| 27 أبريل 2024 م

سلام عليه يوم ولد

الأسرار القرآنية في احتفاء الإسلام بالسيد المسيح وأمه العذراء

  • | الخميس, 28 ديسمبر, 2017
الأسرار القرآنية في احتفاء الإسلام بالسيد المسيح وأمه العذراء

أكد الدكتور مصطفى عبدالرازق السراحين، مدرس التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر بأسيوط، أنه مما لا شك فيه أن كل حدثٍ فى الكون يترتب عليه تغير فى حياة الفرد يستحق التأمل والتدبر، فإن كان الأثر سيئاً توقف عنده حتى يتعلم الدرس، وإن كان حسناً فرح به واحتفل بوقوع الحدث الذى قد يغير مسار حياته كلها، فكيف بنا إذا كان ذلك الحدث يغير من مسار حياة أمة أو مجتمعاً أو حتى العالم كله من السيىء إلى الأحسن، ومن الهلاك إلى النجاة، وذلك كحدث ميلاد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.

ولفت إلى أن جميع المسلمين مأمورون بالإيمان بالمسيح عيسى عليه السلام، كأحد رسل الله تعالى، وأولى العزم من الرسل؛ وكونه أخاً للنبى محمد عليهما الصلاة والسلام؛ لافتا إلى أنه بالتدبر والتأمل فى القرآن الكريم، نجد أن القرآن أفرد للسيدة مريم سورة كاملة تحمل اسمها وهى سورة «مريم»، كما ذكر اسم مريم فى القرآن الكريم تصريحا دون تلميح «34» مرة، وذكر اسم سيدنا «عيسى» «25» مرة، كما أن لفظ «المسيح» ذكر «11» مرة، فيكون مجموع الذكر 34+25+11=«70» سبعين مرة من خلال الحديث عن ميلاد السيد المسيح كما جاء فى كتابنا الذى نؤمن به، وما صاحب تلك الواقعة من أشياء خارقة ابتدئت حتى قبل ساعة ميلاد المسيح.

وتابع: «هناك عدة أشياء قد تلفت الانتباه فى تلك الأرقام، فمثلاً: - عدد مرات ذكر مريم (34)، فإذا ما بحثنا عن هذا الرقم فى سورة آل عمران وجدناه رقم أول آية تشرع فى الحديث عن ذكر ولادة مريم؛ «ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34) إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّى نَذَرْتُ لَكَ مَا فِى بَطْنِى مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّى إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ » آل عمران: 34، 35، كما أننا إذا بحثنا عن هذا الرقم فى سورة مريم وجدناه عند الآية: «ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِى فِيهِ يَمْتَرُونَ»، مريم: 34، والغريب فى الأمر أن عدد حروف هذه الآية = 34 حرفاً، وهذه الآية جاءت آخر ذكر قصة ميلاد عيسى من لحظة مجىء المخاض لمريم».

واستطرد: «وعند جمع عدد مرات ذكر لفظ «عيسى» و«المسيح» نجد الرقم» 36 «وهو فى آل عمران، رقم الآية: «فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّى وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّى سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّى أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ» آل عمران: 36، تحكى أيضاً لحظة وضع أم مريم لها، فالقصة لم تبدأ عند ولادة عيسى بل عند ولادة أمه، ونفس الرقم فى سورة مريم يعطينا هذا التصريح الواضح من سيدنا عيسى بأن الله تعالى واحد لا شريك له المستحق بالعبادة: «وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّى وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ» مريم: 36، وعند جمع عدد مرات لفظ «مريم» و«المسيح»، وجدنا الرقم «45»، وهو فى سورة آل عمران لهذه الآية: «إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِى الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ» آل عمران: 45، فقد ذكر لفظ مريم مع المسيح فى آية تبين بشارة مريم بعيسى من الملائكة».

وأوضح قائلا: «وأما إذا جمعنا عدد مرات ذكر لفظ «مريم» مع لفظ «عيسى» نجد الرقم «59» فإذا ما بحثنا عنه فى سورة آل عمران، وجدنا الآية: «إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ» آل عمران: 59، آية تبين حقيقة خلق عيسى عليه السلام، وعند البحث عنه فى سورة الزخرف وجدنا الآية: »إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِبَنِى إِسْرَائِيلَ» الزخرف: 59، فهى تبين حقيقة عيسى عليه السلام أيضاً، وهو أنه بشر ورسول وعبدلله تعالى، فهذه الآية وسابقتها تبين حقيقة عيسى عليه السلام؛ وتحسم الخلاف فيه». وشدد على أن القرآن الكريم توقيفى بأشكاله وحروفه وكلماته وجمله وآياته وسوره وأرقامه بشكل مطلق، فلا يوجد فيه شىء من قبيل الصدفة بل جميعه بكل ما فيه توقيفى منزل من لدن حكيم حميد.

أحمد نبيوة

طباعة
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg