| 19 مايو 2024 م

زيارة الإمام الأكبر لقرية الروضة

"بئر العبد".. تاريخ مشرّف من الوطنية والكفاح

  • | الخميس, 7 ديسمبر, 2017
"بئر العبد".. تاريخ مشرّف من الوطنية والكفاح

أكثر من ثلاثمائة شهيد خسرهم أهالى بئر العبد فى سيناء فى مذبحة هى الأكثر دموية منذ بداية الحرب على الإرهاب، حتى فى وجود الاحتلال الإسرائيلى، وتشير سجلات الاجرام الإسرائيلى فى حق أبناء سيناء إلى مذبحة شاكيد التى ارتكبها الإسرائيليون عقب نكسة 67 وهى الوحيدة التى تتقارب فى عدد قتلاها مع عدد قتلى المذبحة الأخيرة، بل تفوقها مذبحة بئر العبد عددا، حيث طاردت القوات الإسرائيلية عددا كبيرا من الجنود المصريين وهم ينسحبون من سيناء قتلت فيها 250 جنديا مصريا، بينما كان الجنود المصريون ينسحبون إلى الغرب داخل سيناء بعد توقف القتال، قامت وحدة الدوريات الإسرائيلية «شاكيد» تحت قيادة بنيامين بن آليعازر بمطاردة الجنود وضربهم بالنار رغم نفاد ذخائرهم.

ويتكون مركز بئر العبدالذى يتبع محافظة العريش، من 22 قرية، أشهرها الشيخ زويد والروضة، التى وقع بها الاعتداء الأخير، وقد شهدت الشيخ زويد أيضاً على مدار هذا العام الذى أوشك على الانتهاء العديد من الحوادث الإرهابية والاشتباكات بين قوات الأمن والإرهابيين.

طالت بئر العبد أعمال إرهابية كثيرة الفترة الأخيرة، وكان آخرها فى ذكرى أكتوبر الماضى، حيث استشهد 12 عسكرياً مصرياً وأصيب 6 آخرين فى هجوم استهدف نقطة عسكرية بالقرب من المدينة، وردت القوات العسكرية المصرية الضربة وقتلت حينها 15 مسلحاً من المجموعة التى نفذت الهجوم. بئر العبدالتى ارتبطت بعدد من البطولات المصرية أثناء حرب أكتوبر، أبرزها ابن القرية البطل السيناوى شلاش خالد عرابى الذى أطلق عليه المدعى العام الإسرائيلى لقب «هدهد.. بئر العبد» الذى كان أحد أعضاء منظمة سيناء فى عام 1967، وهى منظمة فدائية انشأتها الحكومة المصرية بعد الاحتلال الإسرائيلى لسيناء، وأشرف الجيش المصرى على تدريبها للقيام بعمليات عسكرية فدائية داخل سيناء، وكان أغلب أعضائها من بدو سيناء.

كان شلاش خالد عرابى يعمل فى مهنة البناء قبل أن تحتل إسرائيل سيناء، وبعد الاحتلال مباشرة انضم إلى منظمة سيناء بعد التقائه هو وزملائه بضباط المخابرات الحربية الذين قاموا بتدريبهم، كون شلاش أخطر شبكة جاسوسية أمدت المخابرات المصرية بمعلومات كثيرة عن إسرائيل، كما قام بتنفيذ عدة هجمات خلف خطوط العدو بلغ عددها نحو 62 عملية، ورصدت إسرائيل مكافأة مالية كبيرة لمن يساعد فى القبض عليه، لكنه، وأثناء عمليته الأخيرة، أصيب بطلق نارى ولم تحاول القوات الإسرائيلية قتله بل تم نقله إلى بئر سبع وتعرض للأسر والتعذيب كى يدلى بمعلومات عن المنظمة التى ينتمى إليها، وحوكم فى غزة وقضى عليه بالسجن المشدد 39 عاماً قبل حرب أكتوبر، قضى منها 5 سنوات فقط وتم الإفراج عنه بعد ذلك عام 1974 فى صفقة تبادل أسرى أثناء حكم الرئيس الراحل أنور السادات ومنحه نوط الامتياز من الدرجة الأولى. ورغم بطولات «هدهد بئر العبد» إلا أنه توفى عام 2005 على سريره وبين أبنائه.

أما «النمر الأسمر» حسن على خلف، ابن الشيخ زويد، فكان فى الثانوية حين احتلت إسرائيل سيناء، وكانت الشيخ زويد ورفح تشهدان مجازر حقيقية على يد القوات الإسرائيلية حيث كانت تقتل المصريين فى سيناء سواء كانوا مجندين أو مدنيين، رجالا أو نساء. وعلى الرغم من إرسال والده له إلى بورسعيد كى يبتعد عن الأحداث، إلا أنه التحق بمنظمة سيناء أيضاً وشارك فى عدة عمليات خلف خطوط العدو لتصوير المواقع الإسرائيلية فى مناطق رمانة وبئر العبد والعريش، وكانت أهم عملياته ضرب قيادة القوات الإسرائيلية فى العريش.

لم يقتصر جهاد أهل بئر العبد ضد الاحتلال الإسرائيلى على الرجال وحدهم، فحتى النساء والأطفال كان لهم بطولاتهم الخاصة. فكانت النساء والأطفال يسيرون بالأغنام لتضليل قوات الاحتلال الإسرائيلى، حيث نشرت روز اليوسف فى ذكرى أكتوبر عام 2012 قصة «هند» البدوية التى كانت تتنقل عبر صحراء سيناء بحثاً عن الجنود والضباط المصريين الجرحى وتأخذهم إلى خيمتها وتمرضهم، وكانت «فهيمة» أولى النساء التى انضمت إلى منظمة سيناء، وكانت تحمل جهاز اللاسلكى وتنقل التموين للمجاهدين خلف خطوط العدو، وأيضاً آوت أحد الفدائيين فى منزلها فترة طويلة بعيداً عن أعين الإسرائيليين. أما محمد عياط الذى تولى سابقاً رئاسة قرية الروضة التى دارت بها الأحداث الأخيرة، فقد كان طفلاً فى العاشرة من عمره حين كان يطمس آثار الجنود المصريين بالأغنام كى لا يتعقبهم جنود الاحتلال، وقال فى شهادته التى نقلتها الوفد احتفالا بذكرى أكتوبر 2011، إن جميع سكان القرية البالغ عددهم 200 نسمة كانوا يعملون فى إيواء الجنود المصريين ومساندتهم حتى تم النصر.

آمال سامي

طباعة
الأبواب: ملفات خاصة
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg