| 28 أبريل 2024 م

للقدس رجال لا يفرطون

العلماء: رفض لقاء نائب ترامب.. أبلغ رد على جريمة "تزوير التاريخ"

  • 14 ديسمبر 2017
العلماء: رفض لقاء نائب ترامب.. أبلغ رد على جريمة "تزوير التاريخ"

فى رسالة واضحة على موقف الأزهر الشامخ فى الدفاع عن عروبة القدس ومقدساتها جاء رفض فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب لقاء نائب الرئيس الأمريكى ردا على قرار الرئيس الأمريكى ترامب باعتراف بلاده بأن القدس عاصمة الكيان الصهيونى ونقل سفارتها إليها.. وفى خطابه للأمة الإسلامية عن القدس قالها فضيلة الإمام الأكبر صريحة: كيف لى أن أجلس مع من منحوا ما لا يملكون لمن لا يستحقون؟! ويجب على الرئيس الأمريكى التراجع فورا عن هذا القرار الباطل شرعا وقانونا.

كانت السفارة الأمريكية بالقاهرة قد تقدمت بطلب رسمى قبل أسبوع من صدور القرار لترتيب لقاء لنائب الرئيس الأمريكى مع فضيلة الإمام الأكبر بمشيخة الأزهر الشريف، خلال زيارته للمنطقة، ووافق فضيلة الإمام الأكبر فى حينها على ذلك، إلا أنه بعد القرار المجحف والظالم، أعلن الإمام الأكبر رفضه الشديد والحاسم لهذا اللقاء، مؤكدا أن الأزهر لا يمكن أن يجلس مع من يزيفون التاريخ ويسلبون حقوق الشعوب ويعتدون على مقدساتهم.

ومن جهته أعلن مجمع البحوث الإسلامية عن تخصيص جميع أنشطة وعاظ المجمع فى الفترة المقبلة سواء فى الدروس أو المحاضرات أو الندوات فى جميع أنحاء الجمهورية عن قضية القدس والتأكيد على عروبتها وقدسيتها ورفض المساس بها ورفض القرار الأمريكى والإسرائيلى، حيث تضم القدس المقدسات الإسلامية والمسيحية. كما أعلن المجمع عن تنظيم ندوات فى مراكز الشباب على مستوى الجمهورية تتناول عروبة القدس وخطورة المساس بمقدساتها وذلك بمشاركة وعاظ الأزهر الشريف وأساتذة جامعة الأزهر فى كل محافظات ومراكز ومدن الجمهورية.

من جهته قال الدكتور أحمد زارع وكيل كلية الإعلام بجامعة الأزهر، إن قرار الإمام الأكبر برفض مقابلة نائب الرئيس الأمريكى يعد رفضا لتهويد القدس وقرار ترامب، فهو عبر عن ملايين بل مئات الملايين من المسلمين والمسيحيين تعبيرا رائعا وحقيقياً وبموقفه هذا يذكر الناس أن الأزهر مازال صاحب الكلمة العليا فى هذه المواقف وأنه المعبر الحقيقى عن نبض الامة وهو الحارس لمقدساتها.

وأضاف زارع أن الرفض أيقظ فى الناس الشعور بأن الأمة لم تمت بعد ومازالت حية بعلمائها ورجالها وقادتها، وترك أثراً إيجابيا سواء على المستوى المحلى أو الدولى فردود الفعل إيجابية ورائعة، ورحبت بهذا القرار فضلا عن موقف عامة الناس وفرحتهم بهذه الوقفة الطيبة من الإمام الأكبر وتأكيداً على أن الإمام يحيا فى قلوبهم وأن قضايا المسلمين هى شغله الشاغل.

ومن جانبها قالت الدكتورة نهلة الصعيدى وكيل كلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر:  يأتى رفض الإمام مقابلة نائب رئيس أمريكا استكمالا واستمراراً لعطاءاته المتعددة وجهوده المخلصة التى هى إخلاص لله ولرسوله، تجاه العروبة والإسلام والأمة الإسلامية والعربية، ووقوفاً مع أهلنا وإخواننا فى فلسطين وقوفاً حقيقياً وتضامناً معهم وهو أبلغ رد على هذا القرار الغاشم الذى يعد جريمة فى حق الأمة بأسرها وتزويرا للتاريخ وهى حملة شرسة وتعدٍ صارخ على مشاعر المسلمين وحقوقهم وأرضهم وديارهم.

وأضافت الصعيدى: مهما فعل هؤلاء فستبقى القدس عربية وحقا للمسلمين وسيبقى أهل فلسطين صامدين صابرين، وسيظل الأزهر واقفاً معهم مدافعاً عن حقوقهم وحقوق المسلمين فى كل مكان، وسيسلخ من عمره ألف سنة أخرى فى خدمة الدين وتوحيد الصف وإيقاظ المجتمع الإسلامى من نومة الغفلة ورقدة الجهالة، والوقوف مع إخواننا فى كل بقاع الأرض انطلاقاً من قول رسولنا الكريم: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا».

وقال الدكتور خيرى شعراوى أستاذ الدراسات الإسلامية باللغة الفرنسية بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر إن موقف الإمام الأكبر من قرار الرئيس الأمريكى مشرّف وقوى ويبرهن على عودة مكانة الأزهر فى التعبير عن نبض الشارع المصرى والأمة الإسلامية تجاه القضايا الكبرى.

وأضاف شعراوى، أن رفض شيخ الأزهر مقابلة نائب الرئيس الأمريكى رسالة لكل دول العالم بأن الإدارة الأمريكية ليس مرحبا بها فى رحاب الأزهر الشريف، بعد القرار الظالم والمجافى للواقع والحقائق التاريخية.

وشدد أستاذ الدراسات الإسلامية، على أن الأزهر دائما وابداً داعم وبقوة للقضية الفلسطينية، وموقف شيخ الأزهر من قرار ترامب يدلل بقوة على مكانة الأزهر فى الداخل والخارج، وأن موقف فضيلة الإمام الأكبر من قرار ترامب، وبياناته للأمة ورفض لقاء نائب الرئيس الأمريكى، نجح وبقوة فى استعادة مكانة الأزهر.

وفى السياق ذاته قال الدكتور عبدالفتاح خضر عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر: إن فضيلة الإمام الأكبر بقراره الذى اتخذه رفضا للظلم، فإنه يعيد مجد الأزهر الذى وقف فى وجه الظلم والظالمين على مدى عمره المبارك.

وأضاف خضر: يعيد الإمام الأكبر مواقف الأزهر الخالدة ضد الحملات الغاشمة على مصر والعالم الإسلامى، تلك المواقف التى كانت شوكة فى خاصرة الفرنسيين والإنجليز وغيرهم من الغزاة، وعلى مر التاريخ نقلب أوراق الأزهر لنجد فتواه المتعلقة بـ«تحريم بيع أراضى فلسطين لليهود ووجوب مقاطعتهم وعدم التعامل معهم..» وكان لها زخمها فى وقتها المفصلى الفارق فى تاريخ الأمة.

وأشار إلى أن الإمام الأكبر بموقفه من القرار الأمريكى أعاد لمصر والعالم العربى والإسلامى كرامته وعزته وشموخه، وأعاد للأزهر عتاقته وقدمه فى الصدع بقول كلمة الحق خاصة فى وجه المتجبرين، وهو يلقم الحاقدين والحاسدين والمتلصصين حجرا فى أفواههم بأننا مازلنا نناضل من أجل قبلة المسلمين الأولى وثانى الحرمين وثالث المسجدين.

بينما وصف الدكتور حسن عبدالفتاح أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون بتفهنا الإشراف جامعة الأزهر، قرار شيخ الأزهر بأنه يتناسب مع حجم المسئولية وحجم الحدث الخطير ويشفى صدور قوم مؤمنين، فى الوقت الذى تتجه فيه أنظار العالم العربى والإسلامى، ويتطلع فيه المسلمون فى شتى بقاع المعمورة لموقف الأزهر الشريف أكبر مؤسسة دينية وعلمية على مستوى العالم فى الحفاظ على المقدسات والثوابت الدينية جاء هذا القرار التاريخى.

ولفت أستاذ الفقه إلى أن الأزهر الشريف يدرك تماما الأهمية الكبيرة والمكانة العظيمة للقدس فى نفوس المسلمين والمسيحيين، فهى مبعث الأنبياء ومهبط الوحى إليهم.

وأكد عبدالفتاح أن القرآن الكريم تحدث فى مواضع كثيرة، ووضح فضل هذه البقعة المباركة ووصفها بأنها الأرض المقدسة التى بارك الله فيها وحولها حيث قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ} وقال أُبى بن كعب: ما من ماء عذب إلاَّ وأصله من تحت صخرة بيت المقدس، وهى أرض خِصب، يعيش فيها الفقير والغنى. وقال مجاهد: سماه مباركا؛ لأنه مقر الأنبياء، ومهبط الملائكة، والوحى، ومنه يحشر الناس يوم القيامة. وهذا قليل من كثير لمكانة القدس فى نفوس المسلمين والمسيحيين وتعلق قلوبهم وأرواحهم وأفئدتهم بها.

نعمات مدحت

طباعة

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg