| 05 مايو 2024 م

للقدس رجال لا يفرطون

سياسيون: قرار ترامب يفتح باب جهنم على الغرب.. والمقاطعة الاقتصادية أبلغ رد

  • 15 ديسمبر 2017
سياسيون: قرار ترامب يفتح باب جهنم على الغرب.. والمقاطعة الاقتصادية أبلغ رد

بعد قرار ترامب بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل.. رصدت «صوت الأزهر» آراء عدد من خبراء الشأن الفلسطينى والإسرائيلى لتوضيح ردود الفعل الإسرائيلية على هذا القرار وتبعاته على المنطقة العربية والإسلامية ووضع خطوات عملية تساعد على تدعيم صمود الفلسطينيين، ورأيهم من موقف الأزهر تجاه قرار ترامب ودعمه للقضية الفلسطينية.

قالت الدكتورة رشا رجب المدرس بقسم اللغة العبرية وآدابها بكلية الدراسات الإنسانية جامعة الأزهر،  إن لقرار ترامب تداعيات على الصعيد السياسى فى إسرائيل فقد رحب السياسيون كثيرا بهذا القرار معتبرين إياه بأنه أفضل هدية فى العيد الـ70 لإسرائيل. مشيرة إلى أن إسرائيل حاليا تحاول الاستفادة من الزخم من هذا القرار وأجرت اتصالات مع بعض الدول لكى تحذو حذو الولايات المتحدة. أما على الصعيد الأمنى فعلى الرغم من ترحيبهم بالقرار إلا أنهم يتوجسون من استمرار اشتعال الوضع فى المنطقة، مضيفا أنه على الصعيد الدينى، على الرغم من شعور أغلب اليمين فى إسرائيل بالرضا لهذا القرار إلا أن أعضاء الكنيست من الحريديم قد أعربوا عن معارضتهم لهذه الخطوة وتساءلوا ما الفائدة من هذا القرار هل هذا سيغير من وضع إسرائيل أو وضع القدس؟ هل سيجلب الهيكل الثالث؟ إن ترامب اهتم بنفسه أكثر من اهتمامه بإسرائيل عندما أعلن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. قد أراد أن يثبت للعالم أن كلمته هى الكلمة وأنه نفذ الوعد الذى وعد به فى حملته الانتخابية.

من جهته قال الدكتور أحمد حماد أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة عين شمس، إنه بالنسبة لما يمكن أن نطلق عليه تصريح  ترامب، أسوة بتصريح بلفور، التصريحان باطلان من الناحية القانونية والأخلاقية أيضاً ففى كلتا الحالتين لقد أعطى من لا يملك وعدا لمن لا يستحق. مضيفا أنه لا يجب الوقوف عند هذا الحد والاكتفاء برسائل الشجب والتنديد، بل لا بد من القيام بمراجعة لأنفسنا لنعرف الدوافع التى دفعت أولا بلفور ومن بعده ترامب لاتخاذ هذا القرار. موضحاً أنه بالنسبة لبلفور كانت هناك مصالح للإمبراطورية البريطانية والامبريالية العالمية فى اتخاذ هذا القرار الذى يصب فى النهاية لصالحهم خاصة وأن الطرف الآخر مغيب وغائب تماما عن الصورة. وكذلك الحال أيضاً فى التصريح الثانى، تصريح ترامب، فالآخر هنا أيضاً مغيب وغائب تماما عن المشهد العالمى. وقد يرجع ذلك إلى قصور عربى وإسلامى واضح تماما فى التعامل مع قضية القدس وعدم تقديمها للرأى العام العالمى بالصورة التى تشرح أحقيتنا كعرب ومسلمين فيها فتركنا الساحة خالية تماما تعبث فيها الآلة الإعلامية الإسرائيلية لتصل إلى حد الإقناع التام للقادة السياسيين فى أمريكا والغرب بأن القدس هى مدينة يهودية عبر التاريخ، معلناً أننا أمام تزييف واضح للتاريخ وخلط للأوراق عن عمد بحيث صار الصوت الصهيونى هو الصوت الوحيد المسموع فى الساحة العالمية ويصل الحال بالرئيس الأمريكى ترامب إلى الإعلان بكل تبجح أن القدس هى العاصمة الأبدية لإسرائيل لأنها بالفعل مدينة يهودية منذ نشأتها.. يضاف إلى ذلك الغياب المطلق للإعلام العربى والإسلامى عن الساحة الدولية. لذا يجب علينا بعيدا عن الانفعالات والشجب أن نراجع أنفسنا ونراجع عرضنا لقضيتنا الصادقة على الرأى العام العالمى. وهنا لا يجب أن نخاطب أنفسنا باللغة العربية ونشرح قضيتنا لأنفسنا، بل يجب أن يكون هناك إعلام عربى وإسلامى موجه للرأى العام العالمى نشرح فيه قضيتنا ونثبت بالأدلة القاطعة إسلامية القدس وعروبتها. عدا ذلك لن يستمع الينا أحد ولن يتبنى أحد قضيتنا، فنحن فى عصر صارت القوة فيه والصوت المرتفع هما مفتاح العبور إلى عقل الآخر ولا شىء غير ذلك. مضيفاً أن قرار ترامب بلطجة سياسية من شخص أهوج أبعد ما يكون عن ممارسة اللعبة السياسية.

وأشاد حماد بالموقف الرائع من فضيلة شيخ الأزهر وكذلك الموقف التاريخى للبابا تواضروس لرفضهما مقابلة نائب الرئيس  الأمريكى بعد هذا القرار ويجب على كل السياسيين العرب أن يحذوا حذوهما فى هذا الموقف حتى تشعر أمريكا أن هناك مواقف عربية صارمة بعيدا عن الشجب والتنديد، فالقدس هى معقلنا الأخير الذى يجب أن نستميت دفاعا عنه والا ستسقط عنا ورقة التوت الأخيرة.

ومن جانبه أوضح السفير غازى فخرى المستشار الثقافى لسفارة فلسطين وعضو المجلس الوطنى الفلسطينى، أن ترامب شخصية غير سوية وغير معتدلة سيطر عليه اللوبى اليهودى ليمرر القرارات التى تخدم الكيان الصهيونى مشيراً إلى أن قرار ترامب اتخذه بطريقة عشوائية لأنه يعلم أن العالم العربى والإسلامى يموج بالصراعات والحروب الداخلية والمشاكل التى ألمت العالم العربى والإسلامى الذى اصطنعوه بنا، فكان هدفهم الأول والأخير أن تعانى الدول الإسلامية من الصراعات الداخلية والحروب الانفصالية وغير ذلك حتى يتهيأ لهم الأمر باتخاذ موقف نقل السفارة إلى القدس وبهذا تنتهى القضية الفلسطينية، ولكن ذلك سيبيح للقوى سواء القوى المعتدلة أو قوى الشر بفعل ما لا يحمد الفترة المقبلة، فلقد هددت داعش بضرب السفارات الأمريكية، مشيراً بقوله: «رب ضرة نافعة» بأن يجتمع الكل على الرد على هذا العمل الاهوج من ترامب وإسرائيل، مشيراً إلى أن أغلب المواثيق والقرارات الدولية تثبت أن هناك احتلالا أدى إلى قيام دولة إسرائيلية على أراض فلسطينية وأن هناك دولة فلسطينية تقوم من جديد وظهر ذلك فى مفاوضات تمت بين الفلسطينيين والإسرائيليين فى كل اللقاءات التى تمت والتى كان ترعاها «أمريكا» التى أطاحت بكل القيم والمبادئ والقوانين الدولية والأعراف السائدة بين الدول وانحازت انحيازا أعمى وغير واقعى إلى جانب الدولة المحتلة وأعطتها ما لا تملك.

وعن اثر ذلك القرار ذكر  أنه يفتح باب جهنم على الغرب قبل الشرق وأنه هيج الرأى العام العالمى وخصوصاً المسلمين أمام هذا الحكم الجائر وهذه الهجمة الشرسة على القدس الشريف، مشيراً إلى أن مؤسسة الأزهر الشريف كانت المؤسسة الأولى التى قامت بالتنويه عن خطورة ما هو قادم فتحدث فضيلة وكيل الأزهر الدكتور عباس شومان فى مؤتمر عن التطرف وأثره فى التراث الثقافى وأيضاً تحدث عن عروبة القدس قبل أن يتخذ ترامب قراره بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وعن الخطوات العملية التى قد تساعد على صمود الفلسطينيين أمام هذا القرار، وضح أنه على المقدسيين انفسهم داخل القدس الانتفاضة فكان لهم تجارب عديدة فى مثل هذه الأمور وانتصروا وتراجعت إسرائيل من قبل عندما وضعوا بوابات إلكترونية على المسجد الأقصى لكن الانتفاضة سيكون لها اليد الأولى فى تغيير المعالم وبعض القرارات ولكن نحن كعرب ومسلمين لا بد أن يكون لنا دور مساند للمقدسيين، وان ننتفض بشكل سلمى لا ضرر فيها على ممتلكات الدولة وأن تكون بطريقة حيادية ومعتدلة نساعد إخواننا الفلسطينيين وان ندعو لهم ونساندهم فى المحافل الدولية فيكون للعالم الإسلامى دور كبير وان يتحد العالم العربى ويتخذ قرارات صارمة بعدم الموافقة على جعل أمريكا طرفاً فى عملية السلام مرة ثانية، وان يقوى العالم العربى باقتصاده بعيداً عن أمريكا ولو قليلاً لاعطائها درسا لاستهانتها بنا، أو اتفاق العالم العربى والإسلامى باتخاذ قرار سحب السفراء ووقف الاستثمارات بأمريكا، وشدد على أنه لن تهون علينا قدسنا وستعود القدس عاصمة لفلسطين فقلوبنا تعتصر من القرار. وحول قرار جامعة الدول العربية قال الدكتور اسامة الشعت مستشار العلاقات الدولية والمتخصص فى الصراع العربى الإسرائيلى، إنه لم يأت بجديد بل جاء مخيباً لآمال وطموحات أبناء الشعب الفلسطينى فى القدس وأبناء الأمة العربية الذين يئنون ويترقبون وقلوبهم تدمى على سرقة مدينة السلام «القدس» أمام أعينهم دون أى فعل حقيقى، وأضاف أن الأمل مازال معقوداً على القمة العربية إذا كان هناك انعقاد لها فى الفترة القريبة المقبلة، موضحاً أنه من الضرورى أن تستخدم الامة العربية وهى موحدة، لغة المصالح فى مواجهة القرار الأمريكى الجائر مشيراً إلى أن القرار الأمريكى ما كان ليمر لولا أن الرئيس ترامب أدرك بأن الأمة العربية ظاهرة صوتية ليس أكثر. وقال إن موقف شيخ الأزهر من دعم قضية القدس مشرّف مؤكداً أنه يجب تعزيز ثقافة المواطن عبر إدخال منهج يتعلق بمدينة القدس باعتبارها ارض الإسراء والمعراج والمسجد الأقصى فى  المدارس والمعاهد الأزهرية، لزيادة الوعى لدى الطلاب عن قضية القدس والصراع فى فلسطين.

هدير عبده

طباعة

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg