربون لله ورسوله، ومُفسدون فى الأرض، ولهم جزاءٌ معلوم فى كتاب الله وسُنَّة رسوله».

اتهامات جائرة

واستطرد فضيلته: «ورُغم هذا الموقف الصريح المُعلَن لا تزال «الاتهامات» الجائرة تشوِّه سُمعة هذا الدِّين الحنيف، وتُخَوِّف الناس من المسلمين ومن دِينهم، مما يدلُّنا - بصورةٍ مباشرةٍ أو غيرِ مباشرة- على أن هناك قُوَّةً خفيَّةً غيرَ إسلاميَّةٍ تُصِرُّ على إساءة فهم الإسلام وسُوءِ الظَّنِّ بالمسلمين، وتَشويهِ سُمعة دينِهم، واستخدامِ منهجٍ انتقائيٍّ فى قراءة نصوصِ القرآن الكريم والسُّنَّة النَّبويَّة الشَّريفة بعد اجتزائهما وإخراجهما من سياقاتهما التى لا يتَّضح معناها الحقيقى إلَّا على ضوئها ودَلالاتِها المحدَّدَة، ورُغم أنهم يعلمون علمَ اليقين أن منهجهم هذا لو طبَّقُوه على الكتب المقدَّسة الأخرى التى يؤمنون بها؛ فلن يَسْلَمَ لهم دِينٌ من الأديان السَّماويَّة من تُهمة الإرهاب وقَطعِ الرُّءوس وإحلالِ السَّيفِ محلَّ السَّلام، وإبادةِ الأبرياء من النِّساء والأطفال، بل والحيوان والنَّبات والجماد».

وأردف فضيلته قائلا: «كثيرٌ من كِبار المحلِّلين من الغرب والشَّرق رَصدُوا ظاهرة الإرهاب»، وانتهَوْا إلى أن عودة «السلام العالَمى» لِيَعُمَّ العالَم كلَّه تقف فى وجهها تحدياتٌ كثيرة، أهمها: ما ظهر فى أعقاب نهاية الحرب «الباردة» من نظرياتٍ سياسية تُؤصِّل للصِّراع بين الأديان والحضارات، وترى فى الإسلام والثقافة الإسلامية عدواً للحضارة التى وصَفَها بعضُ المُنَظِّرين السِّياسيِّين الغربيِّين بأنها نهايةُ الحضاراتِ أو نهايةُ التاريخ، وباتوا على يقينٍ من أنَّ هناك فلسفةً تَحكُم السياساتِ الدَّوليةَ تقوم على مبدأ صراع الحضارات، واستنفار الطاقات لمواجهة الإسلام كعَدُوٍّ أوَّلَ فى حَلْبةِ هذا الصِّراع.. وقد وجدوا فى هذا العَدُوّ فرصةً ذهبيَّةً لتوحيد كلمة الغرب، وتَجَنُّب النِّزاع الذى قد يُفضِى بهم إلى حروبٍ داخلية، وهم قد جَرَّبوا عواقبها المدمرة من قبلُ، ولا يَسمحُون بتَكرارها مرَّةً أخرى حِرصاً على شُعوبهم وصوناً لدماءِ أبنائهم، وحفظاً لمُقَدَّرات حضارتهم ومكتسباتها التى حقَّقُوها بالعَرَق والعمل الجادّ المسئول».

تغول الإرهاب

وبين شيخ الأزهر قائلا: «وفيما أعتقد؛ فإن هذا الجوّ، أو هذه الظُّروف السياسيَّة المعقدَّة، هو أنسب الظُّروف التى يجبُ أن نبحث فيها عن «الإرهاب»: نشأةً وأسباباً ومقاصدَ وغاياتٍ، فمثل هذه السياسات الجائرة هى البيئة الطبيعية لولادة «الإرهاب» والحاضنة الرَّءوم لتَنَمُّرِه وتَغَوُّلِه، وليس فى نُصوصِ القرآن الكريم والسنة النبوية الطاهرة، بل ولا فى الكُتُب التى أنزلها الله على رُسُله وأنبيائه.. هذا الإرهاب الذى تَطالُ طاقاتُه التَّدمِيريَّة دُولاً بأكملها، وينتقل بمعدّاته الثقيلة وجيوشه الكثيفة بين عِدّة دول فى عالمنا العربى، فى حريةٍ يُحسَد عليها. ونحن نتساءل: من وَفَّرَ له هذا الأمن؟ ومن سمح له باختراق الحدود؟ ومن يدعمه بالمال والسلاح والتدريب؟ نتساءل عن كل ذلك بعد ما تردد على أسماعنا؛ من أن أية ذبابة تطير فوق البحر الأبيض المتوسط يمكن رصدُها والسيطرة عليها.. فهل نصوص القرآن الكريم تصلح تفسيراً لكل هذه الأهوال التى تندلع فجأة هنا وهناك ويكون المسلمون وحدهم وقودَها وضحاياها؟!».

وأضاف أنَّ البحث النَّزيهَ المُنْصِفَ لابدَّ له من أن ينتهيَ إلى أنَّ الإسلام برىءٌ من هذه البربريَّة الهمجيَّةِ، ولا عَلاقةَ له بها، لا نشأةً ولا غايةً ولا دعماً، بأيّ لونٍ من ألوان الدَّعم، كيف وفلسفةُ الإسلام فى التَّعامُل مع الآخَرينَ لا تَعرِفُ مبدأ الصِّراع، ولا التَّصنيف بين أسودَ وأبيض، ولا بين شرقيٍّ وغربيٍّ، وإنَّما تَعرِف مبدأً واحداً فقط فى معاملة النَّاس هو: «مبدأ التعارف» الذى يعنى التَّفاهم والتَّعاون وتبادُل المنافع والمصالح: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ»، وهذه الآية الكريمة، رُغم تداولها على ألسنة الكثير من المسلمين وغير المسلمين، فإن كثيراً أيضاً قد لا يتنبَّه إلى أنها تُذَكِّرنا -أوَّلاً- بوَحدَة الأصل وأخوَّة البشريَّة والتقائها بكلِّ شُعوبها فى أبٍ واحِدٍ وأمٍّ واحدةٍ.. وأنَّه لا مَفَرَّ لكى تستقيمَ الحياةُ ويتحقَّقَ مرادُ الله من خِلافة الإنسان فى الأرض؛ لا مَفَرَّ من أن يكون «التَّعارفُ» هو الإطار الحاكم للعَلاقات بين الناس.. وقد أكَّدَ نبيُّ الإسلام - صلى الله عليه وسلم- هذا المبدأ فى خطبته فى حجّة الوداع، وهى الخطبة الأخيرة التى كانت بمثابة «الدستور» النهائى المُوَجَّه للناس كافّةً، وليس للمسلمين وحدهم، أكّد مبدأ حرمة الدماء والأعراض والممتلكات، فقال: «إنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِى شَهْرِكُمْ هَذَا، فِى بَلَدِكُمْ هَذَا، أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ تَحْتَ قَدَمَيَّ مَوْضُوعٌ، وَدِمَاءُ الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعَةٌ، أَلا هَلْ بَلَّغْتُ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ».

الحروب.. مصانع الموت

ونوه: «من هنا؛ كان من المستحيل أن يَأمُر القرآنُ بالحروب التى تُفضى إلى القتل وسَفك الدِّماء وتشريد الآمِنينَ، وجَنْى الأرباح من مصانع الموت والتَّدميرِ والتَّفجيرِ، ومن هنا - أيضاً - كانت الحرب فى الإسلام استثناءً لا يُلجَأُ إليه إلَّا بحُكم الضَّرورات القُصوَى التى لا مَحيدَ عنها بحالٍ من الأحوال.. وهذه هى نصيحةُ القرآن الكريم: «وَإِنْ جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ» الأنفال: 61. «وَقَاتِلُواْ فِى سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ» البقرة: 190. وهى نصيحةُ نبيِّ الإسلام --: «لَا تَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ، وَسَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ». ويتساءلُ كثيرونَ: إذا كان الأمرُ كذلك فلماذا قاتلَ الإسلامُ غيرَ المسلمين، كما هو معلومٌ من التَّاريخ؟ والجواب: أن الإسلامَ لم يُقاتِل أحداً تحت بَنْد «الكُفر»، وكيف يُتصوَّر ذلك والقرآنُ الذى يصطحبه جيشُ المسلمين فى رِحَالهم يقول: (فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ).

وتساءل فضيلته قائلا: «كيف يَشُنُّ المسلمُ حرباً لإكراه الناس على الدُّخول فى الإسلام وهو يتلو فى قرآنه: «لاَ إِكْرَاهَ فِى الدِّينِ» البقرة: 256.. نعم! لا يقاتل الإسلامُ تحت راية الكُفر أو الإكراه على الدِّين، وإنما يقاتل تحت مبدأ «العدوان» ورَدْع «المُعتدى» سواء كان هذا المُعتدى كافراً أو مؤمناً... «وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِى تَبْغِى حَتَّى تَفِىءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ» الحجرات: 9، ففى هذه الآية يأمُرُنا الله تعالى أن نقاتلَ المؤمنين البُغاة المعتَدِين على النَّاس.. وهذا الأمرُ آكَدُ فى الوجوب إذا كان المعتدِى من غير المؤمنين؛ لأنه يكون أكثرَ فَتْكاً وأشدَّ أذًى».

التحديات والتطلعات

وأوضح أن هذه هى أهمُّ التَّحديات التى تواجِه المسلمين اليوم وهم يَتطلَّعُون إلى إطفاء نيران الحروبِ التى اشتعلت فى ديارهم، وإلى حقِّهم فى الأمن والسَّلام والعَيْشِ الكريمِ كبقيَّةِ خَلْقِ الله. والذى أعتقدُه جَزماً ويقيناً أنَّ أمَّةَ العرب والمسلمين قادرةٌ على تحقيق هذا الأمل؛ إذا ما استطاعت أوَّلاً أنْ تُنْهيَ ما بينها من خلافٍ وفُرْقَةٍ وصراعٍ بدَّدَ طاقتَها وأَوهنَ عزيمَتَها؛ هى قادرةٌ على أن تَقطَعَ الطَّريقَ على ألعابثين بوَحدَتِها وأُخوَّتِها، والعازفين لها على أوتار الطَّائفيَّةِ والعِرْقيَّةِ والمذهبيَّةِ، وذلك ما استمعوا لقول الله تعالى: «وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ» الأنفال: 46، استماعَ تَذَكُّرٍ وتَدَبُّرٍ واعٍ وتسليم؛ «أفلا يتدبرون القرآنَ أم على قلوبٍ أقفالُها».

واسترسل قائلا: «وعلينا ونحن نتصدى لتحديات الإرهاب أن نَلتفِتَ جَيِّداً إلى مناهج التعليم فى بلاد المسلمين، وبخاصّةٍ فى مراحله: الابتدائيَّةِ والإعداديَّة، وأن نُقدِّم الإسلامَ للنَّاشئة كما أنزله الله تعالى وبلَّغه رسوله،  هذا الإسلام الذى مَكَّن أتباعَه من إضاءة العالَم وتَمْدينِه وترقيتِه وتحضيرِه، ولم يَمْضِ قَرنٌ أو قرنانِ على انتقالِ صاحب الرسالة (صلوات الله عليه) إلى الرَّفيقِ الأعلى».

علماء الإسلام

وأكد أن الأملُ معقودٌ - بعد الله تعالى- على علماءِ هذا الثَّغْر الإسلامى الرَّاسخ فى أقصى الشَّرق الإسلامى، وما يُمثِّلُه من حِفاظٍ على مذهب «أهل السُّنَّة والجماعة» وتمسُّك أهله بأهدابه: أصولاً على مذهب الإمام أبى الحسن الأشعرى، وفروعاً على مذهب الإمام الشَّافعى -رضى الله عنهما- وقد سَعِدتُ كثيراً حين عَلِمتُ من كِبار المسئولين الذين لقيناهم بالأمسِ؛ أنَّه قد تَخَرَّجَ فى الأزهر الشَّريفِ من أبناء هذا البلد وبناته أكثرُ من سِتِّ مِئَةٍ وخمسينَ خِرِّيجاً منذ خمسينيات القرن الماضى وحتى اليوم، وأنَّ أبناء الأزهر هنا ينتشرونَ فى مختَلِف مواقع الدَّولة - قُضاةً ووزراءَ وسفراءَ وأساتذةً وسياسيِّين وإعلاميِّين - وأنَّ هؤلاء العلماء كانوا وسيظلون أوفياءَ لمنهج الأزهر الشريف ورسالته الوسطية، ونَشْرِ عُلومِه وثقافَتِه، وقد انعكس ذلك على هذا الشَّعب الطيِّب الكريم؛ أمناً وسلاماً ورخاءً وكفاية، ورُقياً حضارياً رائعاً، يزهو بخَلفيَّةٍ إسلاميَّةٍ راسخةٍ؛ من التَّمَسُّك بالجذور والحفاظ على الهُوِيَّة والجَمْع بين الأصالة والمعاصَرة، فى اتِّزانٍ بديعٍ لا يَطْغَى فيه طرفٌ على طرفٍ.

 

طباعة

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg